لا يزال الفارق بين المتنافسَين على انتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب وجو بايدن، يضيق لصالح الأخير في ولاية جورجيا الحاسمة. حتى الآن، يتفوق ترامب بنحو 15 ألف صوت فقط، مع بقاء نحو 60 ألف صوت ينتهي فرزها هذه الليلة، كما أعلن برايان كيمب، حاكم الولاية التي تحوز 16 صوتًا في المجمع الانتخابي.
وظلّ الفارق بين المترشّحين يتقلّص كلّما أعلن عن فرز دفعة جديدة من أصوات البريد في الولاية التي وللمفارقة يحكمها جمهوري، رغم أن ترامب بالأمس غرّد مشكّكًا في تقلّص الأصوات لصالح خصمه مع فرز أصوات البريد في ولايات يقودها حكّام ديمقراطيون.
وفي حال استطاع بايدن قلب الكفة لصالحه، وهو الذي يتقدّم بشكل مطّرد كلّما أعلنت الولايات عن فرز دفعة جديدة من أصوات البريد التي تصبّ في صالح الديمقراطيين؛ فهذا يعني أنه سيكون على بعد مقعد واحد من رئاسة الولايات المتّحدة، وسيضمن على الأقلّ تعادلًا مع منافسه الجمهوري. وفي حال حدث هذا السيناريو، الذي يبقى ممكنًا نظريًّا ومستبعدًا إلى حدّ ما عمليًّا، فستكون كلمة الحسم لمجلس النواب الأميركي.
وبالنظر إلى الأرقام المتوفّرة، يمكن القول إن بايدن يحتاج إلى ما نسبته 70% من الـ60 ألف صوت التي يجري فرزها الآن؛ لكن هذا لا يبدو مستحيلًا بالنظر إلى معطيين: الأوّل أن باقي الأصوات كلّها مرسلة عبر البريد، وهذه تصبّ عادة في صالح الديمقراطيين الذين حثّوا أنصارهم على التصويت بريديًّا في ظلّ الجائحة؛ والثاني أنّ تركيز الأصوات هو في المناطق الحضرية في مقاطعة أتلانتا التي تقطنها غالبية من الأميركيين السود، وتعدّ خزّانًا انتخابيًّا للديمقراطيين.
ورغم أن خسارة بايدن ممكنة في هذه الولاية، إلّا أنها لن تعني نهاية السباق بالنسبة له، والعكس غير صحيح بالنسبة لنظيره ترامب؛ فالأوّل يكفيه أن يحافظ على تقدّمه في ولايتي أريزونا ونيفادا حتى يكتمل نصاب الحسم في المجمع الانتخابي. لكن الفوارق آخذة بالتقارب في الولاية الأولى التي تحظى بـ11 صوتًا في المجمع الانتخابي؛ فبالأمس كان بايدن يتقدّم فيها بأكثر من 3 نقاط، وبات اليوم لا يبتعد سوى بنقطتين وأربعة أعشار مع بقاء نحو 15% من الأصوات قيد الفرز. أمّا في نيفادا التي لديها 6 أصوات في المجمع الانتخابي، فالأمور تبدو أكثر ضبابية بالنسبة للديمقراطيين، إذ يحتاج مرشّحهم للدفاع عن تقدّم ضئيل قدره 8000 صوت للفوز، مع بقاء نحو 15% من الأصوات قيد الفرز.
ومع عدم إعلان نيفادا عن أية مستجدات في عملية الفرز منذ الأمس، وتصريح سكرتيرة ولاية أريزونا بالأمس لـ"سي أن أن" بأن النتائج في الولاية ربّما تتأخر حتى الجمعة، وهو الموعد الذي من المنتظر أن تُعلن فيه نتائج ولاية بنسلفانيا أيضًا، التي ضيّق بايدن فيها الفارق إلى نحو نقطتين مئويتين مع بقاء 9% من الأصوات؛ ربّما تكون النتائج القادمة من جورجيا الليلة الإعلان المفصلي الأول في السباق الذي سنسمعه خلال الساعات القادمة.