كشف قيادي بارز في حزب "الرفاه من جديد"، اليوم الاثنين، أن الحزب الذي يعد أحد أطراف التحالف الجمهوري الحاكم في تركيا، سيخوض الانتخابات المحلية المقبلة منفردا في جميع الولايات.
وقال نائب رئيس الحزب والوزير السابق سعاد كلج، في مؤتمر حزبي بمدينة أنطاليا، "أعلنا أن حزب الرفاه من جديد سيخوض الانتخابات في 81 ولاية و922 منطقة، بمرشحيه، وسيكون هناك مرشحون لرئاسة البلديات وأعضاء المجلس البلدي"، مضيفا "الحزب سيعمل على ترشيح الأفضل في كل مكان، ومن اليوم تم تشمير السواعد وسيتم شرح الرؤية الوطنية والنظام العادل، وسياسات الحكومة الـ54 (للقيادي الراحل نجم الدين أربكان)، أدعو للانضمام لنا والتصويت لحزبنا".
وتمكن حزب "الرفاه من جديد" من دخول البرلمان في الانتخابات الأخيرة ليكون من أبرز الأحزاب الصاعدة، واستطاع حجز 5 مقاعد له، ويترأسه فاتح أربكان وهو ابن القيادي الراحل نجم الدين أربكان.
ووجه أربكان في الفترة السابقة انتقادات للحكومة الجديدة التي يرأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب فرض الضرائب وارتفاع الأسعار وزيادة التضخم، رغم أن الحزب هو ضمن التحالف الجمهوري الذي يقوده أردوغان.
ووصف كلج "الرفاه من جديد" بأنه "البديل للحزب الحاكم"، حيث أفاد أن "المعارضة لا تزال تتبادل الاتهامات وتتساءل عن أسباب الخسارة، وهو ما يعني استمرار الحكومة في عملها، وبنفس الوقت تدني مستوى المعارضة يمنع الحكومة من تقديم إنجازات صحيحة".
وشدد "نحن في حزب الرفاه من جديد سنكسب المعارضة نفسا ومفهوما وصوتا جديدا، وسنعمل على إظهار المعارضة المتميزة للشعب عبر تقديم الحلول للمشاكل وعرضها على الناس، وسنبذل جهدا في هذا، ويجب علينا وضع كل عملنا وجهدنا في هذا الإطار".
وختم كلامه بالقول "في الانتخابات المحلية سنضع مفهوم الرؤية الوطنية في البلديات والمستوى العادل للنظام الاقتصادي، والترشيد والعدالة وليس لتحقيق المصالح".
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان "الحزب الجيد" خوضه هو الآخر الانتخابات المحلية منفردا، حين دعت زعيمته ميرال أكشنر إلى خوض الأحزاب للانتخابات المحلية منفردة بالانتخابات التي تجري بعد 7 أشهر.
ومن المؤكد أن هذا الإعلان سيكون له تداعيات على مستوى التحالف الجمهوري الحاكم الذي خسر انتخابات أنقرة وإسطنبول المحلية في العام 2019 بفارق قليل أمام تحالف المعارضة، وأن حسابات الأرقام الدقيقة ستلعب دورها في الانتخابات المقبلة، وهذه التصريحات والإعلان سيخلطان الأوراق مجددا في الفترة المقبلة.
وتحول حزب "الرفاه من جديد" إلى لاعب مهم ضمن الأحزاب الإسلامية المحافظة، حيث تمكن من كسب أصوات من حزبي "العدالة والتنمية" و"السعادة" خلال الانتخابات الماضية وتمكن من دخول البرلمان، فيما دعم الرئيس أردوغان بالانتخابات الرئاسية.
وكانت أولى ردود الفعل من قبل زعيم حزب "الحركة القومية" دولت باهتشلي الذي أفاد في تصريح له اليوم أن "جميع مكونات التحالف الجمهوري الحاكم مستعدة من أجل خوض الانتخابات المحلية في 31 مارس/ آذار المقبل، بكل سعادة وحماس، وسيواصل التحالف التعاون ضمن مفهوم العقل المشترك".
وأضاف "من يود الانضمام لمسيرتنا المظفرة والوصول إلى هدف مئوية تركيا وتحقيقها والعمل كتفا لكتف معنا أبوابنا مفتوحة لهم".
كما أفاد متحدث حزب "العدالة والتنمية"، عمر تشليك، في مؤتمر صحافي دون التطرق بشكل مباشر إلى تصريحات كلج "التحالف الجمهوري بكافة مكوناته، كما أعلن الرئيس أردوغان وباهتشلي مستمر في طريقه كما هو دون أي تغيير".
استطلاع جديد حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
وفي إطار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة والاستعداد للانتخابات المحلية المقبلة، نشرت صحيفة "حرييت" اليوم الاثنين استطلاع رأي جديدا أجرته شركة "أوبتمار" في الفترة 10-17 أغسطس/ آب الجاري، وشمل 2314 شخصا.
وردا على سؤال عن أسباب اختيار الرئيس أردوغان في الانتخابات أجاب 60.5٪ بسبب صفاته القيادية وخدماته، فيما أجاب 12.3٪ أن انتخابه جاء بسبب التحالف، و9.7٪ بسبب بقاء الدولة، وأجاب 1.9٪ لأنه من حزب العدالة والتنمية، فيما أجاب 1.7٪ أن سبب انتخابه نظرا لعدم وجود بديل له.
وعن أسباب التصويت لصالح مرشح المعارضة كمال كلجدار أوغلو أجاب 37.2٪ من المصوتين له بسبب الرغبة في التغيير و12.1٪ بسبب التحالف، فيما أفاد 11.7٪ أنهم صوتوا له بسبب صدقه وموثوقيته، وأجاب 6.7٪ بسبب قربه من مواقفه السياسية، و2.4٪ لأنه من حزب الشعب الجمهوري، و2.3 لأنه من حزب مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك.
وتشير الأرقام السابقة إلى مكانة أردوغان وأهمية إنجازاته في الانتخابات السابقة، فيما تبرز رغبة المعارضة في التغيير كسبب انتخاب كلجدار أوغلو، حيث تشير أسباب الانتخاب بالجولة الثانية إلى ارتفاع صفات أردوغان القيادية وإنجازاته إلى 72.7٪ فيما ترتفع نسبة التغيير لدى كلجدار أوغلو بالجولة الثانية إلى 50.3٪.
وفيما يخص الانتخابات المحلية المقبلة، توجهت الشركة بسؤال المستطلعة آراؤهم عن السبب الذي يدفعهم لانتخاب رئيس البلدية، وخاصة في أنقرة وإسطنبول، حيث أجاب 70.5٪ أنهم ينظرون إلى المرشح نفسه وشخصيته، فيما أجاب 29.5٪ أنهم يصوتون بحسب الحزب الذي ينتمي له المرشح، وهذه نتيجة تشير لأهمية شخصية المرشح بالانتخابات المقبلة.
وينتظر أن تواصل المعارضة ترشيح أكرم إمام أوغلو لرئاسة بلدية إسطنبول، ومنصور ياواش لبلدية أنقرة، فيما لم يحدد التحالف الجمهوري أي مرشح له بعد، وينتظر أن يعلن عن المرشح بعد انعقاد المؤتمر العام الطارئ لحزب العدالة والتنمية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وحصل أردوغان على 52.18٪ من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية الماضية بجولتها الثانية أمام كلجدار أوغلو الذي حصل على 47.82٪ من الأصوات، فيما حسم التحالف الجمهوري الحاكم البرلمان بحصوله على 323 مقعدا من أصل 600.