قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، جمانة غلاي، الثلاثاء، إن النتائج النهائية لانتخابات برلمان إقليم كردستان ستعلن خلال هذا الأسبوع، فيما رجحت رئاسة فرع أربيل للمفوضية إعلان النتائج اليوم الأربعاء، مع العلم أن النتائج الأولية بيَّنت فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في أربيل ودهوك، على غريمه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الحاكم في السليمانية.
وبحسب النتائج الأولية، فإن نسبة المشاركة في انتخابات إقليم كردستان بلغت 72%، أي أنها وصلت إلى مليونين و87 ألف صوت، وبلغ عدد المصوتين للحزب الديمقراطي الكردستاني (رئيسه مسعود البارزاني) في 4 دوائر أكثر من 800 ألف صوت، مقابل أكثر من 400 ألف صوت للاتحاد الوطني الكردستاني (رئيسه بافل الطالباني).
أما حزب "الجيل الجديد" (رئيسه شاسوار عبد الواحد) فقد جمع أكثر من 250 ألف صوت، وأكثر من 120 ألف صوت لحزب الاتحاد الإسلامي، فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل على أكثر من 345 ألف صوت، وأكثر من 110 آلاف صوت للاتحاد الوطني الكردستاني.
في السياق، قال عضو شعبة الإعلام والعلاقات في هيئة الانتخابات بإقليم كردستان، زانا عثمان، إن "المرشحين والأطراف التي لديها ملاحظات على نتائج التصويت، يستطيعون الطعن في النتائج بعد إعلان النتائج النهائية ولمدة ثلاثة أيام". القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهان الشيخ رؤوف قال إن "حزبه يسعى لتصحيح مسار الحكم في الإقليم، خصوصاً وأن وضعه الحالي أفضل بكثيرٍ من السابق، من حيث عدد المقاعد بعد إعلان نتائج الانتخابات"، مضيفاً في حديثٍ صحافي أن "أي حزب من الفائزين لن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، بالتالي فإن الاتحاد أعلن نيته مشاركة باقي الأحزاب في تشكيل الحكومة الجديدة".
من جانبه، بيَّن المحلل السياسي ميران سعيد، أن "تفوق الحزب الديمقراطي الكردستاني، كان معلوماً بالنسبة لبقية الأحزاب، لأنه يسيطر على الحكومة، لكن الجديد هو دخول الاتحاد الوطني على المنافسة الشرسة على المناصب الحساسة في الحكومة الجديدة". موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "الاتحاد الوطني سيحاول الضغط على الديمقراطي الكردستاني، لتعديل سياسته وتعامله مع بغداد، لأن الواضح أن بافل الطالباني أقرب إلى بغداد من نيجيرفان ومسرور بارزاني، بالتالي فإن شكل العلاقة مع بغداد يأخذ جانباً جديداً بعد تشكيل حكومة الإقليم".
وجرى التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، خصوصاً الحزبين التقليديين "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، و"الاتحاد الكردستاني" بزعامة بافل الطالباني، إذ يملك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يملك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها، بوصفها معاقل تقليدية للحزب.
وكانت السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، قد دعت الأحزاب في كردستان إلى دعم الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير. وذكرت رومانسكي، في بيان، أن "الولايات المتحدة تتقدم بالتهنئة لمواطني إقليم كردستان العراق وجميع القوى السياسية على إتمام انتخابات برلمان الإقليم بنجاح"، مبينة أن "موظفي البعثة الأميركية في العراق راقبوا العملية الانتخابية في مختلف مراكز الاقتراع بالإقليم خلال يومي 18 و20 أكتوبر تشرين الأول".
وأضافت أن "بلادها تثني على مواطني إقليم كردستان العراق لالتزامهم بالديمقراطية"، مشيرة إلى أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أقرت بأنها واجهت صعوبات في عملية التحقق من البصمات خلال العملية الانتخابية، ويجب معالجة هذه القضية قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في عام 2025".