استمع إلى الملخص
- تناولت بيربوك قضية صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدة على ضرورة التزامها بالقانون الدولي، وأهمية الحل الدبلوماسي لحماية استقرار لبنان، وسط انتقادات من حزب الله لتصريحاتها.
- لم يتم التوصل إلى حل مقبول، حيث رفضت إسرائيل مبادرة الهدنة، وتزايدت المخاوف الإنسانية مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على لبنان.
قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من بيروت اليوم الأربعاء، إنه يتعين على حزب الله أن ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني، والجيش الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق، مشددة على أنه لن يُحَلّ هذا الصراع عسكرياً. ووصلت بيربوك اليوم الأربعاء إلى بيروت، حيث تلتقي المسؤولين اللبنانيين لبحث التطورات المتسارعة عسكرياً، مع مرور شهرٍ على العدوان الإسرائيلي الموسّع على الأراضي اللبنانية، ومحاولة التوصل إلى حلٍّ دبلوماسيٍّ يخفف التوترات، ويؤدي إلى وقفٍ لإطلاق النار.
وشددت الوزيرة الألمانية على وجوب حماية قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) من قبل طرفي الصراع، مؤكدة أن أي اعتداء عليها ينتهك القانون الدولي، ومشيرة إلى أن قوة اليونيفيل ضرورية لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، ويتعيّن الحفاظ عليها.
وتطرقت بيربوك إلى قضية صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، قائلة: "نواجه إشكالية، وإسرائيل مسؤولة عن التزام القانون الدولي". وفي وقت سابق اليوم، قالت بيربوك في بيان، إن "الجيش الإسرائيلي أضعف حزب الله بشكلٍ كبيرٍ، والحاجة الآن للتوصّل إلى حلٍّ دبلوماسي قابل للتطبيق بين إسرائيل ولبنان". وأشارت إلى أنّ "مئات الآلاف من الأشخاص نزحوا في لبنان، وزعزعة الاستقرار الكامل في البلاد ستكون قاتلة للمجتمع الأكثر تنوعاً دينياً في المنطقة".
وشددت الوزيرة الألمانية على أنّ "المهمّ حالياً هو العمل مع شركائنا في الولايات المتحدة، وأوروبا، والعالم العربي، من أجل إيجاد حلّ دبلوماسي قابل للتطبيق، يحمي المصالح الأمنية المشروعة لكلّ من إسرائيل ولبنان". وعشية الزيارة، شنّ مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، هجوماً على وزيرة الخارجية الألمانية، إذ دان بكلّ شدّة التصريحات الصادرة عنها، التي "تُبرّر للعدو الصهيوني قتل المدنيين"، مشيراً إلى أنّ "النازية الجديدة في ألمانيا تبرر للفاشية الصهيونية جرائمها"، قائلاً: "إذا كانت ذاكرتكم مثقلة بالجرائم ضد الإنسانية، فأنتِ ومن تمثلين تشاركون في جريمة ضد الإنسانية مجدداً".
وكانت بيربوك قد قالت في كلمة في جلسة عقدت في الجمعية الاتحادية الألمانية، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، بمناسبة الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى، إن "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أن حركة حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس. وأضافت: "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضاً وضعها المحميّ، بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين".
ولم يُؤدِّ حراك الموفدين إلى لبنان خلال عام كامل، والمكثف منذ شهرٍ، إلى التوصل إلى حلّ يقبل الطرفان بتطبيقه، وآخر المحاولات برزت أميركياً مع الوسيط عاموس هوكشتاين، الذي ينتظر الميدان نتائج مشاوراته واجتماعاته وجهوده، علماً أنّ لبنان كان قد وافق على مبادرة الهدنة لـ21 يوماً، لكنها قوبِلت برفضٍ إسرائيلي. وشدد الموفد الأميركي خلال لقاءاته في لبنان، الاثنين، على أنّ "المساعي الدبلوماسية لا تزال قائمة وجدّية، ونحن نعمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الفترة المقبلة، وندعم التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701، وعلى كل الأطراف العمل على التوصل إلى صيغة تفاهم حيال كيفية تطبيق القرار".
وبالتزامن مع جولة بيربوك، يكثف الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على نقاط واسعة من لبنان، خصوصاً في البقاع والجنوب، مركزاً سلسلة ضرباته العنيفة منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء على مدينة صور، التي تستضيف أكثر من 15 ألف نازح، ما أدى إلى تسجيل حالات إخلاء سريعة للمنطقة في ظلّ التهديدات الإسرائيلية.
وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، مرتضى مهنا لـ"العربي الجديد"، إنّ "القصف الإسرائيلي استهدف قلب مدينة صور، وكانت الضربات مركزة"، مشيراً إلى "إخلاء مدرسة الجعفرية في صور لأنها تقع في محيط الاستهداف، والعديد من الذين أخلوا انتقلوا إلى البحر أو حارة المسيحيين أو غادروا المدينة". وأضاف مهنا أن "عدد النازحين في صور يتجاوز الـ15 ألفاً، وهناك من غادر باتجاه صيدا وجرى ربطه بمحافظة الجنوب والصليب الأحمر للتنسيق، وآخرون رفضوا ذلك"، لافتاً إلى أن "أضراراً كبيرة طاولت المدينة من جراء القصف، وهناك طبعاً قلق وخشية عند الناس".