"حركة النجباء" تتعهد بمواصلة استهداف الوجود الأميركي في العراق

28 يناير 2024
من تشييع قتلى حركة النجباء بالغارة الأميركية في 4 يناير الجاري (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

توعدت مليشيا "حركة النجباء" بمواصلة هجماتها ضد الوجود الأميركي في العراق، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن اللقاء الأول للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، التي تسعى بغداد فيها إلى وضع جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وقالت "النجباء"، في بيان نشرته أمس السبت على منصة "إكس"، إنها ستواصل "العمليات العسكرية رداً على العدوان الأميركي الصهيوني على غزة"، مشيرة إلى استمرار ذلك حتى تحقيق "طرد آخر جندي للمحتل من أراضينا".

وقال قياديان من "حركة النجباء" لـ"العربي الجديد" إن "الحركة مستمرة ولن تتراجع في عملياتها ضد الاحتلال الأميركي في البلاد، وأنها ملتزمة شرعياً وأخلاقياً بالدفاع عن العراق ومنع المخططات الاستعمارية على أرضه ومقدراته من قبل واشنطن وقوات التحالف الدولي"، وأضاف أحد القياديين أن "التفاوض العراقي مع الأميركيين لن يجعل إجراءات المقاومة الإسلامية تتراجع ضد الوجود الأجنبي، بل إننا سنعمل على مزيدٍ من الضغط على المحتلين".

وتتبنى "حركة النجباء"، التي يقودها أكرم الكعبي، خيار "المقاومة" ضد القوات الأميركية، وأعلنت خلال الأشهر الماضية عن استهداف قواعد قوات التحالف الدولي عشرات المرات، بالإضافة إلى مواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال ضربات وُجهت من سورية، فيما ردت الولايات المتحدة على الحركة بقصفٍ طاول مقار تابعة لفصائل مسلحة في بلدة جرف الصخر بمحافظة بابل، ومدينة القائم على الحدود العراقية السورية، وقتلت القيادي في الحركة "أبو تقوى" بغارة في بغداد، في 4 يناير/كانون الثاني الجاري.

ويرى الباحث العراقي أحمد الشريفي أن "الحكومة العراقية الحالية لم تتمكن من حفظ أمن التحالف الدولي، كما أنها لم تتمكن من إيقاف هجمات الفصائل المسلحة ضد الأميركيين، بالتالي فهي أمام مأزق لا تحسد عليه"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "حركة النجباء أو غيرها من الفصائل التي تتبنى خيار "المقاومة الإسلامية" ستستمر في مهامها بالاعتماد على حججها الشرعية، وهو ما سيضغط على حكومة السوداني أكثر في خيارات إبعاد الأميركيين وإنهاء دور التحالف الدولي تدريجياً".

وأضاف أن "انسحاب التحالف الدولي من العراق قد تكون له تأثيرات على الوضع الأمني والعسكري في العراق وفق مسارين، الأول: أن القوات العسكرية العراقية لا تزال بحاجة لمزيدٍ من الدعم والتدريب الدولي، والثاني مواجهة "داعش" الذي قد يتحين الفرص لاستعادة نشاطه في حال تراجع جهود التحالف الدولي في قصفه بآخر معاقله".

النجباء والحرس الثوري الإيراني

كما أفاد مصدر مطلع من هيئة "الحشد الشعبي" تحدث لـ"العربي الجديد" بأن "أغلبية قادة الحشد الشعبي يدعمون جهود حكومة محمد شياع السوداني لأجل إخراج الأميركيين وإنهاء دور قوات التحالف الدولي، لكنهم منقسمون بشأن الهجمات ضد القواعد المستضيفة هذه القوات".

وأكد أن "المفاوضات قد لا تصل إلى نتيجة، لا سيما أن واشنطن لا تريد الخروج من العراق لعرقلة الدعم الإيراني للفصائل ومن ثم تهديد إسرائيل، وبالتالي فإن حركة النجباء قد تواصل عملياتها منفردة ومن دون دعمٍ عراقي".

ولفت إلى أن "النجباء لا تريد إنهاء التصعيد، كجزء من مهامها الشرعية الدينية والتزاماتها بالشعارات التي ترفعها، بالإضافة إلى اتفاقاتها مع الحرس الثوري الإيراني في إطار مضايقة الأميركيين واستعمال ورقة المقاومة كأداة ضاغطة بشأن الحوارات الدولية، وتحديداً بين طهران وواشنطن"، موضحاً أن "السوداني طلب من تحالف الإطار التنسيقي وقادة الفصائل تخفيف الهجمات، لمنح المفاوضات فرصة للتوصل إلى نتائج".

وتأسست "حركة النجباء" في 2013 بعد عدة انشقاقات داخل التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، ويؤكد أعضاء فيها أن قيادات في حزب الله اللبناني تولت، بدعم إيراني، تدريب وتهيئة الجماعة الجديدة بزعامة الكعبي الذي كان من قيادات "جيش المهدي" الذي أُسس في 2003.

ولاحقاً، حصلت الحركة على دعم كبير من الحكومات العراقية من خلال اشتراكها ضمن هيئة "الحشد الشعبي"، ولا تُخفي الحركة أن مرجعيتها الدينية هي المرشد الإيراني علي خامنئي، ويتجاوز عدد عناصر الحركة 10 آلاف مسلح ينتشرون في العراق، تحديداً في بغداد وصلاح الدين ونينوى وبابل.

كما تنشر "النجباء" مسلحيها في سورية ولها مقار في محافظات حلب واللاذقية ودمشق بالقرب من مرقد السيدة زينب، وشاركت "النجباء" إلى جانب جيش النظام السوري في معارك عدة، وتُتهم بارتكاب انتهاكات وجرائم كثيرة بحق المدنيين.

وللحركة لواءان ضمن هيئة "الحشد الشعبي" أغلبية عناصرهما خليط من مقاتلي "جيش المهدي" المنشقين وآخرين من جماعة "عصائب أهل الحق"، وترتبط بشكل وثيق مع القائد الحالي لفيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني وقيادات بارزة في "الحرس الثوري" الإيراني.

وسبق أن أعلنت واشنطن أنها أدرجت حركة النجباء وقائدها الكعبي على قائمة الإرهاب "بهدف منع الموارد التي تستخدمها النجباء وقائدها في التخطيط لهجمات إرهابية وتنفيذها".

وانضوت فصائل "كتائب حزب الله" و"حركة النجباء" و"سيد الشهداء" و"الأوفياء" و"الإمام علي"، في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في جبهة واحدة أُطلق عليها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، وتبنى التشكيل الجديد أكثر من 120 عملية ضد الوجود الأميركي في العراق والأراضي السورية المجاورة حتى الآن.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر/أيلول عام 2014، ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة "عين الأسد" في الأنبار، وقاعدة "حرير" في أربيل، ومعسكر "فيكتوريا" الملاصق لمطار بغداد الدولي، وليست جميع هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية تعمل ضمن قوات التحالف وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق.

المساهمون