بدأت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الأربعاء، في إعادة تأهيل مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة تمهيداً لإعادة الفعاليات الحدودية بعد أكثر من ثلاث سنوات على توقفها.
وبدأت جرافات وآليات أخرى بتمهيد الطرق إلى المخيمات الخمسة وتسوية أراضيها، تمهيداً وتجهيزاً لإقامة الفعاليات، التي لم يعلن عن توقيت محدد لإعادة إحيائها.
ومن المتوقع أنّ يعود الزخم للفعاليات الحدودية في الأسبوعين المقبلين، في ظل حالة التضييق التي يتعرض لها القطاع عبر تشديد إضافي للحصار المفروض منذ أكثر من 16 عاماً، والذي أثر على كلّ مناحي الحياة من جديد.
وفي ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/ آذار 2018، فعّلت الفصائل الفلسطينية في غزة خيار التظاهر الحدودي والاشتباك الشعبي مع قوات الاحتلال في خمس نقاط حدودية، لكنها توقفت بعد 21 شهراً، مع تدخل الوسطاء وتخفيف الحصار الإسرائيلي، وفتح معبر رفح بشكل دائم، والسماح بتدفق الأموال بشكل أفضل من ذي قبل للقطاع.
وخلال هذه الأشهر، استُشهد في قمع الاحتلال فعاليات التظاهر الحدودية نحو 215 فلسطينياً، وأصيب نحو 19 ألفاً آخرين برصاص وقنابل الاحتلال، تعرّض العشرات منهم لبتر في أطرافهم جراء استهدافهم بالرصاص الحيّ والمتفجر.
وتهدف عودة المسيرات الحدودية هذه المرة للضغط على الاحتلال والوسطاء معاً لإعادة الحياة إلى غزة، في ظل تشديد الحصار الذي بات يؤثر على كل مناحي الحياة.
وبتشديد الحصار، فقدت الحكومة التي تديرها حركة "حماس" مصادر مالية تمكنها من دفع رواتب موظفيها بانتظام. وتدفع الحكومة في غزة رواتب لنحو ستين ألف موظف مدني وعسكري، ومنذ سنوات يتلقى موظفوها ما بين 50 و60% فقط من رواتبهم شهرياً، فيما يذهب الباقي لما بات يُعرف بمستحقات الموظفين، لكن الحكومة تعاني منذ أشهر من أزمة مالية خانقة، صعبت عليها دفع هذه النسب للموظفين بعدما استنفدت كل خيارات الاستدانة من البنوك التي أنُشئت في القطاع عقب الانقسام.