استمع إلى الملخص
- في مخيم صلاح الدين، يعاني السكان من نقص المياه منذ 9 أشهر، مما يضطرهم لشراء المياه بأسعار مرتفعة وتقنين استخدامها بشكل كبير.
- توقف دعم الأمم المتحدة والمنظمات المحلية أدى إلى تفاقم الوضع، حيث يعاني 991 مخيمًا من انقطاع كامل لدعم المياه، مما يجعل الحياة في المخيمات شبه مستحيلة.
يُواجه النازحون في مخيمات الشمال السوري أزمة مياه غير مسبوقة، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، بالإضافة إلى توقف دعم مشاريع الإصحاح عن حوالي ألف مخيم في المنطقة، ما فاقم الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لقاطنيها، في ظل غياب مادة حيوية وضرورية للحياة.
في مخيم صلاح الدين قرب مدينة سرمدا بريف إدلب، تحكي روضة لبادي، النازحة من حي القابون في مدينة دمشق، لـ"العربي الجديد"، عن المعاناة التي تعيشها للحصول على الماء، وكيف تتحمل أعباء كثيرة رغم ما تعانيه من مرض وحرارة في الخيمة. تقول: "الماء هو الحياة، وبدونه لا نعيش أبدًا، وبات همّي الأكبر هو الحصول عليه. الأطفال يريدون تبريد أجسامهم والاستحمام في الصيف. منذ 9 أشهر والمياه مقطوعة عن المخيم".
ومع توقف دعم مشاريع الإصحاح عن المخيمات، عن طريق منظمات محلية أو شريكة للأمم المتحدة، كانت توفر كميات محددة من المياه عن طريق صهاريج أو من خلال شبكات مجهزة، انتهت هذه الخدمات وتُرك النازحون للبحث عن حلول فردية أو جماعية للحصول على المياه.
ويقول حمدو علي جميل، النازح المقيم في مخيم صلاح الدين، لـ"العربي الجديد": "نشتري المياه من الصهريج بـ300 ليرة. نجمع المال للقيام بهذه الخطوة. الحرّ شديد والحاجة للمياه كبيرة، إننا نقننها بشكل كبير ونتعامل معها بحذر. خلال الأسبوع نستحم مرة واحدة، إما أن نستخدمها للشرب أو للغسل. لا عمل هنا ولا دخل، وأنا مثل الكثيرين لديّ 8 أشخاص في الأسرة، والبرميل لا يكفي... نريد حلاً".
معاناة مركّبة في مخيمات الشمال السوري
تعيش معظم العائلات في مخيمات الشمال السوري بين ضيق الحصول على رغيف الخبز والمياه. وهذا ما تشير إليه أم محمد، النازحة في المخيم نفسه، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، تقول: "ليس لدينا ما يكفي لشراء صهريج المياه بسعر 300 ليرة. لا نملك حتى ثمن الخبز. نحتاج إلى المياه ولا نملك المال لشرائها. نشتري الخبز والماء بالاستدانة. الوضع مأساوي، والحر لا يحتمل في الخيام، وأحيانًا يصاب الأطفال بالدوخة بسبب الشمس".
أما جميل جمعة لطفو فيقول لـ"العربي الجديد": "الوضع في المخيم مأساوي. نحن 70 عائلة منذ شهر 12 بعد قرار الأمم المتحدة بتوقيف المساعدات وضخ المياه، النتيجة كانت كارثة كبيرة. نريد المياه، أصبحنا نتيمم بالتراب للصلاة، والحر هنا لا يطاق. نأمل أن يساعدونا بتوفير المياه، نريد أن نشرب المياه ونستحمّ. الخيمة لا تطاق ونجلس تحت الأشجار هربًا من "الجحيم". توقفت المساعدات وخدمات المياه والإصحاح. نرجو أن يساعدونا".
وتشير إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، إلى وجود 991 مخيما شمال غربي سورية تعاني من انقطاع دعم المياه بشكل كامل من أصل 1904 مخيمات.