واصل الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الثلاثاء، غاراته شمال غربي سورية، فيما استأنف الجيش التركي قصفه المدفعي على مواقع ومناطق تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في تصعيد مستمر منذ عدة أيام.
وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي قصف بصواريخ شديدة الانفجار أربع مناطق في محيط بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، متسبّباً بحالة خوف لدى المدنيين وأضرار مادية في ممتلكاتهم، وأضاف أنّ الطيران الروسي لم يفارق سماء المنطقة منذ منتصف الليل.
وقال الدفاع المدني السوري، في بيان، "لليوم السابع على التوالي، تواصل الطائرات الحربية الروسية غاراتها شمال غربي سورية، مستهدفة صباح اليوم أطراف بلدة البارة جنوبي إدلب، مع استمرار تحليق الطائرات الحربية"، مشيراً إلى أنه لم يسجل إصابات في المواقع المستهدفة.
وقال مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إنّ قصفاً روسياً، أمس الإثنين، طاول مزرعتين لتربية الدواجن على أطراف مدينة كفرتخاريم شمال غربي إدلب، وأسفر عن جرح امرأة وطفلها عدا عن نفوق الطيور وتدمير المكان.
ويأتي تصعيد الطيران الروسي وقوات النظام تزامناً مع اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، بحثا خلاله العديد من الملفات من بينها الملف السوري. وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام أنّ هذا التصعيد هدفه الحصول على تنازلات من تركيا في الملف.
الجيش التركي يقصف مناطق تخضع لـ"قسد"
في المقابل، قصف الجيش التركي، فجر اليوم الثلاثاء، مواقع ومناطق تخضع لسيطرة "قسد" في ريفي الرقة والحسكة شمال وشمال شرقي سورية، موقعاً أضراراً مادية.
وقالت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" المعارض، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي قصف مواقع لـ"قسد" في محاور قرية جهبل ومطعم النخيل عند الطريق الدولي بناحية عين عيسى، كما قصف محور قرية الدردارة شمال ناحية تل تمر في ريف الحسكة الشمالي الغربي.
وذكرت المصادر أنّ القصف التركي طاول مواقع في قرى تل طويل وتل جمعة وأم الكيف والطويلة وكلها قرى تقع بمحاذاة الطريق الدولي "إم 4"، ولم ترد معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر الناتجة عن هذا القصف.
وكانت خطوط التماس بين مناطق النفوذ التركي و"قسد" قد شهدت، الأسبوع الماضي، انخفاضاً في وتيرة التصعيد لتعود في اليومين الماضيين تزامناً مع التصعيد الروسي المستمر في إدلب ومحيطها.
قتيلان في هجوم لمجهولين في ريف درعا الغربي
وإلى الجنوب السوري، حيث استمرت حالة الفلتان الأمني في ظل سيطرة النظام على عموم محافظة درعا، إذ قال الناشط محمد الحوراني، إنّ مجهولين شنّوا هجوماً جديداً على عنصر سابق في فصائل المعارضة على الطريق الواصل بين بلدتي تسيل وعدوان في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وأضاف أنّ المقتول كان عنصراً في فصيل "جيش المعتز بالله"، وعمل لاحقاً مع اللجنة المركزية لدرعا في الريف الغربي.
وقال الناشط إنّ هناك شخصاً آخر كان برفقة العنصر وقتل أيضاً معه في الهجوم. كما ألقى مجهولون قنبلة يدوية على منزل لشخص متهم بالتعاون مع النظام في الحي الشمالي من مدينة نوى بريف درعا الغربي، وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها المنزل للهجوم من دون وقوع إصابات بشرية.
وتشهد درعا ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات التصفية والاغتيال التي تحدث في ظل سيطرة النظام على المحافظة عقب إخضاعها باتفاقات التسوية الأخيرة والتي بدأت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي دير الزور شرقاً، تحدثت مصادر مقربة من "قسد" عن وقوع اشتباكات مع مجهولين على أطراف بلدة الشحيل بريف المحافظة الشرقي، وأضافت المصادر أنّ الاشتباكات جاءت تزامناً مع مداهمات كانت تجريها "قسد" على مواقع بالقرب من نهر الفرات مخصصة لعمليات التهريب باتجاه مناطق النظام.
وذكرت المصادر أنّ ثلاثة عناصر من "قسد" أصيبوا بجروح جراء الاشتباكات.
وشهدت منطقة الشحيل سابقاً العديد من الهجمات على مليشيا "قسد"، كما شهدت عدة عمليات إنزال وقصف نفذتها قوات التحالف الدولي ضد نقاط عمليات التهريب باتجاه مناطق النظام السوري عند ضفاف نهر الفرات.