استمع إلى الملخص
- بدأ الجيش اللبناني بالانتشار في المناطق المحررة بالتنسيق مع اليونيفيل، بهدف إزالة الذخائر وفتح الطرقات، مع تحذير المواطنين من العودة حتى التأكد من الأمان.
- تدعم الولايات المتحدة الانسحاب الإسرائيلي الكامل، مؤكدة على دور الجيش اللبناني كشريك موثوق في تأمين أمن لبنان.
يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي خرقه وقف إطلاق النار، الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك على مسافة أيام من انتهاء مهلة الستين يوماً؛ التي ينصّ عليها الاتفاق لانسحاب قواته من القرى المحتلة في الجنوب اللبناني. واستهدف الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء منزل رئيس بلدية بنت جبيل بقذيفة من دبابة ميركافا مع تحليق على علو منخفض لطيرانه في أجواء المدينة، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان "الوطنية للإعلام".
ونفذت قوات الاحتلال صباح اليوم عمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة في منطقة مارون الراس باتجاه بنت جبيل، وأيضاً باتجاه الأحياء الداخلية لبلدة ميس الجبل.
وتستمرّ في الوقت نفسه أعمال التدمير والتخريب والنسف الإسرائيلية للقضاء على معالم القرى الجنوبية وجعلها غير قابلة للسكن حتى تلك التي انسحب الاحتلال منها، كما حدث اليوم بنسفه منازل وقطع أشجار ما بين قرى علما الشعب والناقورة وطيرحرفا.
كذلك، خرق طيران الاحتلال في ساعات الصباح الأجواء اللبنانية، وبخاصة في العاصمة بيروت ومحيطها والمناطق الساحلية، وكذلك في الجنوب والبقاع والهرمل. وأشارت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اليوم إلى أنّ عدد الشهداء نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية تجاوز الـ45 شهيداً مدنياً حتى الآن، في حين بلغ عدد الخروقات ما يقارب الألف خرق منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وترك الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الباب مفتوحاً أمام احتمال ردّ المقاومة على هذه الخروقات، مع تأكيده أن الأخيرة وحدها التي سوف تحدّد ما إذا كانت سترد على هذه الاعتداءات أم لا، مشدداً على أنّ صبر المقاومة قد ينفد قبل انقضاء مهلة الستين يوماً.
وبتاريخ أمس بدأت وحدات من الجيش اللبناني الانتشار للتمركز في رأس الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا - صور وبيت ليف - بنت جبيل وبلدات أخرى في القطاعين الغربي والأوسط، بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منها، فيما يُستكمل الانتشار في الناقورة، وتُتابع الوحدات المختصة المسح الهندسي بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة وفتح الطرقات وإزالة الركام، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مصدر في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "وحدات الجيش باتت تنتشر في الناقورة وعلما الشعب ومثلث طيرحرفا شمع الجبين، ومثلث صربين بيت ليف وادي العيون، وهي ستستكمل انتشارها تباعاً مع كل انسحاب لجيش الاحتلال عملاً باتفاق وقف إطلاق النار". ولفت المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إلى أنّ "دخول الجيش اللبناني وانتشاره في القرى التي كان يحتلها الإسرائيلي لا يعني أنّ على النازحين والأهالي العودة تلقائياً، فهناك عمليات مسح هندسي يجب أن تحصل لإزالة الذخائر غير المنفجرة وخطوات يقتضي القيام بها للتأكد من أمن وسلامة المنطقة والناس، من هنا الدعوة مستمرة للمواطنين لعدم الاقتراب من المناطق هذه، والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار".
دخول الجيش اللبناني وانتشاره في القرى التي كان يحتلها الإسرائيلي لا يعني أنّ على النازحين والأهالي العودة تلقائياً
من جانبها، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في بيان اليوم الأربعاء، إنه "خلال الأيام القليلة الماضية، دعمت اليونيفيل إعادة انتشار الجيش اللبناني في مواقع بجنوب غرب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وسيواصل حفظة السلام دعم وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كسبيل لتحقيق السلام".
وانضم صباح أمس الثلاثاء إلى رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز والجنرال الفرنسي غيوم بونشان في زيارة إلى مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي لجنوب لبنان.
و"يقع المقر على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق بلدة الناقورة، التي هي الآن تحت سيطرة الجيش اللبناني، بعد تنفيذ المرحلة الأولى من انسحاب القوات الإسرائيلية في 6 يناير/كانون الثاني"، وذلك بحسب ما ذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت.
وأضاف البيان "كجزء من عملية الانتقال التي أتاحت تنفيذها اللجنة، قام الجيش اللبناني بنشر قواته في المنطقة على الفور من أجل تطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني".
وتابع "اطلع الجنرالان جيفرز وبونشان على مخزونات الأسلحة التي سوف يجري تدميرها في الأيام المقبلة، والتي استولى عليها الجيش اللبناني من الجماعات المسلحة غير المصرّح لها".
وأشاد الجنرال جيفرز بعمل الجيش اللبناني، معتبراً أنه "المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان وهو يستمر في الإثبات لي ولبقية أعضاء اللجنة أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه. فهو تصرف بحزم، وسرعة، وبخبرة، واضحة. واليوم رأينا مثالاً على ذلك مع جنود اللواء الخامس. إن فوج الهندسة على وجه الخصوص مليء بالمحترفين الحقيقيين الذين يزيلون أسبوعياً مئات القطع من الذخائر غير المنفجرة ويجعلونها آمنة".
وتأتي هذه التطورات، وخاصة بتسريع الجيش اللبناني عمليات انتشاره، في ظل جهود أميركية تُبذل لإتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب مع انتهاء مهلة الستين يوماً، علماً أن تصريحات إسرائيلية لوّحت إلى بقاء جيش الاحتلال مدّة أطول بما ينقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر الماضي.
وشدد كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، خلال جولته في بيروت، يوم الاثنين، على أنّ انسحابات جيش الاحتلال ستستمرّ حتى تكون قواته خارج لبنان بشكل كامل، مشيراً إلى أنه "حصلت تطورات كثيرة في الأيام السابقة، وأتوقع أن أرى المزيد من التقدم في هذا السياق".
وأضاف هوكشتاين "التطبيق لربما لم يحصل بالسرعة التي يتمناها البعض، ولكن ما سمعته في الناقورة جعلني أشعر بالأمل بأننا على الطريق الصحيح، وأن قوات الجيش اللبناني تظهر بأنها شريك بالكامل، تفهم ما هي احتياجات الشعب اللبناني وجغرافية لبنان وهي توحي لنا بالثقة، وبأن لبنان سيستعيد أمنه وسلامته في وقت قريب، وأن الولايات المتحدة تبقى مستمرة في الالتزام بتطبيق هذه الاتفاقية ودعم الجيش اللبناني في هذه العملية والمهمة".