قال الجمهوري ميت رومني، عضو مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأحد، إن خرقاً لبيانات الحكومة الأميركية على نطاق واسع أحدث "ضرراً بالغاً"، وإن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لا يرى شيئاً عندما يتعلق الأمر بروسيا، التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أنها تقف خلف الهجوم الإلكتروني.
وقال رومني، لشبكة تلفزيون (إن.بي.سي): "علينا أن نقرّ بأن الرئيس لا يرى شيئاً عندما يتعلق الأمر بروسيا".
ويقول مسؤولون وباحثون أميركيون إنهم يعتقدون أن ما لا يقل عن ست وكالات حكومية أميركية تم اختراقها، وأن بيانات الآلاف انكشفت فيما يبدو أنها إحدى أكبر عمليات الاختراق التي رُصدت على الإطلاق.
ولم يقر ترامب بحدوث الواقعة إلا يوم السبت، بعد أسبوع تقريباً من إعلان "رويترز" عن ذلك، وقلل من أهميتها، وشكك فيما إذا كان الروس هم المسؤولون.
يأتي الكشف عن الهجوم الإلكتروني في وقت حرج، حيث تكابد الحكومة الأميركية للتعامل مع انتقال رئاسي مثير للجدل، وأزمة صحية بسبب فيروس كورونا.
يقول مسؤولون وباحثون أميركيون إنهم يعتقدون أن ما لا يقل عن ست وكالات حكومية أميركية تم اختراقها، وأن بيانات الآلاف انكشفت فيما يبدو أنها إحدى أكبر عمليات الاختراق التي رُصدت على الإطلاق
وقال السناتور مارك وارنر، كبير الأعضاء الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، لشبكة (إيه.بي.سي)، إن الهجوم الإلكتروني ربما يكون مستمراً، وإن المسؤولين لم يحددوا بعد حجمه بشكل كامل. لكنه لم يصل إلى حد استخدام الخطاب العدائي الذي استخدمه رومني، الذي وصف العملية بأنها "غزو".
وقال وارنر: "الأمر يقع في تلك المنطقة الرمادية بين التجسس والهجوم". لكنه أيّد دعوة رومني للرد، قائلاً إن على واشنطن أن توضح للخصوم "أنك إذا قمت بهذا النوع من الإجراءات، فسنقوم نحن وآخرون بالرد".
ويقول أشخاص مطلعون على الأمر إن فريق الرئيس المنتخب جو بايدن سيبحث عدة خيارات لمعاقبة روسيا بشأن دورها المشتبه به بمجرد توليه منصبه، من العقوبات المالية إلى الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الروسية.
وفي مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) قال رون كلاين، الذي اختاره بايدن ليكون كبير موظفي البيت الأبيض، إن الرئيس المنتخب يفكر فيما هو أكثر من العقوبات. وقال: "الأمر لا يقتصر على العقوبات، وإنما يمتد لتحركات وأشياء يمكننا القيام بها لتحجيم قدرة الأطراف الأجنبية على شن مثل هذه الهجمات".
بوتين يشيد بـ"الجواسيس الروس الشجعان"
إلى ذلك، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، بالجواسيس الروس "الشجعان" في الذكرى المئوية لتأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، وذلك بعد وقت قصير من اتهام موسكو بالوقوف خلف الهجوم على مؤسسات الحكومة الأميركية.
وقال بوتين، في كلمة ألقاها أمام مقر جهاز الاستخبارات الخارجية في موسكو: "أتمنى النجاح لكل من يدافع عن روسيا وعن شعبنا ضد التهديدات الخارجية والداخلية، ويدافع عن سيادتنا ومصالحنا الوطنية".
وتابع "أعرف جيدا أن هؤلاء أشخاص مخلصون وشجعان يؤدون خدمتهم" في صفوف جهاز الاستخبارات الخارجية الذي خلف الاستخبارات السوفيتية (كيه جي بي).
وفي خروج نادر، وضع بوتين، الذي كان عميلاً في الاستخبارات السوفييتية، إكليلاً من الزهور عند قاعدة النصب التذكاري الذي تم تدشينه أمام مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الذي يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه هذا العام.
وقال: "آمل في أن تواصل الاستخبارات الخارجية (...) المشاركة بنشاط في الكشف عن التهديدات المحتملة لروسيا والقضاء عليها". وأشار إلى أن "العمل الفعال لأجهزة الأمن، مسترشداً بالقانون والمصالح الوطنية، كان دائماً وسيبقى ذا أهمية خاصة بالنسبة إلى روسيا".