تقديرات إسرائيلية: قد لا يكون ممكناً تجنب المواجهة مع "حزب الله" اللبناني

07 اغسطس 2021
خلال قصف إسرائيلي استهدف مناطق في قرية كفرشوبا الحدودية (محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -

قدّرت أوساط رسمية إسرائيلية أنّ المواجهة مع "حزب الله" اللبناني قد لا يمكن تجنبها، على الرغم من أنّ تل أبيب غير معنية بالتصعيد "في ظل ضعف الدولة اللبنانية والأزمة التي تمرّ بها"، على حدّ قول الأوساط الإسرائيلية نفسها.

ونقلت قناة التلفزة الرسمية "كان" عن مسؤول سياسي في تل أبيب، قوله إنّ تفكك الدولة اللبنانية المتواصل قد يوفر بيئة تساعد على اندلاع المواجهة مع "حزب الله" مستقبلاً.

وقالت غيلي كوهين، المراسلة السياسية للقناة، إن هذه التقديرات تأتي على الرغم من سعي تل أبيب لتهدئة الأوضاع واستعادة الهدوء على الحدود، فيما نقلت القناة عن وزير الأمن بني غانتس، قوله في اجتماع أمني: "الوضع في لبنان يثير القلق، هذه تحديات لم نعهدها".

وحسب إلئيت شاحر، المعلقة في القناة، فإنّ رهان إسرائيل على تدخل خارجي، فرنسي على وجه التحديد، على ضبط الأوضاع في لبنان ومنع اندلاع مواجهة مع "حزب الله"، يتلاشى باستمرار، مضيفة أن غانتس تحدث أخيراً إلى مدير المخابرات الخارجية الفرنسية عن الأوضاع في لبنان، وطلب منه التدخل، فردّ عليه المسؤول الفرنسي بأنه لا يوجد في لبنان حالياً جهة يمكن التواصل معها.

وذكرت كرميلا منشيه، المعلقة العسكرية في "كان"، أنّ التقديرات السائدة لدى الجيش الإسرائيلي تفيد بأنه على رغم من حرص إسرائيل على عدم التصعيد، فإن الأوضاع بالغة التعقيد، ويمكن أن يستمر التوتر على الحدود الشمالية لفترة طويلة.

وأضافت منشيه أنّ إسرائيل لم يعد بوسعها ممارسة ضغوط على الدولة اللبنانية، في ظل مظاهر تفكك منظومة المؤسسات فيها، وعلى وقع أزمتها الاقتصادية الخانقة.

وأشارت إلى أنّ المجتمع الدولي لا يمكنه أن يتفهم مهاجمة إسرائيل البنى التحتية في لبنان، رداً على هجمات "حزب الله" أو أية هجمات أخرى من هناك، في ظل الواقع الذي تعيشه بلاد الأرز، على اعتبار أنّ هذا سيُفسَّر دولياً على أنه إسهام إسرائيلي في دفع الأوضاع في لبنان إلى مزيد من التدهور.

وفي السياق، لفت موآف فاردي، معلق الشؤون الخارجية في "كان"، إلى أن تفكك الدولة اللبنانية لا يجعل إسرائيل في مواجهة "حزب الله" فقط، بل أيضاً في مواجهة عدد كبير من التنظيمات الصغيرة التي يمكن أن تستغل الفوضى في استهداف إسرائيل.

وحسب فاردي، فإن إسرائيل تخشى استنساخ نموذج غزة على الحدود مع لبنان مع كل ما ينطوي عليه من تهديد للمستوطنات في منطقة الشمال، وما يستدعيه الأمر من جولات تصعيد متواصلة.

وأقرّ رونين ملنيس، الناطق السابق بلسان الجيش الإسرائيلي، في أثناء مشاركته في حوار على شاشة "كان"، بأنّ إسرائيل في ورطة حقيقية، حيث إنها إذا ردّت بقوة على "حزب الله"، فقد تدفع نحو تصعيد الأوضاع، وإذا لم تردّ، أو ردت بشكل محدود، فإنها تخاطر بالمساس بقوة ردعها.

من ناحية ثانية، قالت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" إنّ تعاطي رئيس الحكومة نفتالي بينت مع التصعيد مع "حزب الله" يتنافى مع تصريحاته عندما كان في المعارضة.

وأشارت القناة إلى أن بينت كان يشدد دائماً على أنه يجب على إسرائيل التعامل مع أي عمليات إطلاق نار من لبنان على أنه "إعلان حرب".

إلى ذلك، وجّه معلقون إسرائيليون انتقادات لاذعة إلى فشل الاستخبارات الإسرائيلية في الحصول على معلومات مسبقة عن نية "حزب الله" إطلاق الصواريخ.

وقال طال لفرام، المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، إن الاستخبارات الإسرائيلية فشلت في قراءة توجهات "حزب الله"، إذ قدّرت أن الحزب لن يردّ على الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية قبل يومين.

المساهمون