نظّمت مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد" شمالي سورية مظاهرة تطالب بإطلاق سراح زعيم "حزب العمال الكردستاني" من السجن في تركيا، فيما واصل الطيران الحربي الروسي دعمه لقوات النظام في عمليات التمشيط ضد "داعش" بالبادية السورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "وحدات حماية الشعب" نظّمت، اليوم، مظاهرة في مدينة الدرباسية بريف الحسكة، شمالي سورية، وقامت بحماية المظاهرة عن طريق قوات الأمن التابعة لها. وطالبت المظاهرة تركيا بالإفراج عن زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان.
وتأتي المظاهرة في وقت تتعثر فيه المفاوضات بين طرفي الحوار الكردي الكردي المتمثل بأحزاب الوحدة الديمقراطية التي يقودها "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، الجناح السياسي لـ"وحدات حماية الشعب"، من طرف، وأحزاب "المجلس الوطني الكردي" المعارض للنظام السوري من طرف آخر.
ويعد ارتباط مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية وجناحها السياسي بـ"حزب العمال الكردستاني" من أبرز الأسباب المؤدية إلى تعثر الحوار الكردي الكردي، بالإضافة إلى استمرار النزاع بين المليشيا والمعارضة السورية، التي تعدّ الحزب منظمة إرهابية وتشترط فك الارتباط به للدخول في أي مفاوضات بين الطرفين.
من جانب آخر، زعمت وكالة أنباء النظام "سانا" مقتل طفل وإصابة آخر جراء انفجار لغم زرعته "قسد" في محيط عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، مضيفة أن الطفلين كانا يلعبان بالقرب من مدخل البلدة.
يذكر أن قوات النظام تتمركز إلى جانب "قسد" في ناحية عين عيسى بناء على تفاهمات مع روسيا والمليشيا حول مناطق سيطرة الأخيرة في شمالي سورية.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية الروسية شنّت، اليوم، عشرات الغارات على مواقع وتحركات في بادية البشري، جنوبي محافظة دير الزور، وامتداد البادية في ناحية السخنة، شمال شرقي محافظة حمص وجنوب شرقي محافظة الرقة.
وذكرت المصادر أن الطائرات ألقت بقنابل شديدة الانفجار على سفوح العديد من الجبال في مناطق أثريا والرهجان ومعدان والسخنة، من المرجح أنها تستهدف كهوفاً ومغاور محفورة داخل الجبال يستخدمها عناصر "داعش" للتموضع والتخفي، في حين لم تتضح الخسائر التي سببتها تلك الغارات.
وتعد تلك الجبال المعقل الأبرز لخلايا تنظيم "داعش" المتبقية في سورية، وهي نقاط انطلاقه في تنفيذ عمليات ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية في مناطق متفرقة من البادية، وكانت تلك الهجمات قد تسببت بخسائر بشرية فادحة للنظام.
اشتباكات في درعا
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات بين عناصر من "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام ومجموعة مسلحة تتبع لقيادي سابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة ببلدة المزيريب في ريف درعا الغربي.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن الفرقة الرابعة داهمت منزل القيادي السابق في "الجيش السوري الحر" أبو طارق الصبيحي في بلدة المزيريب بهدف اعتقاله، حيث وقعت اشتباكات بين مجموعة القيادي وعناصر الفرقة.
وبحسب الناشط، لم يتبين حجم الخسائر جراء تلك الاشتباكات التي تترافق مع توتر أمني في المنطقة، وترقب وحذر من قبل سكان المدينة، فيما أطلقت مواقع تابعة للفرقة الرابعة قذائف هاون على منطقة الضاحية في محيط البلدة.
وقالت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات وقعت على طريق المزيريب اليادودة، إذ تعرّض رتل للنظام لهجوم من قبل مجهولين، وقد استقدمت قوات النظام تعزيزات إلى المنطقة، وداهمت منزل القيادي.
وكانت المنطقة ذاتها قد شهدت خلال الأسبوع الماضي مقتل ضابط برتبة نقيب من الفرقة الرابعة جراء هجوم من مجهولين أثناء سيره على الطريق الواصل بين اليادودة والمزيريب.
وفي سياق منفصل، أبدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، مساء الإثنين، قلقها إزاء التحركات العسكرية التركية في منطقة عين عيسى بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرقي البلاد، مؤكدة أن التعزيزات العسكرية التركية في المنطقة تنتهك مذكرة التفاهم الموقعة مع روسيا، وفق ما نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية.
وأشار نائب مدير مركز المصالحة الروسي اللواء البحري ألكسندر كاربوفي إلى أن "الجانب الروسي منزعج للغاية من نقل عتاد عسكري للقوات المسلحة التركية، وتنفيذ أعمال بإقامة تحصينات ونقاط إسناد في منطقة بلدة عين عيسى، شمالي محافظة الرقة". لافتاً إلى أن "هذه الأعمال تنتهك الوضع القائم وفق مذكرة التفاهم الروسية التركية".
من جهة أخرى، عُين قائد مليشيا "كتائب البعث"، عضو مجلس الشعب باسم سودان، مساء أمس الإثنين، رئيساً للجنة الصداقة البرلمانية السورية – الروسية، وذلك ضمن اجتماع عقدته لجنة الصداقة البرلمانية في مجلس الشعب، برئاسة أكبر الأعضاء سناً محمد كردوش. وبحسب منشور لسودان على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، فقد أكد من خلاله أنه "تم انتخاب مكتب اللجنة من الزملاء السادة باسم سودان رئيساً للجنة، وصفوان قربي نائباً لرئيس اللجنة، وعبد الرحمن الخطيب مقرراً للجنة".
ويتحدر سودان من محافظة اللاذقية، غربي سورية، وينتمي سياسياً لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية. وتزعّم سودان قيادة ميليشيا كتائب البعث في مارس/آذار من عام 2016 خلفاً لجهاد بركات، وهي المليشيا التي أُعلن عن تشكيلها في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2012 في حلب تحت قيادة هلال هلال، لتكون رديفة للنظام، وتضم متطوعين ومتطوعات من معظم المحافظات السورية، بإشراف القيادة القطرية لحزب البعث. وخسرت المليشيا خلال معاركها في السنوات الأربع الأخيرة ضمن إدلب وحماة وحلب واللاذقية ما يزيد عن 200 عنصر وضابط من قواتها، على رأسهم العميد سلامة محمد، الملقب بـ"أبو عروة"/ نائب سودان، والذي قُتل في معارك النظام ضد فصائل المعارضة السورية بريف حماة الغربي.
وكان سودان قد فاز بانتخابات مجلس الشعب التي نُظمت في عام 2016، ثم فاز مجدداً في انتخابات 2020 ليضمن بقاءه فيه حتى 2023، كما يشغل منصب رئيس مكتب الفروع الخارجية في "الاتحاد الوطني لطلبة سورية".