للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل خلايا مسلحة تابعة لتنظيم "داعش"، تنفيذ سلسلة اعتداءات إرهابية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، شمالي العراق، راح ضحيتها عددٌ كبير من المدنيين والقوات الأمنية، ما دفع الجيش العراقي إلى إطلاق حملة واسعة في مناطق عدة شمالاً، تهدف إلى ملاحقة عناصر هذه الخلايا، والكشف عن أوكارهم.
وقال جنرال رفيع في الجيش العراقي، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إن "وحدات خاصة من الجيش العراقي، بدعمٍ من مقاتلات ومروحيات عراقية، باشرت حملة تعقب وبحث واسعة في سلسلة جبال حمرين وحوض العظيم وبادية الموصل وصحراء الحضر، وصولاً إلى الحدود مع محافظة الأنبار، للبحث عن خلايا وجيوب إرهابية تنفذ هجمات، ثم تعود لتختفي في تلك المناطق، عبر أنفاق ومخابئ تحت الأرض، حفرتها مسبقاً وتتحصن فيها".
وبحسب المسؤول العسكري العراقي، فإن الحملة تأتي لوقف اعتداءات "داعش" التي يشكل المدنيون أكثر من 80 في المئة من ضحاياها.
وبحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن القوات العراقية نجحت فجر اليوم الجمعة في تدمير وكر للتنظيم واعتقال أربعة مسلحين وجدوا داخله غرب البعاج على الحدود مع سورية، كما استهدفت مناطق داخل سورية من قبل المدفعية العراقية عبر محور البعاج ـ البو كمال، طاولت بحسب المصادر العسكرية العراقية "أوكاراً للتنظيم".
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عن الدورة السابقة، نيازي معمار أوغلو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "نحو 30 مسلحاً من عناصر تنظيم داعش شنّوا هجوماً على قرية عبود في أطراف قضاء طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين، ليل أمس الخميس، حيث وقع اشتباك بينهم وبين قوة من الجيش والشرطة، ما أدى إلى مقتل عددٍ من الإرهابيين، كما ذهب ضحية الهجوم، مدني".
وأوضح معمار أوغلو أنّ "عناصر التنظيم تسللوا من منطقة الشاي الواقعة بين قضاءي داقوق في كركوك وطوزخورماتو، وهي بالإضافة إلى منطقة الزركة، تعتبر مركز نشاط لتنظيم داعش"، داعياً القوات الحكومية إلى "ضرب هذه الأوكار لمنع معاودة التنظيم الإرهابي لنشاطه واستهداف المدنيين".
وفي السياق، أكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر داعش لا يزالون ينشطون في الأجزاء الجنوبية والغربية من المحافظة، خاصة في منطقة الحضر والجزيرة"، مؤكداً أن اليومين الماضيين شهدا هجمات إرهابية عدة، كان آخرها أمس الأول، حين هاجم عناصر داعش حافلةً تنقل مدنيين في منطقة الحضر، وأطلقوا النار النار على ركابها، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين".
ودعا العبار القوات الأمنية إلى "ضرورة معالجة جيوب داعش، وتوفير الأمن في المناطق التي لا تزال تشهد وجوداً لهذه المجاميع".
ويحذر مراقبون من خطورة تحركات التنظيم الأخيرة، إذ قال الخبير الأمني العراقي، أحمد العزاوي، إنّ "تنظيم داعش يستخدم أسلوب كمائن الذئاب المنفردة، ويختار أهدافاً محددة ذات صدى إعلامي، ليثبت أنه لا يزال قادراً على شن الهجمات واستهداف القوات العراقية والمدنيين في أي وقت، وهذا الأسلوب تعرفه القوات العراقية منذ سنوات".
ورأى العزاوي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "تراجع تدفق دخول المقاتلين الأجانب من دول الجوار إلى العراق، ساعد في تقليل عدد الهجمات الإرهابية، ومنها الانتحارية، لكن المقاتلين المحليين يشكلون خطراً أكبر، كونهم قادرين على التحرك والتمويه بشكل أفضل".
ميدانياً، كشف مصدر عسكري عراقي عن "تنفيذ قوات النخبة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي، وبإسناد من وحدات أميركية خاصة قتلت قيادات بارزة في تنظيم داعش، عمليات نوعية داخل العمق السوري".
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أنّ "العملية أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في تنظيم داعش"، مشيراً الى أنّ "العمليات الخاصة نُفّذت في مناطق البوكمال والحسكة السورية، بناءً على معلومات من أجهزة الاستخبارات العراقية والسورية، وبدعمٍ من وحدات أميركية".
وأضاف "تم دعم قوات حرس الحدود بإعادة نصب الأسلاك الشائكة ووضع الثكنات وأبراج المراقبة على طول مسافة 640 كيلومتراً من الحدود العراقية ـالسورية ".