شهدت محافظة دير الزور شرقي سورية، مساء الأحد، تحليقاً مكثفاً لطائرات مسيّرة في منطقة حوض الفرات، بعد هجمات على عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فيما وسعت مليشيات تابعة للنظام السوري حملة التمشيط في بادية البشري جنوبي المحافظة.
وقال الناشط أبو محمد الجزراوي، لـ"العربي الجديد"، إن طيراناً مسيّراً يرجح أنه تابع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي حلق مساء أمس، بشكل مكثف، فوق الضفة الشمالية لنهر الفرات شرقي دير الزور، قبالة الجهة التي تخضع لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران وقوات النظام السوري.
ولم يتبين بالضبط ما إذا كانت الطائرات التي حلقت فوق المنطقة هي طائرات استطلاع أم طائرات مقاتلة، وبحسب الناشط، يبدو أن هناك توقعات برد من المليشيات الإيرانية على القصف المتكرر لمواقعها في سورية من الاحتلال الإسرائيلي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
وأوضح الجزراوي أن تحليق المسيّرات جاء عقب هجمات أدت إلى مقتل وجرح عناصر من "قسد" مؤخراً، مشيراً إلى أن عنصراً من "قسد" أصيب مساء الأحد في هجوم استهدف نقطة عسكرية على أطراف بلدة الصور، شمالي دير الزور.
وشهدت الضفة الجنوبية من نهر الفرات مؤخراً قصفاً من واشنطن، التي تقود التحالف الدولي في سورية والعراق، على مواقع للمليشيات المدعومة من إيران، ما كبدها خسائر بالأرواح والعتاد.
وكانت القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي قد نقلت، أمس، مزيداً من الإمدادات إلى قاعدتها في منطقة رميلان قادمة من كردستان العراق، وبحسب مصادر محلية، دخلت 60 شاحنة بعضها يحمل مدرعات عسكرية.
في الأثناء، قالت شبكة "الخابور" المحلية إن عنصرين من "قسد" قتلا وأصيب ثالث بهجوم استهدف سيارة عسكرية بالقرب من قرية 47 جنوبي الحسكة، شمال شرقي سورية، فيما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الهجوم أدى إلى إصابة 4 عناصر من "قسد".
إدلب
في غضون ذلك، قُتل شخص جراء قصف من طائرة مسيّرة يرجح أنها أميركية استهدفته، اليوم الإثنين، خلال وجوده في أرضٍ زراعية بقرية كفتين ضمن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في ريف إدلب شمال غربي سورية.
وقال الناشط مصطفى محمد لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة للجيش الأميركي ضمن التحالف الدولي ضد "داعش"، استهدفت بصاروخ موجه شخصاً ينحدر من دير الزور في قرية كفتين بناحية كللي في ريف إدلب الشمالي، ما أدى إلى مقتله على الفور.
وبحسب ما أكده شهود من أبناء المنطقة لـ"العربي الجديد"، فإن الشخص كان يتكلم بالهاتف ويتجول في أرضٍ زراعية لحظة استهدافه من الطائرة.
وأكد مصدر من سكان المنطقة أن الشخص الذي قُتل يدعى خالد عبد الله الخليف، وكان قد وصل إلى هذه القرية، وسكن فيها قبل عشرة أيام فقط، مضيفاً أن هناك شكوكاً في أن هذا الشخص تابع لتنظيم "داعش" أو لتنظيم "حراس الدين".
وكانت غارات أميركية بطائرات مسيّرة قد استهدفت سابقاً جهاديين ومنتسبين لـ"داعش" و"حراس الدين"، في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" و"هيئة تحرير الشام"، كما نفذت عمليات إنزال أدت إلى مقتل قياديين وعناصر كان من بينهم أمير تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.
وفي المحافظة ذاتها، أضاف الناشط مصطفى المحمد أن المناوشات بين قوات النظام و"هيئة تحرير الشام" تكررت على محاور كوكبة بريف إدلب الجنوبي، حيث قتل عنصر من قوات النظام بقصف صاروخي طاول موقعاً على تلك المحاور، نافياً وجود خسائر في صفوف "الهيئة" وبقية الفصائل.
