أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، لقاءين منفصلين على هامش القمة العربية الإسلامية في الرياض مع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتعد زيارة الرئيس الإيراني إلى السعودية هي الأولى من نوعها بعد 11 عاما تأتي بعد اتفاق المصالحة بين البلدين خلال مارس/آذار الماضي في بكين، والذي أنهى سبعة سنوات من القطيعة الدبلوماسية.
وبشأن مباحثات الرئيس الإيراني مع نظيره المصري، أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الحكومية بأن رئيسي أكد رغبة طهران استئناف العلاقات مع مصر، قائلا إن "الجمهورية الإسلامية ليس لديها ما يمنعها من تطوير العلاقات مع دولة مصر الصديقة".
واعتبر الرئيس الإيراني أن مؤتمر القاهرة للسلام خلال الشهر الماضي بشأن الحرب على غزة كان "مبادرة إيجابية"، مؤكداً أنه "كان يمكن أن يشكل نقطة عطف لإنهاء الجرائم الصهيونية بحق الأطفال والنساء الأبرياء في غزة".
ودعا الرئيس الإيراني نظيره المصري إلى إعادة فتح معبر رفح، قائلاً إن "الجميع ينتظر فتح معبر رفح لتدفق المساعدات العالمية إلى قطاع غزة". وأضاف رئيسي أنه "بات واضحا للجميع أن أميركا والكيان الصهيوني يمنعان فتح معبر رفح"، مشددا على ضرورة التغلب على هذه العقبات.
من جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجود "إرادة سياسية قطعية" لدى مصر لنسج "علاقات حقيقية" مع إيران، مضيفا أنه كلف وزراء معنيين في الحكومة المصرية بضرورة متابعة إقامة علاقات عميقة مع طهران.
وبشأن أوضاع غزة، أكد السيسي أن "مصر قد تضررت أكثر من غيرها بسبب تداعيات الحرب".
وبحسب مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى، فإن اللقاء تناول تطوير علاقات البلدين خلال الفترة المقبلة على مستويات عدة. وقال المصدر، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، إنه جرى خلال اللقاء التأكيد على رغبة كافة الأطراف في عدم اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، على وقع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى التشديد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لغلق الباب أمام أي فرصة لاتساع الحرب.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الرئيس الايراني بحث مع السيسي التنسيق بشأن إرسال شحنات مساعدات إلى قطاع غزة عبر مصر.
وحضر اللقاء عن الجانب المصري كل من وزير الخارجية، سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، فيما حضر إلى جانب رئيسي وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
وجاء اللقاء بين الرئيسين الإيراني والمصري استكمالا لقاءات ومباحثات أخرى بين البلدين خلال الشهور الماضية لإحياء العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاعها منذ أكثر من أربعة عقود واقتصار العلاقات على وجود مكاتب رعاية المصالح لكل منهما لدى الآخر.
ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه للرئيس المصري مع نظيره الإيراني.