يشهد مجلس الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) خلافات داخلية بشأن قبول صفقة أسرى جزئية. وأفادت القناة "13" العبرية، ليل الخميس-الجمعة، بأنه فيما يوافق البعض على إعادة جزء من الأطفال والأمهات المحتجزين في قطاع غزة، يصر آخرون على عودتهم جميعاً.
وبحسب القناة، فإنّ رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار قطع الاتصالات مع الوسطاء، وأوقف المفاوضات على خلفية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي، وهو ما سبق أن تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية أخرى، الخميس.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمه، قوله إن الجيش يبدي مرونة ولا يضع العراقيل أمام صفقة الأسرى، فيما يتشدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت بشأنها.
وبحسب القناة، تُسمع داخل الكابينت أصوات أخرى أيضاً، فبالإضافة إلى الوزيرين بني غانتس وغادي آيزنكوت، يؤيد رئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" ديفيد برنيع أيضاً الموقف الداعي إلى القبول باقتراح حماس (صفقة أسرى جزئية).
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تسمه، قبل اجتماع " كابنيت الحرب"، هذه الليلة، قوله "نحاول التوصل إلى صفقة إنسانية، وهذا يعني ألا يبقى أي طفل وأي أم" في قطاع غزة.
وقالت القناة العبرية إنّ إسرائيل لا تقبل ادعاء السنوار بأن جزءاً من الأسرى ليسوا في أيدي حماس، وإنما لدى الجهاد الإسلامي، مشيرة إلى أن هذه نقطة خلافية في الكابينت، وأنّ البعض في الكابينت يقول إن السنوار لا يعلم بالفعل.
وعلّق الصحافي والمحلل في القناة رفيف دروكر بالقول إنّ من أسباب الخلاف اعتقاد نتنياهو وغالانت أن الحكومة قد تدخل في جدل مع أهالي المحتجزين إن كان السنوار لا يعرف مصيرهم، مشيراً إلى أن الحكومة تصرّ على أن يكون السنوار مسؤولاً عن الجميع وإعادتهم. ويعتقد دروكر أن "هذا الخلاف سيصل إلى حل، لأن إسرائيل بحاجة ماسة إلى صفقة، كما تدرك في الوقت عينه أن هذا سيحتاج إلى وقت".من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الخميس، إنّ حقيقة أنّ قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار ما زال قادراً على إدارة المفاوضات وتحديد شروط إطلاق سراح المحتجزين، "تعني أننا لسنا في الاتجاه الصحيح".
وأضاف سموتريتش بحسب ما نقله موقع "معاريف" مساء الخميس: "لقد حان الوقت لكي يبدأ مجلس الحرب في بث قوته، وقطع الاتصال معهم، والتوضيح أنه من الآن فصاعداً، نحن فقط من يحدد الشروط، وقبل كل شيء، أننا قررنا إبادته هو ومنظمته بشكل تام".
وتابع الوزير الإسرائيلي: "منذ زمن طويل، كان يجب أن نكون في وضع نرفض فيه التفاوض ولا نتحدث إلا بالنار والكبريت، وهو يجري خلفنا ويتوسل لإبرام صفقة، وهذا هو السبيل الوحيد لإعادة جميع المحتجزين وإعادة الأمن لدولة إسرائيل".