قالت صحيفة "بيرلنغسكا" الدنماركية إن العالم صار لديه "بارون مخدرات جديد"، وهي تشير إلى رأس النظام السوري، بشار الأسد، في تقرير نشرته الثلاثاء، تعلوه صورة كبيرة للأسد بين جنوده.
الصحيفة أشارت إلى أنه "بعد 12 سنة من الحرب والعزلة بفعل العقوبات، عادت سورية (النظام السوري) إلى الظهور كدولة مخدرات".
ونوهت في ذات السياق إلى أن الأسد "شكّل في يوم من الأيام بارقة أمل المشرق لإصلاح سورية، بعد والده"، على حد قولها، لكنه "وبعد عشر سنوات من الحكم كأمير حرب، أصبح منبوذاً دولياً (منذ 2011، بعد بدء قمع الثورة السورية). بيد أنه حصل على وظيفة جديدة".
وقالت الصحيفة إن "المخدر الشعبي، كبتاغون، الذي يسمى كوكايين الرجل الفقير، أضحى شريان الحياة الاقتصادي الرئيسي للديكتاتور بشار الأسد"، مشددة على أن الأسد "يريده أن يكون أيضا تذكرة عودته إلى شراكة دولية جيدة".
وأضافت أنه في حين كانت صادرات سورية الرئيسية هي، زيت الزيتون والمكسرات والطماطم، إلا أن نظام بشار الأسد يعيش اليوم من خلال تصدير سلعة واحدة (الكبتاغون) تزيد قيمتها أربعة أضعاف عن كل ما سبق مجتمعة.
واستعرضت "بيرلنغسكا" وسائل التهريب من سورية، "بدس الحبوب في القهوة والتوابل لإرباك كلاب (اكتشاف) المخدرات، ومن خلال إخفائها في الصخور العملاقة للتهرب من الماسحات الضوئية".
إلى ذلك، أشارت الصحيفة أيضا إلى أنه مع انهيار الاقتصاد الرسمي تحت وطأة الحرب "أصبح العقار المخدر الاصطناعي شريان حياة لاقتصاد النظام السوري ومصدره للعملة الأجنبية".
وسجلت الصحيفة أن حبوب الكبتاغون وحدها، التي صادرتها السلطات حول العالم هذا العام، بلغت قيمتها ثلاثة مليارات دولار، مستعينة في السياق بآراء خبراء عن أن "سورية باتت تستحوذ على 80 في المائة من الصادرات، وتبلغ قيمة مبيعاتها ما بين 5 إلى 50 مليار دولار في السنة. وذكّرت الصحيفة بأن تلك القيمة تتجاوز إجمالي الصادرات الأخرى الرسمية للبلاد من البضائع.
وعددت الصحيفة بعض أكبر الصادرات التي ضبطت. ومنها عملية ضبط كانت وجّهتها السعودية عبر ماليزيا، وبلغت 100 مليون حبة، وبقيمة نحو 2 مليار دولار، كأكبر عملية ضبط في تاريخ المخدرات. كذلك تلك الكميات التي صادرتها السلطات اللبنانية والمتجهة إلى السنغال والسعودية، والمحشوة في بضائع مختلفة.
وأشارت إلى أن الرياض صادرت الشهر الماضي وحده ستة ملايين حبة "وقد ظهرت الشحنات سابقا في كل من آسيا وأفريقيا وأوروبا"، لافتة أيضاً إلى ما تم ضبطه مؤخراً في عُمان.
وتقول "بيرلنغسكا"، إن "سورية (النظام السوري) أصبحت في تسميات رسمية وصحافية، عبارة عن دولة مخدرات". ورأت أن الأمر مختلف لدى النظام السوري عن دول المخدرات الأخرى. ففي حين يُعرف في بعض الدول أن السياسيين الفاسدين يغضّون الطرف عن أباطرة تلك التجارة، فإنه في سورية يقف النظام نفسه وراء "الكارتلات".
ونوهت في ذات الاتجاه بما كشفه تقرير لقناة "بي بي سي" وشبكة الصحافة الاستقصائية مؤخرا "عن وجود روابط مباشرة بين تجارة الكبتاغون وكبار أعضاء الجيش السوري وعائلة الرئيس بشار الأسد".
وبعد أن استعرضت تحول المخدرات إلى شريان حياة لبقاء النظام، قالت الصحيفة إن "المفارقة أن تصبح تجارتها تذكرة عودة النظام إلى الجامعة العربية. ويبدو أنها تذكرة عودة الديكتاتور إلى المجتمع الدولي".
وشددت على أن "الجيران سئموا وتعبوا من تهريب المخدرات، التي أدت إلى ارتفاع الجريمة والإدمان في دولهم، والآن يريدون وقف تهريبها بأي ثمن".
في نهاية المطاف، قالت "بيرلنغسكا" الدنماركية إن "دعوة الديكتاتور إلى الجامعة العربية في ربيع هذا العام، جاء بوعود، من بينها بذل جهود أكبر لوقف صادرات المخدرات. لكن ذلك لم ينجح بعد".