اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الفترة الانتقالية في تشاد، محمد إدريس ديبي، على تعزيز القدرة العملياتية للقوة التشادية السودانية المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية التي تزداد تواتراً في المنطقة الحدودية للبلدين.
وجاء الاتفاق خلال جلسة مباحثات بين البرهان وديبي بالعاصمة التشادية أنجمينا، اليوم الأحد، والتي وصلها البرهان في زيارة ليوم واحد.
وذكر البيان الختامي للمباحثات، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، أن الرئيسين تناولا الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، وأعربا عن قلقهما من تكاثر النزاعات بين المجتمعات والتي تسببت في العديد من الخسائر في الأرواح، وتوافقا على إقامة علاقات مباشرة ومستمرة بين الجهات المختلفة المعنية وخاصة الدفاع والأمن وحماية اللاجئين والنازحين.
وأضاف البيان، أن البرهان وديبي ركزا بشكل خاص خلال المباحثات على تبادل المعلومات والاستخبارات بين أجهزة الأمن في البلدين وكذلك التعاون القضائي، واتفقا أيضاً على اتخاذ إجراءات قوية ومتسقة لاحتواء الهجرة غير النظامية وتهريب الأسلحة، كما أثارا الحاجة إلى تفعيل القوة الثلاثية المشتركة بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد التي تم إنشاؤها في العام 2005 في الخرطوم لمكافحة انعدام الأمن على الحدود المشتركة للدول الثلاث.
وللعلاقات السودانية التشادية تاريخ متأرجح ما بين التعاون والتوتر وتبادل استضافة الجماعات المتمردة، وشكلت الدولتان في العام 2010 قوات مشتركة تعمل في الحدود لمراقبة نشاطات المجموعات المتمردة والتهريب والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ودخول السلاح.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قد أثار لغطاً قبل أسابيع بعد تصريحات كشف فيها عن مخطط جرى إعداده داخل السودان لإطاحة حكومة أفريقيا الوسطى، وهو ما نفاه البرهان لاحقاً.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أوضح البيان المشترك أن الرئيسين التشادي والسوداني، أعربا عن قلقهما من خطر زعزعة الاستقرار الذي يمثله الوضع الأمني في ليبيا على دول الجوار، كما عبرا عن قلقهما من استمرار الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل وانتشارها في القارة.
وفي مجالات العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأنجمينا، اتفق البرهان وديبي على ضرورة عقد اللجنة الوزارية المشتركة بهدف إعادة تفعيل كافة الاتفاقيات والآليات على المستويات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والثقافية، وقررا عقد المنتدى عبر الحدود حول الأمن والتنمية قبل نهاية العام في مدينة أبشه التشادية، وتوافقا على إنجاز مشروع السكك الحديدية بين تشاد والسودان بأسرع وقت ممكن والبنية التحتية للطرق التي تسهل المعاملات الاقتصادية والتجارية.