من جانبها، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام عن مصدر ميداني زعمه تنفيذ رمايات مدفعية وصاروخية مكثفة، استهدفت تجمعات وطرق إمداد "الهيئة" في محيط بلدات البارة وكنصفرة وسفوهن والفطيرة وفليفل جنوبي إدلب، ما أدى إلى مصرع 15 وجرح آخرين وتدمير 3 مواقع كانوا يتحصنون فيها مع عتادهم العسكري.
بادية البشري
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواع أمنية، إن النظام السوري جلب أمس تعزيزات من مليشيات "الدفاع الوطني" إلى منطقة بادية البشري، جنوب غرب دير الزور، بهدف توسيع حملة التمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش". وذكرت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد" أن التعزيزات ضمت قرابة 500 عنصر بعتادهم.
وشهدت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين اشتباكات بين قوات النظام وخلايا "داعش" أدت إلى خسائر بشرية من الطرفين، وجاءت الاشتباكات بعد عمليات خطف وقتل لمدنيين وعناصر من "الدفاع الوطني" كانوا يعملون في جمع الكمأة بالمنطقة.
درعا
وفي الجنوب، قال "تجمع أحرار حوران" إن مسلحين من المليشيا المحلية، التي يتزعمها القيادي في الأمن العسكري التابع للنظام مصطفى المسالمة، استهدفوا سيارة مدنية بالرصاص المباشر في شارع الشهداء بدرعا المحطة في مدينة درعا، ما أسفر عن إصابة شابين بجروح متفاوتة.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن المستهدفين عملا سابقاً ضمن فصائل المعارضة المسلحة، وعملا أيضاً في مجال الإعلام والإغاثة، وبعد التسوية عام 2018، لم يلتحقا بأي فصيل مسلح، مضيفاً أنه لم تتوضح أسباب الاستهداف.
وتتهم مصادر محلية مصطفى المسالمة، المسؤول عن هذه المليشيا، بالضلوع في جرائم قتل بحق مدنيين بعد تعذيبهم، وقد تعرض لمحاولة اغتيال في 2020، وأدى الهجوم وقتها إلى مقتل شقيقه، وتضيف المصادر أيضاً أن المسالمة كان من المروجين للانتساب للمليشيات الروسية التي تقاتل في ليبيا، وكان له دور في تجنيد مئات الشبان في منطقة ريف درعا الغربي والقنيطرة.
عملية اغتيال في الحسكة
هذا وقضى قيادي من "الجيش الوطني السوري" وعنصران كانا برفقته، بالإضافة إلى إصابة شاب فلسطيني بجروح خطيرة في حادثتي اغتيال، مساء اليوم الإثنين، في منطقتي "نبع السلام"، و"غصن الزيتون" شمال وشمال شرق البلاد.
وقالت مصادر عسكرية من "الجيش الوطني السوري" في حديث لـ "العربي الجديد"، إن القيادي العسكري، أبو يزن اليساري، العامل ضمن صفوف فصيل فرقة "السلطان مراد" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" قتل إلى جانب أبو زيد اليساري، وأبو مالك اليساري، وهما عنصران يعملان أيضاً ضمن صفوف الفرقة، إثر استهدافهم قبل أذان المغرب برصاص مُسلحين مجهولين على طريق علوك بريف مدينة رأس العين الشرقي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام" بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية.
إلى ذلك، أكدت المصادر، أن مخيم "دير بلوط" الذي يضم نازحين من مختلف المناطق السورية، شهد احتجاجات عارمة من قبل قاطنيه مع قطع طرقات المخيم والطرقات القريبة منه من خلال إشعال الإطارات البلاستيكية، إثر محاولة اغتيال شخص فلسطيني الأصل من قبل مسلحين مجهولين داخل المخيم القريب من مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون" شمالي محافظة حلب، ما أسفر عن إصابة الشاب بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى "باب الهوى" شمال محافظة إدلب.
وشُيد مخيم دير بلوط الواقع شمالي حلب عام 2018، وخصص لمهجري ريف محافظة دمشق، كما يضم المخيم نازحين فلسطينيين من مخيم اليرموك.