بدأت كل من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، حملات منفصلة على خلايا تنظيم "داعش" في البادية السورية، فيما يواصل التنظيم أنشطته ضد هذه الأطراف.
من جانب آخر، عادت القوات الروسية إلى التمركز في المناطق التي كانت قد انسحبت منها في الأيام الأخيرة بريف حلب الشمالي، شمالي سورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن "قسد" بدأت حملة أمنية بدعم جوي وبري من "التحالف الدولي" في منطقة وادي العجيج في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، بحثاً عن خلايا تنظيم "داعش" في المنطقة.
وذكرت وكالة "روناهي" الكردية أن الحملة تأتي في إطار "مكافحة الإرهاب ومنع نشاط خلايا "داعش" من تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، ضمن الجهود المشتركة مع التحالف الدولي في محاربة الإرهاب، وذلك بعد الحملة التي قامت بها قوى الأمن الداخلي و"قسد" في مخيم الهول، جنوبي الحسكة".
وفي سياق متصل، اعتقلت قوة من "قسد"، صباح اليوم، شخصاً يعمل سائق جرافة، بدعوى أنه عنصر سابق في تنظيم "داعش"، وذلك خلال مداهمة في بلدة العزبة شمال دير الزور.
من جهته، تبنى تنظيم "داعش" هجوماً مزدوجاً على قوات "قسد" في ريف دير الزور الشمالي.
وأعلن التنظيم، في بيان عبر وكالة "أعماق" التابعة له، أمس الأربعاء، مقتل وإصابة عشرة على الأقل في هجوم لمقاتليه على موقع لـ"قسد" في قرية الجاسمي التابعة لناحية الصور، في ريف دير الزور الشمالي، مشيراً إلى أن مقاتلي التنظيم استهدفوا بالقذائف الصاروخية الموقع وأصابوه مباشرة، ما خلّف أيضاً أضراراً مادية جسيمة.
وأضاف البيان أن مقاتلي التنظيم كمنوا في المنطقة، منتظرين وصول قوات المؤازرة، وفور وصولها فجروا فيها عبوتين ناسفتين أعدوهما سابقاً، ما أدى إلى تدمير آلية رباعية الدفع وإعطاب أخرى، وسقوط عشرة قتلى وجرحى على الأقل، فيما عاد مقاتلوه إلى مواقعهم سالمين.
وكانت شبكات محلية قد ذكرت أمس أن عناصر "داعش" هاجموا موقعاً لـ"قسد" في قرية الجاسمي بالقذائف الصاروخية، وتبع ذلك أصوات انفجارات.
وتعتزم المليشيا المدعومة من إيران بدء حملة تمشيط واسعة في بادية ريف دير الزور الغربي، وتحديداً في محيط بلدة التبني.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أن استعدادات تجري لهذه الحملة التي تستهدف، كما يبدو، توفير قدر أكبر من الأمان لمناطق النفوذ الإيراني في تلك المنطقة، وذلك بعد الهجمات التي تعرضت لها مواقع المليشيات في الفترات الأخيرة.
أعلن التنظيم، أمس الأربعاء، مقتل وإصابة عشرة على الأقل في هجوم لمقاتليه على موقع لـ"قسد" في قرية الجاسمي
وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عنصراً من مليشيا الدفاع الوطني الموالية للنظام قتل، وأصيب آخر برصاص قناصات تنظيم "داعش" في محيط منطقة ابن موينع ببادية الميادين شرقي دير الزور، حيث كان العنصران يستقلان دراجة نارية.
وكانت المنطقة قد شهدت، مطلع الشهر الجاري، حملة تمشيط لقوات النظام والدفاع الوطني ولواء القدس، بدعم جوي روسي، بحثاً عن خلايا "داعش"، لكن الحملة لم تؤدّ إلى نتائج ملحوظة، حيث يواصل التنظيم نشاطه في المنطقة.
وكان مجهولون قد شنوا، أمس الأربعاء، هجوماً استهدف حاجزاً لمليشيا إيرانية في ريف حلب الجنوبي، موقعين قتلى وجرحى في صفوفهم.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن الهجوم استهدف حاجزاً لمليشيا "سيد الشهداء" عند الطريق البري بجانب معمل الجرارات على طريق بلدة السفيرة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من المليشيا، بينهم عنصر يحمل الجنسية العراقية.
وأشارت الشبكة إلى أن منفذي الهجوم اتجهوا نحو قرية "رسم النقل" بريف حلب الجنوبي، دون تبني أي جهة للهجوم.
كذلك سقط قتلى وجرحى من قوات النظام والمليشيات الإيرانية بهجومين متزامنين لتنظيم "داعش"، مساء أول أيام شهر رمضان، شرقي حمص، وفق مصادر متطابقة.
إلى ذلك، شهدت منطقة البادية بريف دير الزور، خلال الساعات الماضية، تحليقاً مكثفاً لطائرات التحالف الدولي، تزامناً مع سماع دوي انفجارات في بعض القرى التي تسيطر عليها قوات النظام السوري في ريف دير الزور.
وذكرت شبكة "عين الفرات" المحلية أن مروحيتين للتحالف الدولي هبطتا في بادية منطقة فليطح شرق دير الزور، فيما حلقت الطائرات المسيَّرة التابعة للتحالف في سماء ريف دير الزور الشرقي، وسط استنفار في صفوف المليشيات الإيرانية، وذلك في أعقاب القصف الذي طاول مطار أربيل والقاعدة الأميركية المجاورة له يوم أمس الأربعاء.
من جانب آخر، أصيب 5 أشخاص اليوم نتيجة انفجار لغم من مخلفات الحرب في أثناء عملهم بجمع الخردة في مكب للنفايات في منطقة سهلة البنات شمالي مدينة الرقة الخاضعة لنفوذ قوات "قسد".
وكان قد أصيب الليلة الماضية 6 أطفال في ريف حماة الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري، نتيجة انفجار لغم أرضي.
وفي محافظة حلب، عادت القوات الروسية، التي انسحبت أمس الأول من عدة مناطق بريف حلب الشمالي، إلى مواقعها في مدينة تل رفعت، دون معرفة سبب الانسحاب، ومن ثم العودة.
ورأى مراقبون أن هذه التحركات قد تكون روتينية، في إطار تبديل القوات، وتحريك مواقعها.