رجح رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، عودة التظاهرات الشعبية في بلاده وبلدان أخرى بالشرق الأوسط، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، داعياً دول المنطقة إلى ما وصفه بـ"إجراءاتٍ استباقيةٍ من أجل تحسين الوضع المعيشي لشعوبها".
وقال الحلبوسي، اليوم الخميس في كلمة خلال "منتدى السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، المقام في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق شماليّ البلاد، ويشارك فيه رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وعدد كبير من المسؤولين العراقيين إلى جانب باحثين عراقيين وعرب وأجانب، إن "عالمنا الشرقي يتطلب مبادرات ثنائية ومتعددة تتعلق بملفات التنمية والاقتصاد والثقافة والتبادل العلمي والتقني وتبادل المعلومات".
ولفت إلى أن "العمل الفردي لا يمكنه كسب المعركة مع الوقت في ظل الظروف التي تداهم عالمنا الجديد وتزداد معها حدة والتوتر والمنافسة بين الأقطاب الدولية".
وتابع: "إنّ تطلّع المجتمعات إلى ظروف عيش أفضل يجعل من احتمالية عودة التظاهرات في العراق وفي دول شرق أوسط أخرى واردةً جداً، وعلى الحكومات والدول أن تبادر إلى إجراءاتٍ استباقيةٍ من أجل تحسين الوضع المعيشي لشعوبها".
وأشار بالقول: "ليس من الصواب أن نميل إلى الراحةِ في قضية مكافحة الإرهاب، فهو قد يعيد طريقةَ تخندقِه وتنظيمَ صفوفِه في الوقت الذي نظن أننا قضينا عليه بالكامل"، مبيناً أنّ "الأمن والاقتصاد هما أبرز المعايير وأهم مفاصل الالتقاء بين الشركاء الإقليمين والدوليين، لذا علينا أن نسعى إلى تعزيز هذا المفهوم في أولوياتنا بالعمل لخلق مناخات للشراكة".
وأضاف أنّ "الموقعَ الاستراتيجي للعراق جعله يتعرض دائماً لضغوط خارجية متنوعة، وهو مطالبٌ دائماً بعدم القبول بحالة الإخضاع والاستعمال أو التحجيم".
واعتبر أن المنطقة تعيش "تحوُّلات كبيرة، أسبابُها مُتعددة، منها الصحيةُ والتغيراتُ المناخية التي تتمثل في ارتفاعِ درجات الحرارة وانتشارِ التصحُّر وتهديدِ شُح مياه الري والشرب، وهنا يجب أن يكون التعاون الإقليمي حاضراً في هذه الملفات المهمة التي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر".ويركز المنتدى الذي يقام سنوياً في إقليم كردستان على قضايا الأمن والاقتصاد والحريات، ويستمر على مدى ثلاثة أيام ويشارك فيه ممثلون عن منظمات وخبراء في السياسة والاقتصاد والأمن والطاقة من 80 دولة عربية وأجنبية.
وتأتي تحذيرات رئيس البرلمان العراقي من احتمالية عودة التظاهرات الشعبية في البلاد، بالتزامن مع عودة الحراك المدني العراقي لعقد لقاءات جديدة في مدن جنوب العراق ووسطه وبغداد، لبحث تقديم جملة مطالب لحكومة السوداني لتنفيذها ضمن سقف زمني، والتلويح بإعادة إحياء انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 2019 .
وقال ناشط عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكرك اسمه، إن وصول حكومة توافقية جديدة وبسيطرة القوى الإسلامية المطلقة عليها، تعتبر انتكاسة لكفاح المدنيين نحو دولة المواطنة والقانون"، مضيفاً أن "عودة الحراك سيكون مجرد مسألة وقت لا أكثر".
واعتبر الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي تصريحات رئيس البرلمان بشأن عودة التظاهرات بأنها هاجس جميع القوى السياسية العراقية حالياً.
وأضاف النعيمي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تراجع الواقع المعيشي مع التخمة المالية جراء ارتفاع أسعار النفط والبطالة وسوء الخدمات كلها أسباب واقعية، لكن وجود التيار الصدري خارج العملية السياسية سبب كافٍ لأن تكون تلك التظاهرات احتمالاً وشيكاً جداً لتظاهرات واسعة".
ويرى أن "الصدريين قد يكونون المُشعل الرئيسي للتظاهرات في العراق"، وحول المقصود بدول أخرى بالمنطقة في حديث الحلبوسي، قال النعيمي إن "لبنان قد يكون على موعد هو الآخر مع تظاهرات شعبية لأسباب متطابقة لما يوجد في العراق اليوم".