أفادت مصادر أمنية عراقية بأنّ القوات الأمنية دخلت حالة استنفار، وبدأت تنفيذ انتشار عسكري في عدد من المناطق بمحافظة البلاد، وسط مخاوف من استغلال تنظيم "داعش" سوء الأحوال الجوية لتنفيذ هجماته.
وتشهد البلاد موجة ضباب كثيف وأمطار مع انخفاض كبير بدرجات الحرارة، وهو الأمر الذي كان يستغله التنظيم سنوياً لتحقيق خروقات وتنفيذ ضربات معينة.
ونقلت صحيفة "الصباح" الرسمية، اليوم الأربعاء، عن مصادر أمنية قولها إنّ "جميع الحواجز العسكرية دخلت حالة التأهب، رغم سوء الأحوال المناخية في هذه الأيام"، مبينة أنه "تم نشر قوات في عدد من المناطق لتأمينها".
وأوضحت أنّ "الاستنفار يأتي عقب الحصول على معلومات استخبارية أفادت بأنّ داعش يحاول استغلال موجة الضباب الكثيف والأمطار، من أجل التحرك وتنفيذ هجماته".
وتشمل حالة التأهب الأمني المحافظات الشمالية والغربية، وتحديداً نينوى، وديالى، وكركوك، وصلاح الدين، والأنبار، على اعتبار أنها ما زالت تضم بقايا من جيوب وعناصر "داعش"، والتي تشكل تهديداً أمنياً في العراق، خصوصاً في تلك المحافظات، وتنفذ هجمات متفرقة توقع أحياناً قتلى وجرحى من القوات الأمنية والمدنيين، فيما تنفذ القوات الأمنية خططاً متتابعة، تسعى من خلالها لتحجيم تحركات التنظيم وإحباط هجماته.
ميدانياً، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، "تنفيذ واجب أمني مُهمّ ونوعي" في سلسلة جبال حمرين (سلسلة جبلية تمتد بين محافظتي ديالى وكركوك شمال شرقي بغداد).
كما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، تنفيذ عمليات تفتيش وحماية في محافظة كركوك. وذكرت القيادة، في بيان، أنه "ضمن سلسلة العمليات الأمنية المستمرة، نفذت قطعات الفرقة الخامسة شرطة اتحادية، وبالاشتراك مع مفارز الجهد الاستخباري والطائرات المسيّرة، واجب تفتيش ضمن سلسلة تلال حمرين لتأمين الحماية الكاملة لقاطع المسؤولية ولملاحقة بقايا داعش".
إلى ذلك، أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، السعي لتطوير قطاع الاستخبارات. وقال رئيس اللجنة العليا لإصلاح القطاع الأمني، رئيس لجنة الأمن البرلمانية، النائب خالد العبيدي، في كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق، يوم أمس الثلاثاء، إنّ "ما نعمل عليه اليوم هو دعم وتعزيز ومراقبة ومساءلة قطاع الأمن والدفاع، من خلال التشريعات للوزارات والأجهزة الأمنية والرقابة على الأداء والخدمة العامة لقطاع الأمن، وتعزيز برامج الأمن القومي للدولة، وتفعيل منظومة التحالفات الدولية، بما يحفظ المصالح العليا للدولة العراقية وشعبها".
وأضاف: "نطمح اليوم من خلال لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، لتطوير قطاع الأمن، وتحقيق المنهاج الحكومي للحكومة العراقية، وتعزيز منظومة الدفاع الوطني، والعلاقة بين القوات الاتحادية وقوات البشمركة في إقليم كردستان لتحقيق التكامل في الأمن القومي".
وشددت القوات العراقية أخيراً، عمل الجهد الاستخباري، للحصول على معلومات ترصد تحركات تنظيم "داعش" في محافظات البلاد، واعتمدت على الطيران، لتنفيذ ضربات سريعة، فضلاً عن عمليات التمشيط المتواصلة التي تنفذها قوات الجيش، بحسب المعلومات المتوفرة لديها.