أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، أن بلاده ما زالت متمسكة بشعار "لا شرقية ولا غربية"، قائلاً: "لا نعول على مفاوضات فيينا والعلاقة مع واشنطن".
وفي كلمة له قبل إقامة صلاة الجمعة في جامعة طهران، بمناسبة الذكرى السنوية لـ"انتصار الثورة الإسلامية" عام 1979، قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن "النظام الإسلامي الإيراني ما زال متمسكاً بشعار لا شرقية ولا غربية"، مؤكداً أن "شعارات الثورة باقية ولم تتغير".
ويحمل هذا التصريح للرئيس الإيراني رداً غير مباشر على اتهامات لحكومته بالتقارب مع الشرق المتمثل في الصين وروسيا، على حساب الشعار الذي أطلقته الثورة "لا شرقية ولا غربية".
وأضاف رئيسي "في سياستنا الخارجية نتبع رؤية متوازنة في العلاقات مع الدول. نعول على الداخل وقدراته وجميع المناطق داخل البلاد ولم ولن نعول على فيينا ونيويورك"، في إشارة إلى المفاوضات النووية التي تجريها بلاده في فيينا مع المجموعة الدولية لإحياء الاتفاق النووي، فضلاً عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية. وتابع الرئيس الإيراني "لن نقبل بأي هيمنة ولن نتخلى عن استقلالنا ولن نظلم أحداً"، مخاطباً الشباب الإيراني بوعده أن "المستقبل زاهر"، ومؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية الدولة الأكثر استقلالاً في العالم"، حسب قوله.
وقال رئيسي إن نهج إيران في العلاقات مع دول العالم، لا سيما دول الجوار، يعتمد على الاستراتيجية، وإنه ليس مسألة تكتيكية، لافتاً إلى أن السياسة الخارجية للحكومة منذ بدء عملها قائمة على المبادئ والقيم الواردة في الدستور، والمستمدة من توجيهات قائد الثورة الإسلامية.
ولفت إلى أن إيران تؤكد دوماً أن سياستها المبدئية تتمثل في تعزيز علاقات حسن الجوار وبناء الثقة، وإجراء الحوار مع دول الجوار، وتعتقد أن استتباب الأمن المستدام في المنطقة لا يتحقق إلا من خلال التعاون وإرساء السلام.
وأكد أن الحكومة الحالية أثبتت صدقها، وسياستها قائمة على تمتين العلاقات الودية مع دول العالم وباقي الشركاء الدوليين، مشيراً إلى أن الحكومة، وعلى أساس نهجها الدبلوماسي، تعمل على فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وتوفير الظروف لتلبية دول المنطقة حاجات بعضها البعض.
وإذ أكد أن هناك الكثير من "القوى المتغطرسة" تسعى وراء عرقلة وصول إيران إلى المكانة التي تستحقها، لفت إلى أن "الجمهورية الاسلامية الإيرانية هي شريكة موثوقة لما لديها من الحضارة والثقافة العريقة، وهي قادرة على تعزيز القدرات الاقتصادية بمشاركة دول الجوار وباقي الشركاء الدوليين".
مسيرات سيارة احتفالاً بذكرى الثورة
وتحتفل إيران للعام الثاني بذكرى الثورة الإسلامية بشكل مختلف عن سابقاتها، بسبب ظروف تفشي كورونا، إذ شاركت حشود إيرانية في المدن والقرى الإيرانية، اليوم الجمعة، في مسيرات رمزية بالسيارات والدراجات النارية لإحياء الذكرى الـ43 للثورة.
وتبث قنوات التلفزيون الإيراني لقطات مباشرة عن مشاركة الإيرانيين في احتفالات المناسبة، منها تجمع الحشود في ساحات عدة في العاصمة طهران، فضلاً عن مشاركة القادة السياسيين والعسكريين في الاحتفالات.
ورفع المشاركون في المسيرات لافتات وشعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، وهتافات أخرى ضد السعودية والإمارات بسبب حرب اليمن، وأخرى داعمة للثورة.
وفي خطوة لافتة، نظم القائمون على المسيرات بطهران، على هامشها، برنامجاً للتعرف على حركة "أنصار الله" اليمنية الحليفة لإيران، من خلال فتح جناح وتوزيع المنشورات التعريفية، وفقاً لوكالة "إيسنا" الإيرانية.
وفي بيان صدر عن المسيرات، حذر من "الأعمال والتصرفات لبث الفرقة والفتنة من قبل تيارات داخلية وخارجية"، داعياً إلى "الحفاظ على الوحدة"، مع "التنديد" بهجمات التحالف واتهامه بأنه "يرتكب جرائم وحشية" في اليمن، على حد تعبيره، كما أدان البيان جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وعلى غير العادة، إذ كانت تحمل البيانات السابقة لمسيرات ذكرى الثورة خلال السنوات الماضية انتقادات غير مباشرة للحكومة السابقة المدعومة من الإصلاحيين، تقدم البيان هذا العام بالشكر للحكومة الإيرانية الجديدة المحافظة، واصفاً إياها بأنها "حكومة شعبية".
كما دعا البيان إلى "محاربة الفساد، وسد منافذ التمييز والمحسوبية، ومنع أن يسود فضاء الإحباط واليأس في البلاد، وحل المشاكل المعيشية".