جيش الاحتلال ينسحب من الخيام وحزب الله يكشف عن "عماد 5"

03 نوفمبر 2024
تصاعد الدخان جراء غارات على الخيام جنوبي لبنان/25 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من منطقة الخيام جنوبي لبنان بعد معارك عنيفة دون تحقيق إنجازات، حيث تُعد الخيام ذات أهمية استراتيجية ورمزية بسبب معتقلها.
- أكدت المقاومة الإسلامية تصديها للعدوان الإسرائيلي، مكبدة جيش الاحتلال خسائر فادحة تجاوزت 95 قتيلاً و900 جريح، بينما يواصل الاحتلال غاراته العنيفة على لبنان.
- كشف حزب الله عن منشأة عسكرية تحت الأرض "عماد 5"، مما يظهر قدرات المقاومة الصاروخية، مع تأكيد الأمين العام لحزب الله على الثبات وعدم الاستسلام.

جيش الاحتلال انسحب من الخيام بعد أسبوع من المعارك

تحتفظ مدينة الخيام بأهمية استراتيجية

حزب الله: الاحتلال فشل في تحقيق أي إنجاز يذكر

قالت أوساط في حزب الله اليوم الأحد إن جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحب بالكامل من الخيام جنوبي لبنان بما في ذلك منطقة الوطي شرقي المدينة وذلك بعد أسبوع من المعارك العنيفة، في حين كشف الحزب عن مشاهد من داخل منشأة عسكرية تحت الأرض تحمل اسم "عماد 5".

وقالت المصادر في الحزب إن الخيام "باتت خالية اليوم من أي جندي في جيش الاحتلال"، مضيفة أن اسرائيل فشلت في تحقيق أي إنجاز يذكر مع مرور أكثر من شهر على بدء عمليتها البرية في الجنوب اللبناني.

وفي الأيام الماضية، انتقل الحشد العسكري الإسرائيلي البري إلى الخيام، بحيث أراد جيش الاحتلال السيطرة عليها نظراً لأهميتها الجغرافية ورمزيتها، خصوصاً أنها تشرف على المستوطنات الحدودية مع لبنان كما على الداخل اللبناني، بيد أنه عجز عن ذلك، الأمر الذي أتاح للصليب الأحمر اللبناني التحرّك اليوم وانتشال جثامين شهداء كانوا لا يزالون تحت الأنقاض من جراء الاستهدافات الإسرائيلية، ورفضت إسرائيل إعطاء أي إذن للإسعاف للدخول لانتشالهم.

الخيام... أهمية استراتيجية

وتُعدّ الخيام أيضاً ذات خصوصية، ورمزية، عدا عن كونها من أكبر المدن جنوبي الليطاني من حيث عدد السكان. وتضم معتقل الخيام الذي كان مبنياً على تلة تطلّ على البلدة داخل مجمّع أقامه الفرنسيون خلال الانتداب عام 1933. وبعد الاستقلال تسلّم الجيش اللبناني الثكنة وبقي يستعملها معسكراً إلى حين استولت عليه إسرائيل عام 1985 أثناء اجتياحها واحتلالها الجنوب اللبناني، وذلك قبل إغلاقه نهائياً في العام 2000 أي بعد التحرير، مع الإشارة إلى أنه ضمّ مساجين لبنانيين وفلسطينيين معتقلين من دون محاكمة. وقد تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها في مارس/آذار عام 2022، عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلية اضطر للكشف عن وثائق تبين ارتكاب جيش الاحتلال فظائع في تعذيب آلاف الأسرى في المعتقل.

وتؤكد أوساط حزب الله أن "مجاهدي المقاومة الإسلامية يواصلون تصدّيهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش الاحتلال خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأماميّة. كما تواصل المقاومة تصديها لمحاولات الاحتلال الفاشلة التقدم تجاه الأراضي اللبنانية، شرقيّ بلدة مارون الراس".

وبلغت آخر حصيلة للمواجهة البرية أصدرتها غرفة العمليات في حزب الله الخميس الماضي "أكثر من 95 قتيلاً و900 جريح من ضباط وجنود جيش الاحتلال، وتدمير 42 دبابة ميركافا، وأربع جرّافات عسكرية، وآليّتي هامر، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند، كما إسقاط ثلاث مسيّرات من طراز هرمز 450 ومسيرتين من طراز هرمز 900"، وذلك في وقتٍ يؤكد حزب الله أن "جيش الاحتلال لم يتمكّن من إحكام السيطرة أو احتلال أي قرية بالكامل من قرى الحافّة الأماميّة في جنوب لبنان".

هذا ويواصل الاحتلال شن غارات عنيفة على مناطق واسعة من لبنان، خصوصاً في الجنوب والبقاع وبعلبك الهرمل، والضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها، متسبباً بسقوط عشرات الشهداء والجرحى إلى جانب إحداث دمار واسع في القرى والبلدات، حتى أنّ بعضها فقد كامل معالمه وهويته في ظل عمليات التفخيخ والتفجير الإسرائيلية وتسوية المباني بالأرض.

في المقابل، تقول أوساط حزب الله الإعلامية إنه "بالرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يُمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخيّة اتجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان على نحو يومي ومتواصل وعلى مدار الساعة".

حزب الله يكشف عن منشأة عماد 5

إلى ذلك، عرض الإعلام الحربي في حزب الله اليوم الأحد مشاهد من منشأة عسكرية تحمل اسم "عماد 5"، وهي منشأة محصّنة تحوي منصّات صواريخ وتجهيزات عسكرية، وقد شيّدت في أنفاق ضخمة تحت الأرض.

وبحسب الإعلام الحربي فإنّ الفيديو "يُظهر بعضاً من قدرات المقاومة الإسلامية الصاروخية والتجهيزية، رغم ادعاء الاحتلال بأنه دمَّر نسبة كبيرة من القدرات العسكرية للمقاومة".

وقالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله إنّ "نشر هذا الفيديو يأتي في سياق معركة أولي البأس، وتضمن مشاهد من منشأة عماد 5، تحت عنوان (لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح). ويظهر في الفيديو رجال من المقاومة داخل نفق وهم بسلاحهم على أهبة الاستعداد ومنهم على دراجات نارية".

كما تضمن الفيديو تسجيلاً صوتياً للأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله، يقول "نحن هنا لا يمكن أن نضعف ولا يمكن أن نخاف ولا يمكن أن نستسلم. نحن هنا لن نترك الساح، لن نسقط السلاح".

المساهمون