مع استمرار الخلافات بشأن قانون الانتخابات المعطل في البرلمان العراقي، أعلن في بغداد عن تشكيل جبهة سياسية جديدة قدمت نفسها على أنها ممثل للعرب السنة في العراق، في خطوة تأتي تعميقاً للخلافات بين القوى السياسية العربية السنية التي تنقسم إلى معسكرين منذ عام 2018 الأولى بزعامة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، والثانية التي تبلورت اليوم بالإعلان الجديد بزعامة أسامة النجيفي.
يأتي ذلك مع تصاعد الحديث عن تأجيل متوقع لموعد الانتخابات، بسبب الخلاف السياسي المستمر بين القوى السياسية، ما تسبب بعدم إمكانية تمرير قانون الانتخابات في البرلمان.
الإعلان عن الجبهة تم في مؤتمر صحافي عقده أعضاؤها، ليل أمس الجمعة. وجاء في بيان للجبهة تلاه، السياسي العراقي، أسامة النجيفي، أن "مجموعة من القوى السياسية بحثت الواقع الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والصحي في البلد، وناقشت طبيعة التحديات التي تواجه البلد في المرحلة الحالية"، مضيفاً "كما بحثت إجراء الانتخابات المبكرة وما تلزمها من جهود نحو تحقيقها، بعيداً عن السلاح المنفلت".
وأشار إلى أنه "تم أيضاً بحث الإجراءات التعسفية التي تعصف بالمحافظات، وما يعانيه مواطنوها من إنكار للحقوق وجرائم الإخفاء القسري والسجناء والمعتقلين، وأن 35 نائباً يمثلون جبهة الإنقاذ والتنمية، وكتلة الجماهير، والمشروع العربي، والحزب الإسلامي، والكتلة العراقية المستقلة، اتفقوا على التعاون وإنصاف المظلومين من مواطنينا عبر تشكيل الجبهة الجديدة"، مبيناً أن "هذه القوى جميعها تمثل المكون السني".
وأضاف، "نسعى إلى إعادة الثقة والأمل في المستقبل، والرد على التحديات التي تشهدها البلاد".
وبحسب مصادر سياسية في بغداد، فإن التكتل الجديد الذي يضم الوجوه القديمة من الساسة العرب السنة جاء بهدف قطع الطريق أمام بروز حزب التقدم بزعامة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان وحليفه التقليدي حزب "الحل" بزعامة محمد الكربولي الذين نجحوا في استمالة زعامات قبلية ورجال دين في مناطق عدة من شمال وغرب العراق تمهيداً للانتخابات المقبلة.
وأكد نائب في البرلمان العراقي لـ"العربي الجديد"، أن تشكيل التحالف سيحاول طرح نقطة استبدال رئيس البرلمان باعتباره من حصة المكون السني خلال الفترة المقبلة، غير أن المشهد العراقي غير مهيأ لأي استبدال أو حتى طرح إقالة أي من الرئاسات الثلاث الحالية الجمهورية والحكومة والبرلمان.
واعتبر المتحدث، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن التحالف الجديد تشكل بناء على مصلحة وقتية وقد يكون أكثر التحالفات التي أعلنت بالعامين الأخيرين هشاشة.
من جهته، أكد عضو التكتل الجديد، النائب عبد الخالق العزاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "تشكيل الجبهة ظاهرة صحية في المجال السياسي، إذ إن هناك إجحافاً بحق المكون السني، في المناصب الأمنية والسياسية، وقد حصل انفراد بالقرارات من قبل القادة السنة"، معتبراً أن "هذا تكتل ليس جديداً لكن أعلن عنه الآن لأجل رسم مسار جديد وصحيح في البلاد".
وأضاف "نحن نمثل جمهور ست محافظات تمثل المكون السني بشكل حقيقي، وسنعمل على تحقيق موازنة في المناصب السياسية والأمنية والخدمية"، مبيناً أن عدداً من النواب سينضمون اليوم وغداً إلى الجبهة".
وشدد على "السعي لتحقيق الاستقرار الأمني، وأن أهم جزء سنعمل على تحقيقه هو عودة العوائل النازحة ومسك المناطق من قبل أبناء المناطق نفسها، وسنعمل لتحقيق ذلك".
يشار إلى أن قوى سياسية عديدة بدأت استعداداتها لخوض الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي ما زال الخلاف حادّاً داخل قبة البرلمان بشأن قانونها المعطل، مستغلة حالة الشد والجذب بشأنه لتعمل على تشكيل تكتلات جديدة.