تبقى الأجواء متوترة، الثلاثاء، في شمال كوسوفو مع تجمّع محتجّين صرب مجدداً أمام بلدية زفيتشان، وجرت قبل يوم مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من ثلاثين عنصراً من قوّة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.
وأقام جنود بلباس مكافحة الشغب من قوّة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو حاجزاً حديدياً حول مبنى البلدية لمنع مئات المتظاهرين الصرب من الدخول.
وأوقفت أمام مبنى البلدية ثلاث مركبات مصفحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يثير وجودها غضب الصرب الذين يشكّلون غالبية السكان في أربع بلدات في شمال كوسوفو.
وبعدما غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في هذه البلدات الأربع في شمال كوسوفو، في نوفمبر/ تشرين الثاني، في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي نظّمتها حكومة كوسوفو في إبريل/ نيسان لإنهاء الفراغ المؤسسي.
وفاز رؤساء بلديات ألبان في هذه الانتخابات التي كانت نسبة المشاركة فيها أقل من 3.5%. ونصبت حكومة رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي رؤساء البلديات، الأسبوع الماضي، على الرغم من دعوات التهدئة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
والتوترات متكررة في تلك المناطق من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008، وحيث يتحدّى السكان الصرب الحكومة المحلية.
والاثنين، أعلنت القوة متعددة الجنسيات أنّها "تعرّضت لهجمات غير مبرّرة"، بعدما اشتبك متظاهرون مع الشرطة وحاولوا الدخول إلى مبنى بلدية زفيتشان الشمالية.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنّ 52 صربيّاً أصيبوا، ثلاثة منهم بجروح خطرة، فيما أصيب أحدهم "بعيارين ناريين أطلقتهما قوات خاصة (من إثنية) ألبانية".
من جهتها، أفادت قوة الحلف الأطلسي، في بيان، الثلاثاء، بإصابة 19 جندياً مجرياً و11 جندياً إيطالياً في اشتباكات الإثنين، مشيرة إلى أنهم يعانون من "كسور وحروق ناجمة عن عبوات ناسفة حارقة"، ولفتت إلى أنّ "ثلاثة جنود مجريين أُصيبوا بأسلحة نارية".
ودان حلف شمال الأطلسي "بشدة"، الإثنين، الهجمات "غير المقبولة" على قوته، مشدّداً على "وجوب أن يتوقف العنف فوراً".
وأعلن الحلف، اليوم الثلاثاء، أنّه سينشر قوات إضافية في كوسوفو. وقال الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان: "يعد نشر قوات إضافية من الناتو في كوسوفو إجراء حكيما لضمان أن قوات كوسوفو لديها القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن وفقا لتفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأضاف: "يجب أن يتوقف العنف".
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أنّ الحلف سينشر 700 جندي إضافي في كوسوفو غداة إصابة 30 جنديا من الحلف، و52 محتجا في اشتباكات.
وأضاف في مؤتمر صحافي في أوسلو: "قررنا نشر 700 جندي إضافي من قوة احتياطي العمليات في غرب البلقان، ووضع كتيبة إضافية من قوات الاحتياط في حالة تأهب قصوى ليتسنى نشرها إذا لزم الأمر".
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف فوري للتصعيد
في غضون ذلك، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، قادة كوسوفو وصربيا إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات "غير مقبولة على الإطلاق" في شمال كوسوفو.
وحذر بوريل من أنّ الاتحاد الأوروبي "يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد".
الصين تعلن دعم صربيا في نزاعها مع كوسوفو وقوة حفظ السلام
أما الصين فأعلنت، اليوم الثلاثاء، دعم جهود صربيا لـ"حماية سيادتها وسلامة أراضيها"، وذلك بالتزامن مع تصاعد النزاع بين الصرب وقوة حفظ السلام، التي يقودها حلف الناتو (كفور) في شمال كوسوفو.
وحثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ حلف الناتو على "القيام بما يخدم السلام الإقليمي".
وقالت "الصين تتابع التطورات عن كثب، وتدعم جهود صربيا لحماية سيادتها وسلامة أراضيها. نعارض الإجراءات الأحادية التي تتخذها مؤسسات الحكم الذاتي المؤقتة في بريشتينا، وندعوها إلى الوفاء بالتزامها بتأسيس مجالس محلية ذات أغلبية صربية".
روسيا تدعو الغرب إلى وقف "دعايته" حول المواجهات
من جهتها، حضّت روسيا، الثلاثاء، الغرب على وقف "دعايته الكاذبة" بشأن المواجهات في كوسوفو التي أسفرت عن إصابة نحو 30 جندياً في قوة حفظ السلام ودعت إلى "إجراءات حاسمة لخفض التصعيد".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو الغرب إلى إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس"، وأضافت "يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض التصعيد".
ويعيش حوالي 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)