تشهد العلاقات بين النظام السوري وتونس تطورات من المتوقع أن تنتهي باستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين الجانبين منذ عهد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي عام 2012، من بوابة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري الشهر الماضي، ومساندة سورية.
وفي هذا الإطار، أجرى وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد أمس، اتصالاً هاتفياً بوزير خارجية تونس، نبيل عمار، لبحث عودة العلاقات بين الطرفين.
وقالت وزارة الخارجية التونسية، عبر حسابها على "فيسبوك" إن المقداد "أثنى على وقوف تونس بجانب سورية خلال الزلزال الأخير الذي ضرب المنطقة"، مشيرة إلى أن الجانبين "أبديا الرغبة في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي، ولا سيما من خلال رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين".
ومنذ وقوع الزلزال في سورية وتركيا في السادس من الشهر الماضي، تلقى رئيس النظام السوري عدداً من الاتصالات من قادة دول عربية، بينهم الرئيس التونسي قيس سعيّد، الذي عبّر عن رغبته في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري.
وكانت تونس قد قطعت هذه العلاقات عام 2012 خلال حكم الرئيس السابق المنصف المرزوقي، حيث أغلقت السفارة السورية في تونس، والسفارة التونسية في دمشق، احتجاجاً على قمع النظام السوري للاحتجاجات في البلاد، لكن تونس افتتحت عام 2015 مكتباً لإدارة شؤون مواطنيها في سورية.
وفي سياق متصل، أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن استغرابه من تأخر تقديم المساعدات الأممية لضحايا الزلزال في سورية، وقال: "إنه من الخطأ استغلال المساعدات لتحقيق أغراض سياسية".
وجاء كلام أمير قطر خلال مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأقل نمواً المنعقد في الدوحة اليوم الأحد إلى مد يد العون إلى سورية من دون تردد ودعم جهود تركيا لتجاوز كارثة الزلزال.
وكانت العلاقات بين النظام وعدد من الدول العربية قد شهدت تسارعاً بعد كارثة الزلزال، تمثلت خاصة في استقبال سلطان عمان هيثم بن طارق لبشار الأسد في 20 فبراير/ شباط الماضي، ثم وصل وفد برلماني عربي على رأسه رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس مجلس الشعب المصري حنفي الجبالي، إضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لدمشق.
أول مساعدة أممية مباشرة لدمشق: وصول طائرة تحمل 40 طناً من المساعدات
في غضون ذلك، وصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم طائرة تحمل مساعدات إغاثية مقدمة من الأمم المتحدة للمتضررين من الزلزال.
وقال رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية سيفانكا دانابالا، إن الطائرة تحمل 40 طناً من المساعدات، تتضمن بطانيات ومصابيح تعمل على الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن "الاحتياجات كبيرة، وستواصل الأمم المتحدة تقديم المواد الإغاثية والدعم لمن فقدوا منازلهم جراء الزلزال".
ولفت دانابالا إلى أن الأمم المتحدة تقدم إلى جانب المواد الإغاثية الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الزلزال في مراكز الإيواء، للتخفيف عنهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم.
وهذه أول طائرة ترسلها الأمم المتحدة مباشرة إلى مطار دمشق، حيث كانت سابقاً ترسل المساعدات عبر مطار بيروت، وتُنقَل براً إلى الحدود السورية.
كذلك وصلت اليوم إلى مطار دمشق طائرة باكستانية تحمل 1.5 طن من المساعدات الإغاثية والأغذية والأدوية للمتضررين من الزلزال.