جهود مصرية لتطبيق قرار مجلس الأمن بشأن غزة... وحماس جاهزة للتحدّث بالتفاصيل

12 يونيو 2024
خلال التصويت بمجلس الأمن على قرار بشأن غزة، 10 يونيو 2014 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مصر تنشط لتفعيل قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، تسعى لتبادل الأسرى، انسحاب القوات، عودة اللاجئين، ووصول المساعدات.
- حماس تبدي استعدادها للتفاوض بعد الحصول على التزامات إسرائيلية، مؤكدة على ضرورة وقف العدوان ومشددة على مصلحة الشعب الفلسطيني.
- ترحيب بقرار مجلس الأمن من مصر وحماس، مع التأكيد على أهميته لوقف دائم للنار والتحرك نحو حل الدولتين، وتشكيك في استجابة إسرائيل.

أكدت مصادر مصرية مطلعة على جهود القاهرة لحل الأزمة في قطاع غزة أن المسؤولين المصريين يعملون على مدار الساعة، من أجل تفعيل قرار مجلس الأمن بشأن غزة الداعم للصفقة الخاصة بالتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في القطاع، وتبادل للأسرى والمحتجزين بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة، وعودة المواطنين الفلسطينيين اللاجئين بشكل آمن إلى منازلهم في المناطق المختلفة بالقطاع، فضلاً عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل يُلبي احتياجات سكان قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن المسؤولين المصريين "على تواصل دائم مع جميع الأطراف ذات الصلة بالأزمة، من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن، التابع إلأى الأمم المتحدة، بشأن غزة (الصادر أول من أمس)، والضغط على إسرائيل من أجل الامتثال للقرار ووقف الحرب، وأيضاً إقناع حماس باتخاذ خطوات لإتمام هذه الصفقة في أسرع وقت".

جهاد طه: المطلوب الآن موقف إسرائيلي واضح والموافقة على التنفيذ والالتزامات

وكانت مصر قد رحبت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أول من أمس الاثنين، بالقرار الصادر عن مجلس الأمن بشأن غزة والداعم للصفقة الخاصة بالتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة. وجددت مطالبتها إسرائيل بأهمية الامتثال لالتزاماتها وفقاً لأحكام القانون الدولي، ووقف الحرب التي تشنها ضد قطاع غزة. وأعادت مصر التأكيد على ضرورة التحرك الجاد من الأطراف الدولية لإيجاد الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين، كونه الضمانة الوحيدة لإنهاء الأزمة من جذورها، ودعم ركائز الاستقرار والتعايش في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة متصلة الأراضي على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

"حماس" تطالب بموقف إسرائيلي واضح

وتعليقاً على تمرير القرار في مجلس الأمن، أكد الناطق الرسمي باسم حركة حماس جهاد طه، لـ"العربي الجديد"، أن الحركة "جاهزة بلا شك، للتحدّث بالتفاصيل وآليات التنفيذ، بعد الالتزامات والموافقة الإسرائيلية والضمانات الدولية". وقال إن "المطلوب الآن هو موقف إسرائيلي واضح، والموافقة على التنفيذ والالتزامات". وأضاف طه أن "موقف حماس ينبع من حرصها على إنهاء العدوان، وخدمةً للقضايا الوطنية لشعبنا، بعدما أشار قرار مجلس الأمن بشأن غزة لوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل. وهذه هي المرة الثانية التي تتعاطى فيها الحركة بإيجابية مع خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن، وفي المقابل كان الجانب الإسرائيلي دائماً هو الرافض والمعرقل لأي مقترح أو مبادرة".

وسلمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي قطر ومصر، أمس الثلاثاء، رد فصائل المقاومة على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وقالت الحركتان في تصريح صحافي مشترك إن وفداً من الحركتين سلم قطر الرد أثناء لقاء مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، كما جرى إرسال الرد لمصر. وأكدتا أن الرد يضع الأولوية لمصلحة الشعب الفلسطيني، وضرورة وقف العدوان المتواصل على قطاع غزة بشكل تام.

وعقب تسليم الرد قال طه لـ"العربي الجديد" إن التعديلات التي قدمتها الحركة في ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى "تؤكد وجوب وقف إطلاق النار والانسحاب والإعمار وصفقة التبادل"، مضيفاً أن "حماس" تأمل "أن تأخذ هذه التعديلات طريقها لمعالجة ما خلفه العدوان وبما يخدم قضايا شعبنا الوطنية"، مؤكداً جهوزية الحركة "لمناقشة أي تفاصيل مع الإخوة الوسطاء عبر المفاوضات التي تجري".

ترحيب بمضامين قرار مجلس الأمن بشأن غزة

وكانت "حماس قد رحبت، في بيان أول من أمس الاثنين، بما تضمنه قرار مجلس الأمن بشأن غزة، مؤكدة استعدادها "للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا".

وتعليقاً على قرار مجلس الأمن بشأن غزة أكد أستاذ القانون الدولي العام أيمن سلامة أن القرار "مهم وملزم للجميع"، وأن تنفيذه "غير مشروط"، لكنه شكك في الوقت ذاته في استجابة دولة الاحتلال الإسرائيلي للقرار. وقال سلامة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "قرار وقف إطلاق النار إنساني في المقام الأول، وليس قراراً سياسياً، لكن عدم استجابة إسرائيل له يدل على أنها ستستمر في ارتكاب جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني، وأنها لن تتراجع إلا بعد أن تنفذ مخطط الإبادة الجماعية".

شكك أيمن سلامة في استجابة دولة الاحتلال الإسرائيلي للقرار

وأوضح سلامة أن "استخدام جملة وقف العمليات العسكرية في قرار مجلس الأمن بشأن غزة أوسع وأشمل من وقف إطلاق النار، وهو نفس المصطلح الذي استخدمته محكمة العدل الدولية في لاهاي". وأضاف أن "الأطراف المتحاربة ستستفيد من وقف إطلاق النار والهدن الإنسانية لأجل إعادة الانتشار أو إعادة التموضع أو المناورة بالقوات والأسلحة".

وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد سيد أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن  "الأميركي يدعم العدو الصهيوني على طول الخط، ولا يسعى لوقف إطلاق نار كامل ولا انسحاب جيش الاحتلال من غزة". واعتبر أن كل هذا عبارة عن "مناورات سياسية لا تصب في النهاية في مصلحة وقف إطلاق النار، ولا الانسحاب من غزة. ونحن نعلم جيداً أن العدو الصهيوني، أحد أهم أهدافه المعلنة هو تهجير الفلسطينيين من غزة، والقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، وبالتالي الأميركي موقفه بالفعل يتماهى مع الاحتلال".