قُتل شخصٌ وجرح آخرون، بينهم عنصران من الشرطة يتبعان للنظام السوري، إثر هجوم شنه مسلحين اثنين، عصر الثلاثاء، على حافلة تقل سجناء أمام القصر العدلي داخل مدينة حماة التي يُسيطر عليها النظام السوري، وسط سورية، كما شهد حي سكني في حماة انتشاراً أمنياً لجهاز المخابرات التابع للنظام السوري، على خلفية إقدام مجهولين على تمزيق صور بشار الأسد. وفي دمشق، اعتقلت المخابرات عدداً من الشبان في حيي الدويلعة وكشكول بتهمة تمزيق صور الأسد.
وقال الناشط عبد الرحمن العيسى، عضو "مكتب حماة الإعلامي"، إن شخصين مسلحين يستقلان دراجة نارية أطلقوا النار على حافلة "ميكرو باص" تقل سجناء أمام الباب الخلفي للقصر العدلي، وسط مدينة حماة، بهدف قتل أحد السجناء بسبب ثأر قديم بين الشخصين والسجين.
وأوضح العيسى لـ"العربي الجديد" أن الهجوم أسفر عن مقتل أحد المهاجمين، بالإضافة لإصابة خمسة آخرين بينهم شرطيان يتبعان للنظام، وأضاف "المنطقة شهدت عقب الحادثة انتشاراً أمنياً مكثفاً للشرطة والمخابرات، وسط إغلاق الطريق المؤدي إلى القصر العدلي من الجهة الخلفية، موقع الهجوم".
من جهة أخرى، أكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" أن حي عين اللوزة، وسط مدينة حماة، شهد، خلال الـ24 ساعة الماضية، انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر المخابرات السورية، ترافق معها إطلاق نار مكثف من قبلهم، وذلك عقب تمزيق ما يزيد عن عشر صور لبشار الأسد، تم إلصاقها من قبل قواته على جدران محلجة القطن داخل الحي وبعض المحال التجارية الملاصقة للمحلجة.
وأوضحت المصادر أن ما يزيد عن سبع سيارات تابعة لمخابرات وشرطة النظام تمركزت على مداخل حي اللوزة، وداهمت عدة منازل قريبة من محلجة القطن، في حين وجهت الاتهامات إلى شخصين شوهدا من قبل مخبرين للنظام يمزقان الصور، وحاول عناصر المخابرات بالتعاون مع المخبرين إلقاء القبض عليهما، لكنهما تمكنا من الفرار إلى جهة مجهولة.
ولفتت المصادر إلى أن سيارة تابعة للمخابرات اعتقلت مدنياً على مداخل الحي كان متجهاً إلى عمله، واقتادته إلى جهة مجهولة، فيما لا يزال الانتشار الأمني يخيم على الحي في محاولة لإلقاء القبض على من مزق صور بشار الأسد.
إلى ذلك، ذكر موقع "صوت العاصمة" أن استخبارات النظام اعتقلت، خلال الأيام الماضية، 6 أشخاص من أبناء الغوطة الشرقية المقيمين في حيي دويلعة وكشكول شرق محافظة دمشق، على خلفية اتهامات وُجهت إليهم بتمزيق صور لرأس النظام السوري بشار الأسد، وأوضح أن ثلاث صور كبيرة للأسد مُزِّقت بالكامل، وجرى طلاء صور أخرى باللون الأحمر، خلال حملة نفذها مجهولون.
وأكد الموقع أن استخبارات النظام نفذت حملات دهم استهدفت عدة منازل، بعد إجراء تحقيقات مع عناصر اللجان الشعبية "الشبيحة"، وعناصر الحواجز العسكرية التابعة للنظام والمسؤولة عن الأحياء التي جرت فيها عمليات التمزيق.
وأشار الموقع، نقلاً عن مصادر من "اللجان الشعبية"، إلى أن خلافاً كبيراً جرى بين قيادات اللجان والجهات الأمنية المسؤولة عن المنطقة، على خلفية ما حدث، وسط اتهامات لـ"اللجان الشعبية" بإهمال المهام الموكلة إليهم، خاصة أن إحدى الصور التي جرى تمزيقها لا تبعد عن أحد الحواجز سوى 100 متر فقط.
وبحسب مصدر محلي لـ"العربي الجديد" فإن عناصر "الأمن العسكري"، أحد أفرع النظام الأمنية، اعتقلوا قبل أسبوعين ما يزيد عن 15 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وذلك على خلفية تمزيق صور لرئيس النظام السوري في قرية العمارة ذات الغالبية الكردية، والقريبة من بلدة تقسيس، جنوبي محافظة حماة.