استمع إلى الملخص
- **الصين ترد بأن أنشطتها في القطب الشمالي قانونية وتتهم الولايات المتحدة بتشويه سمعتها، محذرة من أن عسكرة المنطقة لا تخدم السلام والاستقرار.**
- **خبراء صينيون يحذرون من أن الخطط العسكرية الأميركية ستزيد من صعوبة الحوكمة العالمية في القطب الشمالي وتقلل من القدرة على الاستجابة للكوارث البيئية.**
تناولت وسائل إعلام صينية، اليوم الأربعاء، استراتيجية البنتاغون الجديدة التي صدرت يوم الاثنين الماضي، والتي دعت إلى زيادة الاستثمار الأميركي في تحديث أجهزة الاستشعار والاتصالات والتقنيات الفضائية في القطب الشمالي لمواكبة الصين وروسيا، وقالت إنّ الولايات المتحدة تبالغ في تقدير التهديدات المزعومة التي تمثلها الصين وروسيا في استراتيجيتها تجاه القطب للدفع نحو عسكرة المنطقة.
وكانت نائبة وزير الدفاع الأميركي كاثلين هيكس قد قالت في إحاطة صحافية، أول أمس الاثنين: "الآن هو وقت حرج للقطب الشمالي". وأضافت أنّ "تغير المناخ وزيادة نشاط الخصوم، تجبر الوزارة على إعادة التفكير في كيفية الحفاظ على القطب آمناً وضمان تجهيز القوات وحمايتها بشكل جيد". وبالرغم من أن هيكس لم تحدد النشاط المتزايد للصين وروسيا في القطب الشمالي، إلا أنها وصفت التعاون المتزايد بين البلدين بأنه "مقلق".
ورداً على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أمس الثلاثاء، في إحاطة صحافية، إنّ "الولايات المتحدة شوّهت سياسة الصين بالقطب الشمالي موجهة أصابع الاتهام إلى الأنشطة الطبيعية للصين هناك والتي تتم في امتثال كامل للقانون الدولي"، مشيرة إلى أن ذلك لا يفضي إلى السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة. وأضافت ماو أن الصين طرف مهم في شؤون القطب الشمالي وتتبع دائماً المبادئ الأساسية للاحترام والتعاون والنتيجة المربحة لجميع الأطراف، وهي ملتزمة دائماً بتعزيز السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في القطب الشمالي.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية في الصين إنّ وسائل الإعلام الأميركية تعمل على تشويه سمعة سفن كاسحات الجليد الصينية الموجودة في القطب الشمالي دون أي أساس، وتتهمها بإجراء أبحاث مدنية وعسكرية في المنطقة. ونقلت عن الأستاذ في جامعة الشؤون الخارجية الصينية لي هاي دونغ قوله إن العسكرة في المنطقة تخدم أهداف الولايات المتحدة في السيطرة على قنوات خطوط أنابيب الطاقة الاستراتيجية المهمة والحصول على ميزة في مجالات رئيسية للمنافسة بين القوى الكبرى.
ولفت لي إلى أن "القطب الشمالي هو القناة الأكثر أهمية للطاقة العالمية المستقبلية، خاصة بعد ذوبان القمم الجليدية بسبب تغير المناخ، وستتجاوز الأهمية الاستراتيجية للممرات المائية في منطقة القطب الشمالي أي فترة سابقة وأي منطقة، لذلك، فإن الولايات المتحدة قلقة للغاية من سيطرة المنافسين الآخرين على قناة الطاقة العالمية المستقبلية الرئيسية، وبالتالي إضعاف موقف أميركا المهيمن خاصة في قطاع الطاقة". كما أشار لي إلى أن القطب الشمالي هو أيضاً منطقة مهمة للولايات المتحدة للتلاعب بالحلفاء وتعزيز التكتلات من خلال زعزعة الاستقرار، وحذر من أن عسكرة الولايات المتحدة في القطب الشمالي ستزيد احتمال نشوب صراعات في المنطقة.
كما نقلت الصحيفة عن خبراء صينيين أن الخطط العسكرية الأميركية في المنطقة ستجعل الحوكمة العالمية في القطب الشمالي صعبة، وستؤدي إلى تقليص القدرة العالمية على الاستجابة للكوارث البيئية.