شيّعت جماهير غفيرة جثمان الشهيد ديار عمري (19 عاماً) في قرية صندلة بمرج ابن عامر في الداخل الفلسطيني المحتل، وسط تنديد بجرائم المستوطنين وتغاضي المؤسسة الرسمية الإسرائيلية.
وانطلقت الجنازة من بيت عائلة الشهيد بقرية صندلة، فيما رفع المشيّعون العلم الفلسطيني، مرددين هتافات من قبيل: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"يا أم الشهيد نيالك يا ريت أمي بدالك"، و"يا شهيد ارتاح واحنا حنكمل كفاح"، و"يا ديار يا مجروح دمك هدر ما بروح".
وكان ديار عمري، قد قتل مساء أمس من قبل مستوطن يهودي يدعى دنيس بوكين (32 عاماً)، من مستوطنة "غان نير" الملاصقة لقرية صندلة، وذلك خلال شجار دار بينهما.
ومددت المحكمة في الناصرة سجن قاتل الشهيد ديار عمري لمدة سبعة أيام، فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية اثنين من أقارب الشهيد خلال مشادات كلامية مع القاتل.
وكان القاتل بوكين قد ادعى أنه قتل عمري دفاعاً عن النفس، علماً بأن القاتل جندي احتياط، وخدم سابقاً في وحدة "جولاني".
وساد قرية صندلة إضراب عام منذ الصباح، فيما خيّمت أجواء حزينة وثقيلة في القرية التي يقطنها ألفا نسمة، جميعهم من عائلة العمري.
وقال أحمد عمري، والد الشهيد، في تصريحات إعلامية، إن "قاتل ابني هو إرهابي يهودي".
"التجمع الوطني" ينعى الشهيد ديار
من جهته، نعى حزب "التجمّع الوطني الديمقراطي" الشهيد ديار عمري، وحمّل المؤسسة الإسرائيلية مسؤولية سفك الدم العربي.
وأكد في بيان أن "استهداف الشاب ديار يندرج ضمن استسهال وشرعنة قتل المواطنين العرب، واسترخاص دمهم من قبل الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية".
وقال التجمع إن "قتل ديار في وضح النهار وبدم بارد، هو تكريس للعنصرية المستشرية ضد كل ما هو عربي وفلسطيني، وفي مركزها دعوات وزراء وقادة إسرائيليين لليهود لحمل السلاح، وهو ما يستهدف المواطنين العرب والفلسطينيين، ويندرج ضمن عقليتهم المتطرفة والدمويّة، بالإضافة إلى التحريض الدموي الذي يقوده الوزير الفاشي بن غفير والمفوض العام للشرطة يعقوب شبتاي الذي يعزي الجريمة والعنف لثقافة العرب لا لفشله الذريع".
وأكد التجمّع، في بيانه، أن "الجرائم اليوميّة التي تقض مضاجع شعبنا في قرانا ومدننا العربيّة كافة تحدث وسط تواطؤ وتخاذل واضحين من قبل الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية، التي تتعامل مع الدم العربي وحياة المواطن العربي أيضاً بعقلية الفوقية اليهودية، وهذا ما يحتاج منا إلى نضال شعبي واسع لرفض استسهال قتل شبابنا، واستفحال الجريمة، وسيطرتها على بلداتنا وقرانا العربية".