استمع إلى الملخص
- تصريحات الوزير أثارت غضب العائلات التي استشهدت بأهمية إنقاذ حياة واحدة، مما أدى إلى توقف النقاش مؤقتًا واحتجاجات من العائلات على موقفه.
- الأحداث تأتي في ظل مفاوضات متعثرة بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية، حيث تعرقلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب، مما أدى إلى تصعيد العمليات العسكرية.
وقع تلاسن، اليوم الاثنين، بين وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وأفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة خلال اجتماع لجنة المالية البرلمانية. وقال الكنيست الإسرائيلي في تصريح مكتوب حصلت الأناضول على نسخة منه: "طالب أفراد العائلات الوزير سموتريتش بدعم صفقة تبادل لإعادة الرهائن، وسألوه عن ثمن هذه الصفقة برأيه".
لكن سموتريتش أجاب، بحسب تصريح الكنيست: "أي صفقة؟ صفقة مستعدة لقبولها حماس؟ هل تعلمون عن مثل هذه الصفقة؟ لن أؤيد الصفقة التي تتم مناقشتها. والسؤال هو ما إذا كانت مثل هذه الصفقة موجودة على الإطلاق أم لا". وتأتى تصريحات سموتريتش تأكيدا لمعارضته أي جهود من شأنها إتمام صفقة مع حركة حماس في الوقت الحالي، والتوصل لاتفاق معها يعيد الأسرى الإسرائيليين في غزة والذين تحتجزهم الحركة.
ويرى سموتريتش أن ما يطالب به زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، في الوقت الحالي هو "إطلاق سراح مئات القتلة الملطخة أيديهم بالدماء (في إشارة لعدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية) مقابل إطلاق سراح الرهائن". وادعى أن هذه المطالب "قد تؤدي إلى قتل عدد كبير جدا من اليهود".
وتابع: "عندما تطالب حماس بإنهاء الحرب، وهي على قيد الحياة في غزة، فإن هذا يعني أنها ستعود إلى إعادة تسليح نفسها، وحفر الأنفاق، وشراء الصواريخ، ومن الممكن أن يُقتل أو يُختطف العديد من اليهود في 7 أكتوبر/تشرين الأول جديدة (في إشارة لهجوم طوفان الأقصى العام الماضي) ". وأردف بلهجة أغضبت العائلات: "إنها معضلة صعبة بالنسبة لإسرائيل ومستقبل الشعب اليهودي، ولن نترك أي جهد لإعادة جميع الرهائن، لكننا لن ننتحر بشكل جماعي".
وبحسب الكنيست، فإن أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة ردوا على سموتريتش بهتاف: "من ينقذ حياة واحدة، كما لو أنه أنقذ العالم بأسره". وفي السياق، أشار الكنيست في تصريحه إلى أنه بعد حدوث ضجة خلال المناقشة "تم إيقاف النقاش مؤقتا". وكان سموتريتش قد أبلغ عائلات المحتجزين الإسرائيليين خلال لقاء اليوم أنه "لن يوقف الحرب قبل لحظة من تدمير حماس، لأن هذا خطر وجودي على دولة إسرائيل".
بدورها، ذكرت القناة "12" العبرية أن تصريحات وزير المالية أثارت احتجاجات عائلات المحتجزين، لاسيما عندما قال زاعما: "لنفترض أن السنوار طلب 20 مقيما من غلاف قطاع غزة، مقابل كل شخص مختطف يمكنه قتلهم". كما نقلت عن سموتريتش قوله خلال النقاش: "نحن في حرب في غزة خلال العامين القادمين"، دون مزيد من التفاصيل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها تلاسن أو نقاش حاد بين وزير إسرائيلي وأفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة. ونهاية مايو/ أيار الماضي، وبخ رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أهالي أسرى محتجزين في غزة، بسبب الضغوط التي يمارسونها على الحكومة لحملها على إطلاق سراح أبنائهم. وقالت القناة "12" العبرية، آنذاك، إن هنغبي وبخ أهالي الأسرى المحتجزين وأهانهم أثناء اجتماعه معهم، على خلفية الضغوط التي يقومون بها على حكومة بنيامين نتنياهو لإيقاف الحرب على غزة، مقابل الإفراج عن أبنائهم المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
وبعد مرور 8 أشهر على بداية الحرب ضد قطاع غزة، صعّدت العائلات الإسرائيلية احتجاجاتها للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق مع حركة "حماس"، لا سيما مع إعلان الأخيرة موافقتها على مقترح الوسطاء لتبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار على مراحل، فيما تحفظت إسرائيل على المقترح.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تجري "حماس" وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة. وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة في 6 مايو/أيار الماضي، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
وبادلت الفصائل 105 من المحتجزين الإسرائيليين وبعضهم عمال أجانب، بالعديد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023. وبينما تتحدث تل أبيب عن بقاء 121 أسيرا من هؤلاء بأيدي الفصائل، تؤكد الأخيرة مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية على القطاع.
(الأناضول)