بعد سلسلة من التراجعات في استطلاعات الرأي، عاد الاتحاد المسيحي لتعويض بعض خسائره قبل عشرة أيام من الاستحقاق المرتقب في الانتخابات الألمانية، ونال 23% من الأصوات، بحسب استطلاع لمعهد أبحاث "سيفي" أجراه لصحيفة "شبيغل"، مقلصاً الفارق لنقطتين مع الاشتراكي الديمقراطي المتصدر بنسبة 25%، فيما حافظ الخضر على نسبة 17%.
ويبدو أن صعود أرقام الاشتراكي في الاستطلاعات قد اقترب من نهايته، لعدة اعتبارات، أهمها الأداء الجيد لمرشح الاتحاد المسيحي أرمين لاشيت خلال المناظرة الثانية بين المرشحين الثلاثة المحتملين لمنصب مستشار خلفاً لأنجيلا ميركل، الأحد الماضي، إذ أراد زعيم المسيحي الديمقراطي لاشيت إظهار أن تصرفات منافسه الاشتراكي أولاف شولز تتعارض مع برنامج حزبه، وصوّب على المداهمة التي حصلت الأسبوع لوزارة المالية التي يتولاها شولز، وذلك على خلفية إحباط وحدة الاستخبارات المالية التابعة للجمارك مسار سير العدالة في جرائم جنائية بعد تأخرها في إرسال تقارير ومعاملات مشبوهة عن ملفات تتعلق بغسل أموال إلى الشرطة والقضاء، حتى إن مرشحة الخضر أنالينا باربوك لم تتردد بتوجيه المسؤولية إلى شولز عن التقصير، لأنه صاحب سلطة وصاية على الوزارة المعنية.
وغازل مرشح الاشتراكي شولز، الذي بات عليه يوم الاثنين المقبل الإجابة عن أسئلة اللجنة المالية في البوندستاغ بشأن عرقلة وحدة تابعة لإدارته للعدالة، الحزب الليبرالي الحر، مشيداً ببعض مقترحاته، في مقابلة اليوم الخميس مع صحيفة "هاندلسبلات"، مؤكداً أنه يريد تشكيل "ائتلاف إشارات المرور"، أي الاشتراكي والخضر والليبرالي الحر، علماً أن الأخير متشكك في مثل هذا التحالف الحكومي.
الاتهامات التي تعرّض لها شولز من لاشيت، ردّ عليها الأمين العام للاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينغبايل، مع "شبكة التحرير" الألمانية، مبرزاً أن "الاتحاد المسيحي يقوم بأكبر حملة انتخابية غير لائقة منذ عقود بسبب نقص المحتوى، وفي ظل الخوف من فقدان السلطة، فإن المرشح لاشيت وجمهوره يتعمدون تحريف الحقائق والتلاعب بها ونشر الأكاذيب عمداً".
وعن إمكانية تحقيق المزيد من التوقعات بالنسبة إلى الاتحاد المسيحي، أشارت صحيفة "دي تسايت" إلى أنه لا تزال هناك نسبة كبيرة من الناخبين المترددين، إذ تبين الاستطلاعات أن حوالى 40% منهم لا يعرفون بعد وجهة التصويت، ومن بينهم العديد من الناخبين من النقابيين الذين يعتمد عليهم لاشيت.
وسيتقرب لاشيت وباربوك أكثر من الناخبين المترددين أو غير المكترثين تحديداً، لأن موضوع وقضية الاشتباه بغسل الأموال معقد للغاية بالنسبة إلى من لم يحسموا أمرهم بالتصويت. كذلك، سيحاول حزب ميركل المسيحي الديمقراطي توضيح أن كل من يصوت لشولز، عليه توقع سيطرة اليسار المعارض للكثير من القضايا والسياسات الأوروبية على الحكومة الاتحادية.
ووفقاً لمسح "شبيغل"، هناك اختلاف كبير في تصويت الفئات العمرية الناخبة، إذ يُعَدّ الخضر أكبر كتلة ناخبة بين من هم دون سنّ الأربعين عاماً، والحزب الاشتراكي الديمقراطي نما أخيراً بين مختلف الفئات العمرية، وتحديداً في الفئة بين 40 و65 عاماً، والاتحاد المسيحي يوجد بين الفئة التي تزيد على 65 عاماً والكبيرة عددياً.