رجّح ثلاثة من القادة الأمنيين الإسرائيليين السابقين ألّا تقدم إيران على الانتقام لمقتل قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني والعالم النووي محسن فخري زادة قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الاثنين، عن رئيسي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" السابقين شبتاي شافيت وداني ياتوم، ورئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا أيلاند، قولهم إنّ إيران ستحدّد اللحظة التي تنتقم فيها لمقتل سليماني وفخري زادة، و"ستنتظر الفرصة التي تسمح لها بضرب هدف نوعي".
وبحسب شافيت، فإنّ الإيرانيين لن يقدموا على الانتقام في الوقت الذي يجرون فيه مفاوضات مع إدارة بايدن بشأن الاتفاق النووي، مشيراً إلى أنّ الإيرانيين "دهاة وليس بوسعك أن تقلل من شأنهم"، على حد تعبيره.
وفي ما يتعلق بالرد على إسرائيل، لم يستبعد شافيت أن تقدم إيران على الطلب من إحدى الجماعات التابعة لها بالقيام بالمهمة، مستذكراً أن هذا ما أقدمت عليه عندما هوجمت السفارة الإسرائيلية ومجمع يهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في 1992 و1994.
وأضاف شافيت أنّ اغتيال سليماني في يناير/ كانون الثاني 2020، وفخري زادة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مثّل "ضربة مزدوجة للأنشطة العسكرية الإيرانية لم تتعافَ منها"؛ لافتاً إلى أنّ مستوى إسماعيل قاآني، القائد الجديد لـ"فيلق القدس" لا يقترب من مستوى سليماني أو أهميته وقدراته الإدارية.
وشدّد على أنّ اغتيال سليماني وفخري زادة كان "منطقياً بلا شك"، مدعياً أن "مستوى موهبة الشخص الذي حلّ محل سليماني تدحض مزاعم الذين يجادلون بأن الاغتيال لم يكن مبرراً".
ورغم حماسته لاغتيال سليماني وفخري زادة، إلا أنّ شافيت حذّر في الوقت ذاته من الإفراط في استخدام عمليات الاغتيال، مشدداً على ضرورة استخدام الاغتيال فقط عندما يتعلق الأمر "بهدف نوعي يحقق التخلص منه مصلحة كبرى".
أما ياتوم، فقد عدّ اغتيال سليماني "ذا قيمة استراتيجية مثيرة للاهتمام"، مذكّراً بأنّ سليماني كان أكبر من كونه قائداً لـ"فيلق القدس، وهو أكثر أهمية من قائد الحرس الثوري، إلى جانب أنه كان مقرباً من المرشد علي خامنئي".
وبحسب ياتوم، فإنّ اغتيال سليماني كان "ضربة معنوية ومسّاً بالقدرات العملياتية، حيث إن فيلق القدس لا يزال يلعق جراحه بعد الاغتيال"، وفق قوله، مشيراً إلى أن هناك شعوراً بأنّ هذا التشكيل لم يتمكن من استعادة القدرات التي كان يتمتع بها قبل الاغتيال.
وفي ما يتعلق باستهداف إسرائيل رداً على اغتيال فخري زادة، ادعى ياتوم أنّ "فيلق القدس" لم يتمكن حتى تحت قيادة سليماني من ضرب العمق الإسرائيلي، مشيراً إلى أن "الفيلق حاول على مدى سنين بناء قدرات ميدانية لتمكينه من ذلك انطلاقاً من سورية والجولان بواسطة تشكيلات شيعية".
بدوره، توقع جيورا أيلاند، ألا تقدم إيران على أي عمل عسكري كبير يجر إلى مواجهة، وتحديداً ضد الولايات المتحدة، في غضون الأسبوعين المقبلين. واستدرك قائلاً إنّ إيران تشعر بأنها مطالبة بالانتقام "وإن لم تهاجم الولايات المتحدة فستهاجم إسرائيل أو مصالحها".
ولم يستبعد أيلاند أن تقدم إيران على توظيف الجماعات التي تعمل تحت جناحها في مهاجمة الأهداف الإسرائيلية واليهودية في العالم، مدعياً أن هذه الجماعات تملك بنى مهمة في أميركا الجنوبية؛ مشيراً في هذا الصدد إلى أن المصالح الإسرائيلية واليهودية في هذه القارة لا تحظى بالتأمين الكافي.
ووفق أيلاند، فإنّ فرص أن تقدم إيران على الانتقام (من إسرائيل) بعد تولي بايدن مقاليد الحكم هي الأكبر، على اعتبار أن أحداً ليس بوسعه توقع سلوك الرئيس الأميركي المنصرف دونالد ترامب إذا هوجمت المصالح الأميركية.
وعلى الرغم من التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران مع قرب حلول الذكرى السنوية لاغتيال سليماني، إلا أن أيلاند يرى أن الطرفين غير معنيين بالتصعيد المتبادل.
وختم بالقول: "على إسرائيل أن تحذر من يوم سبت غائم، تتعرض فيه الأهداف الإسرائيلية للضرب بواسطة صواريخ موجهة من العراق، إيران، اليمن ويمكن أن تُطلَق صواريخ باليستية من قبل حزب الله" اللبناني.