قالت مصادر عسكرية مقربة من "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من تركيا، لـ"العربي الجديد"، إن "حركة أحرار الشام الإسلامية القاطع الشرقي"، انضمت بشكل رسمي للفيلق الثاني الواقع تحت قيادة فهيم عيسى، والذي عين قائدا للفيلق بداية الشهر الحالي.
وأضافت المصادر أن "تعداد عناصر القاطع الشرقي في حركة أحرار الشام يتراوح بين 1500 و2000 مقاتل، معظمهم من أبناء ريف حلب الشمالي والشرقي، وتتخذ من قرى عبلة وعولان قرب مدينة الباب مواقع رئيسية لها، إضافة إلى أنها تسيطر على معبر الحمران، أحد أبرز المعابر الحدودية التي تفصل مناطق سيطرة الجيش الوطني عن مناطق سيطرة قوات سورية الديموقراطية".
المصادر ذاتها أكدت خلال حديثها أن "القاطع الشرقي في حركة أحرار الشام الإسلامية، من أبرز الفصائل التي ساندت فرقة الحمزة، خلال محاولة الفيلق الثالث إنهاء عمل الفصيل قبل أيام، في حين أن القاطع الشرقي استطاع الصمود أمام هجمات شنتها كتائب من جيش الإسلام على موقعه بريف حلب الشمالي، بعد أن عملت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، على التدخل لصالح الحركة في المنطقة".
ويأتي انضمام "أحرار الشام" إلى صفوف "الفيلق الثاني" بعد أيام قليلة من إعلان "فرقة الحمزة" وفصيل "السلطان سليمان شاه" عودتهما إلى صفوف الفيلق.
وتأتي التطورات العسكرية المتسارعة في شمال حلب ضمن إطار إعادة هيكلة "الجيش الوطني" وفقا للمصدر.
وقدّر الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، أن التطورات الأخيرة في الشمال السوري، وخاصة دخول "هيئة تحرير الشام" إلى منطقة عفرين ساعدت في الإسراع بخروج هذه المقررات إلى النور، في ضوء استياء الجانب التركي من الأوضاع في مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني، وكثرة الخلافات بين فصائله، والتي كثيرا ما ينتج عنها اشتباكات مسلحة، وهو ما يضر بسمعة تركيا ويعطي انطباعا بسوء إدارتها لهذه المناطق.
وكان مسؤولون أتراك عقدوا في الثاني من الشهر الجاري اجتماعاً مع قادة في "الجيش الوطني السوري"، استمر لفترة وجيزة، طرح فيه الجانب التركي رؤيته لضبط الأوضاع العسكرية والأمنية والإدارية في مناطق نفوذ الجيش الوطني السوري، إضافة إلى قواعد عمل جديدة من شأنها تغيير ملامح منطقة الشمال السوري وطريقة إدارتها.
وعُين فهيم عيسى المنحدر من بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، قائداً جديداً للفيلق الثاني، خلفاً للعميد أحمد عثمان الذي كان يشغل المنصب، حيث جاء تعيينه بأمر تركي لضبط فصائل الفيلق الثاني، كونه يحظى بعلاقة جيدة مع الجانب التركي، بحسب مصادر عسكرية مطلعة لـ"العربي الجديد".