تظاهر مئات السوريين، اليوم الجمعة، في مدن وبلدات خارجة عن سيطرة النظام السوري، شمالي البلاد، احتجاجاً على مشاركة رئيس النظام بشار الأسد في القمة العربية بمدينة جدة السعودية.
وشهدت مدن إدلب والباب وأعزاز وجرابلس وعفرين وآخترين، وقفات احتجاجية رفع فيها المتظاهرون لافتات نددت بمشاركة الأسد في اجتماعات الجامعة العربية، وأكد المتظاهرون في هتافاتهم أن الأسد لا يمثل الشعب السوري.
وقال المحامي زياد المحمد، أحد المشاركين في مظاهرة عفرين، لـ"العربي الجديد"، إن الدول العربية "في حال كانت حريصة بالفعل على مصلحة الشعب السوري فعليها إنهاء النظام الذي قتل وهجر ملايين السوريين"، مطالباً قادة فصائل المعارضة العسكرية والسياسية أن "لا يبقوا مكتوفي الأيدي مما يحصل وأن يكونوا على قدر المسؤولية تجاه دماء ضحايا النظام".
أما سعد جمعة، فقال لـ"العربي الجديد"، إن الشعب السوري "لم يستشر أحداً عندما ثار ضد الأسد، ودماء الشعب السوري فوق مصالح الدول التي طبعت علاقاتها مع نظام قتل واعتقل الآلاف"، معتبراً أن "ثورة الشعب السوري أسقطت الكثير من الأقنعة بما فيها قناع جامعة الدول العربية".
بدوره، وصف المحامي محمد حاج عبدو كرسي الأسد في الجامعة العربية بـ"المصنوع من جماجم الأطفال في مجزرة الكيميائي ونهر قويق والتضامن"، مؤكداً أن الأسد "لم ولن يمثل يوماً الشعب السوري بعد أن هجّر وقتل واعتقل أكثر من نصفه.
مظاهرة في إدلب
كذلك، تظاهر مئات السوريين، الجمعة، في مدينة إدلب شمال غرب سورية، ورفعوا شعارات ولافتات ترفض عودة رئيس النظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية، كتب على بعضها "سورية لا يمثلها الأسد المجرم"، و"مقعد يحتله نظام الأسد هو مقعد يحتله النظام الإيراني و ليس سورية".
وقال الناشط الحقوقي نايف شعبان، لـ "العربي الجديد": "نحن هنا لرفض التطبيع مع بشار الأسد، ونرفض وجود هذا المجرم في الجامعة العربية، هذه الجامعة أنشئت أساساً للشعوب العربية، لكن يبدو أنها أصبحت للأنظمة العربية، لسنا متفاجئين من هذا التطبيع فقد كان تحت الطاولة وصار فوقها الآن".
وأردف: "نتمنى أن يكون هناك صحوة للقادة العرب لإخراج هذا المجرم من الجامعة العربية، وأن لا يصافحوه ولا يطبعوا معه لأنه لن يلتزم معهم، و لن يوفي بوعوده، و يجب التنويه أننا عندما خرجنا بثورتنا كان هذا المجرم في بحبوحة سياسية مع الدول العربية".
أما الناشط السياسي إبراهيم عبود فقال لـ" العربي الجديد: "اليوم نذكر المطبعين مع الأسد أن ثورتنا الشعبية المليونية، عندما اندلعت شرارتها الأولى، لم تأخذ إذناً من أحد، ولم تأخذ بعين الاعتبار الشرط الموضوعي المتمثل بالبيئة الإقليمية والدولية المحيطة بها، إنما هذه الثورة العفوية أتت رداً على حالة الاختناق الوطني على أكثر من صعيد، حالها حال جميع الثورات الشعبية في العالم التي اندلعت بإرادة شعبية داخلية دون مشاورة القوى الخارجية، وسعت لتحقيق تطلعات شعبها".
من جانبه، تساءل علي حاج جاسم، المهجّر من مدينة حلب، في حديث "العربي الجديد"، عن الأسباب التي تدفع الدول العربية للتعامل مع الأسد، وقال: "كيف لهذه الحكومات العربية أن تطبع مع نظام بشار الأسد بعد تهجيره لنصف الشعب السوري داخل و خارج سورية وبعد تدميره منازلهم ومدنهم، وبعد أكثر من 750 ألف معتقل في سجونه، وتغييب السوريين قسراً؟ نحن، الشعب السوري، لدينا هدف أساسي هو محاسبة النظام على جرائمه، وليس التطبيع معه، سورية لا يمثلها الأسد".
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد ألقى كلمة اليوم في اجتماع القمة العربية بمشاركة القادة العرب، في أول مشاركة له منذ تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، بسبب القمع الذي مارسه نظامه ضد الثورة عام 2011.