ضرب انفجار جديد، اليوم الأحد، ناقلة نفط ترسو قبالة سواحل بانياس بريف طرطوس، غربي البلاد.
وقالت مصادر في مدينة بانياس، تواصل معها "العربي الجديد"، إن دوي انفجار شديد سمع في أرجاء المدينة، أعقبه تصاعد كثيف للدخان من إحدى السفن المواجهة للساحل.
وذكرت وكالة أنباء النظام "سانا" أن الانفجار سببه "عطل فني حدث في أحد محركات ناقلة نفط ترسو قبالة مدينة بانياس، أدى إلى حريق بسيط وظهور دخان أسود منها".
ونقلت الوكالة عن مدير الجاهزية في الشركة السورية لنقل النفط المهندس محمد السوسي قوله إن عطلا فنياً حدث في أحد محركات ناقلة نفط ترسو قبالة مدينة بانياس، ما أدى إلى حريق بسيط وظهور دخان أسود من الناقلة.
وأضاف أنه "تم التعامل مع الحريق من قبل طاقم الناقلة و إخماده على الفور دون وقوع أي أضرار".
وأشارت مصادر "العربي الجديد" في بانياس إلى أن الدخان لا يزال منبعثا من السفينة من مكانين متباعدين على متنها، نافية ما صرح به مسؤول النظام عن إخماد الحريق حتى ساعة كتابة التقرير.
من جانب آخر، ذكر مراسل وكالة "سبوتنيك" في طرطوس أن الناقلة التي ترسو في عمق الشواطئ السورية هي ذاتها شهدت، قبل أيام، نشوب حريق أثناء عملية تفريغ حمولتها من شحنة نفط وصلت إلى البلاد عبر مصب ميناء بانياس، مؤكدا أن المعلومات المتوافرة حتى الآن تفيد بعدم وجود إصابات جراء انفجار اليوم.
تواجد الناقلة كل هذه الفترة وتكرر الحرائق فيها يؤشر إلى أن الناقلة تعمل على نقل النفط و تهريبه من المياه الدولية إلى مرفأ بانياس
وسبق أن وقع انفجار أعقبه حريق في ناقلة نفط في 24 أيار/ مايو الماضي بمرفأ بانياس، وقالت حكومة النظام حينها إن طائرة مسيرة انطلقت من السواحل اللبنانية استهدفت الناقلة، قبل أن تتراجع وتذكر أن سبب الانفجار هو اندلاع حريق بسبب الإهمال أثناء قيام العمال بعمليات اللحام من دون مراعاة عوامل الأمان.
من جهة أخرى، رجح الخبير الاقتصادي يونس كريم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، فرضية عدم وجود استهداف خارجي للناقلة رغم تفجيرها مرتين، مضيفا أن وجود الناقلة كل هذه الفترة وتكرر الحرائق فيها يؤشران إلى أن الناقلة تعمل على نقل النفط وتهريبه من المياه الدولية إلى مرفأ بانياس تهرباً من العقوبات على النظام.
في المقابل، رأى المحلل السياسي درويش خليفة أن تضارب تصريحات حلفاء النظام الإيرانيين والروس حول الحريق الذي حصل على سطح السفينة، سواء في المرة السابقة أو حاليا، يؤشر إلى "محاولة التستر على الأسباب الحقيقية".
ورجح خليفة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تكون إسرائيل هي من استهدفت الناقلة في كلا التفجيرين، لا سيما أن مسؤولين إسرائيليين حذروا عدة مرات من وجود أسلحة داخل ناقلات النفط المهربة إلى سورية من إيران، وعزمهم التعامل مع الموضوع بحزم وجدية.
وأضاف المصدر ذاته أن الاتفاق غير المعلن بين الجانبين الإسرائيلي والروسي يشير إلى إشراف الروس على مراقبة السفن التي تقوم بتوريد النفط للنظام بطريقة غير رسمية، نظرا للعقوبات المفروضة على حكومة النظام من قبل الغرب، وخصوصا قانون قيصر الأميركي. ويبدو أن الروس برأيه "لا يتعاطون مع المخاوف الإسرائيلية بجدية كافية".