تصعيد محدود في غزة... امتداد لعدوان الاحتلال في الضفة والقدس

05 نوفمبر 2022
استُهدِفت غزة بعدد كبير من الصواريخ (علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -

عاد التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة من جديد، أمس الجمعة، بعد ساعات من إطلاق صاروخين، استهدفا مستوطنات قريبة من السياج الحدودي شرقاً.
وأعلن متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الخميس ــ الجمعة، اعتراض صاروخين أطلقا من القطاع في منطقة "غلاف غزة"، بعدما دوّت صافرات الإنذار في المنطقة المستهدفة.

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين، لكن الراجح أنّ من أطلقوهما هم عناصر من "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، كرد على اغتيال القيادي العسكري في الحركة في جنين فاروق سلامة ظهر أول من أمس الخميس، والعدوان المتصاعد الذي يستهدف الضفة الغربية والقدس المحتلة.

غارات عنيفة على موقع لـ"كتائب القسام"

وفي ساعات فجر أمس الجمعة، استهدفت طائرات حربية إسرائيلية بغارات عنيفة، وبعدد كبير من الصواريخ، موقعاً تابعاً لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس وسط قطاع غزة. وتظهر فيديوهات انتشرت عقب القصف حجم الدمار في الموقع العسكري، والذي أدى أيضاً لتضرر عدد من المنازل القريبة منه. 

شددت "كتائب القسام" على أنها ستبقى رأس الحربة، تدافع عن شعبها وأرضها

ويستهدف الاحتلال عادة عقب أي تصعيد في غزة مواقع عسكرية لـ"حماس". ويحمل هذا الاستهداف ملمحين أساسيين، الأول تحريض الحركة على مطلقي الصواريخ، والثاني هو تحميلها كسلطة حاكمة مسؤولية أي عمل يستهدف الاحتلال انطلاقاً من القطاع.

بيان تصعيدي لـ"كتائب القسام"

وعلى غير العادة، وفي لغة هجومية وتصعيدية، أصدرت "كتائب القسام" عقب القصف بياناً مقتضباً، قالت فيه: "أقدم العدو الصهيوني المجرم فجر اليوم (أمس) الجمعة على استهداف موقع الكتيبة 13 التابع لكتائب القسام على مدخل مخيم المغازي (المنطقة الوسطى من القطاع) بعدد كبير من القنابل، وقد تصدت مضاداتنا الأرضية للطيران الصهيوني المعادي".

 

وشددت على أنها "ستبقى رأس الحربة، تدافع عن شعبها وأرضها، وتتصدى للعدوان الغاشم في كل بقعة من فلسطين... وسيَعلمُ الذينَ ظَلموا أيَّ منقلبٍ يَنقلبون".

وأصابت أعيرة نارية أطلقت من غزة كانت تستهدف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سطح منزل في مستوطنة "سديروت" شمالي القطاع، دون وقوع إصابات، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

واعتبرت حركة حماس، على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، أن "القصف الصهيوني الهمجي على قطاع غزة عدوان سافر، يمثل امتداداً لحربه المفتوحة على شعبنا في كل أماكن تواجده".

وقال قاسم، في تصريح وُزِّع على وسائل الإعلام، إنّ "‏هذا الإرهاب الصهيوني لن يوقف ثورة شعبنا المتصاعدة على امتداد فلسطين". وشدد على أنّه "‏برغم العدوان، سنواصل قتالنا المشروع ضد المحتل حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال".

وفي السياق أيضاً، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، في بيان، إن "الشعب الفلسطيني نهض يقاوم الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من قرن، ولم تزل الأجيال أكثر إصراراً على المواجهة والتضحية". 

وأضاف: "إننا ننظر بإكبار وفخر إلى الملحمة البطولية التي تجري في قدسنا وضفتنا، وكلنا ثقة بأن هذه الروح الوثابة، وهذا الإيمان الذي يسري في قلوب أبطال الضفة، سيثمران نصراً عزيزاً مؤزراً بإذن الله"، مشدداً على تمسك حركته بخيار المقاومة.

فصل الساحات الفلسطينية

وأشار الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يريد في عدوانه على قطاع غزة فصل الساحات الفلسطينية، بعضها عن بعض، وأنه يريد القول للفصائل إنها إذا حاولت المبادرة بالتصعيد، رداً على ما يجري من عدوان متصاعد في الضفة والقدس، فإن الرد سيكون كبيراً ومؤلماً. 

حاتم أبو زايدة: الاحتلال يريد في عدوانه على غزة فصل الساحات الفلسطينية، بعضها عن بعض
 

وأضاف أبو زايدة أنّ ما جرى فجر أمس الجمعة "رسالة من العدو للمقاومة بأنّ أي تصعيد من القطاع سيواجه برد كبير". وأوضح أنّه بات من المؤكد أنّ اليمين الإسرائيلي المتطرف، الفائز في الانتخابات الأخيرة، سيصعّد من عدوانه على الفلسطينيين، وخاصة في الضفة والقدس، وأنّ المقاومة تتحسّب لهذا التصعيد، وتبعث برسائل أنها، ورغم خوضها حربين في عام واحد، قادرة على الالتحام والرد، ولن تسمح بالاستفراد بالمسجد الأقصى والضفة.

وبيّن أنه "إذا كان هناك، بعد تشكيل بنيامين نتنياهو حكومة الاحتلال، تصعيد في الضفة، وعجرفة في القدس، والبدء في الفصل المكاني والزماني في المسجد الأقصى، فإنّ قطاع غزة لن يبقى على الحياد، رغم كل الظروف الداخلية وصعوبة الظروف الإقليمية".

المساهمون