أكّد الناشط الإعلامي، ناصر الثائر، عضو تنسيقية الثورة السورية في مدينة تدمر، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أقدم، ظهر أمس الأحد، على تفجير معبد "بل" الأثري بكامله، فيما لم يبق منه إلا السور والأعمدة التي تحيط به من مسافة بعيدة، وذلك بحجة أنه يعبد من دون الله.
وفي حين نشرت التنسيقية خريطة لمعالم المدينة الأثرية، لتوضيح هيكل المعبد الذي تم تفجيره، أمس، أكد خالد الحمصي، أحد سكان مدينة تدمر، أنّ الجزء الذي تم تفجيره، هو الذي يحتوي على النقوش والرموز الأثرية.
ولفت الثائر إلى أن "نسف المعبد يتزامن مع غارات عشوائية شبه يومية ينفذها الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري على المدينة، والتي تصيب منازل المدنيين وتوقع الضحايا، فيما لم تستهدف أي من غارات النظام أو حتى التحالف مقرات التنظيم، ولم يصب خلالها أي من عناصره".
ويشير الثائر إلى أن "أهالي تدمر منشغلون بمصائبهم وخسائرهم البشرية وجرحاهم، ولا يتاح لهم الالتفات إلى ما يحدث من تدمير للآثار في المدينة".
من جهته، اعتبر عبدالله التدمري، وهو ناشط إعلامي أن "داعش" والنظام يتقاسمون الأدوار، ففي الوقت الذي يفجر فيه "داعش" آثار المدينة وحضارتها، يقصف النظام البيوت ويقتل المدنيين، لافتاً إلى أنّه "منذ صباح اليوم لدينا 5 جرحى بينهم طفل".
ويعد معبد "بل"، أكبر المعابد الأثرية في مدينة تدمر وسط سورية، وبُني المعبد في عام 32م على أنقاض آخر مبني بالطين، واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي.
ويعود اسمه للإله "بل" البابلي، واسمه زيوس بيلوس في بلاد ما بين النهرين، ويقابله بعلشمين لدى الكنعانيين، وحدد الآرامي.
إلى ذلك، لفت خالد الحمصي إلى أنه "لا تزال هناك الكثير من المعابد في المدينة تحت رحمة التنظيم، ومهمة حمايتها في الوقت الحالي شبه مستحيلة".
يذكر أن "داعش" بدأ منذ سيطرته على المدينة في منتصف مايو/أيار من العام الحالي سلسلة من الانتهاكات بحق الإرث الحضاري في المدينة ورموزها، كان آخرها تفجير معبد بعل شمين الأثري، وقتل عالم الآثار خالد الأسعد.
اقرأ أيضاً: عشرات القتلى لـ"داعش" في مواجهات مع المعارضة جنوب دمشق