استشهد شاب فلسطيني فيما أصيب آخرون، اليوم الجمعة، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرات وفعاليات ضد الاستيطان وإقامة بؤر استيطانية، في عدة مناطق من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة.
واستشهد الشاب محمد فؤاد البايض (17 عاماً)، خلال مواجهات شهدتها قرية أم صفا شمال غربي رام الله (وسط)، فيما أصيب شاب آخر بجروح خطيرة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الفتى البايض متأثراً بجروحٍ حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في الرأس، في قرية أم صفا شمال غربي رام الله.
والشهيد البايض من مخيم الجلزون شمال رام الله وهو يتيم الأب يعيش مع والدته في قرية أم صفا، بحسب ما أفادت مصادر محلية "العربي الجديد".
من جهته، أكد الناشط منصور طناطرة، لـ"العربي الجديد"، أن الفتى البايض أصيب برصاص الاحتلال في الرأس، كما أصيب شاب آخر بجروح خطيرة إلى متوسطة بالرصاص في بطنه.
وتحدث طناطرة أنّ مسيرة سلمية انطلقت من أم صفا رافضة إقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية، لكن قوات الاحتلال قمعتها، ولاحقت الشبان إلى داخل القرية، وأطلقت الرصاص باتجاههم، ما أوقع إصابتين، كان الشهيد محمد البايض إحداهما.
وأشار إلى نقل الإصابتين إلى المستشفى الاستشاري برام الله لتلقي العلاج حتى أعلن عن استشهاد محمد البايض، فيما وصفت إصابة الشاب الآخر بأنها متوسطة إلى خطيرة.
عاجل| إصابات خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال في قرية أم صفا شمال رام الله. pic.twitter.com/dZIJ2mFN8u
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 21, 2023
اشتباكات بين الاحتلال ومقاومين في بيت أمر
في الأثناء، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال نتيجة اعتدائها على جنازة قرب مدخل بلدة بيت أمر شمالي الخليل (جنوب)، ما أسفر عن إصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي في يده، فيما أصيب جندي بشظايا كوعٍ متفجر (قنبلة محلية الصنع)، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال منسق اللجان الشعبية في بيت أمر، يوسف أبو ماريا، لـ"العربي الجديد"، إن مواجهات عنيفة اندلعت جراء اعتداء قوات الاحتلال على الجنازة، من ثم تطورت الأمور حين أصيب جندي من الجيش بكوع متفجر، حيث حضرت سيارة الإسعاف الإسرائيلية لنقل الإصابة واشتدت حدّة المواجهات.
وأشار أبو ماريا إلى أن شاباً أصيب بالرصاص الحي في يده، وآخرين أصيبوا بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع وتم نقلهم للعلاج في مركز البلدة الطبي.
ووفق أبو ماريا فقد "سمع صوت إطلاق نار أكثر من مرة صوب قوات الاحتلال، فعزز جيش الاحتلال قواته وأغلق مدخل البلدة ثم أطلق النار بشكل عشوائي ومخيف"، مشيراً إلى أن "الأجواء لا تزال متوترة في البلدة مع تخوفات من اقتحام واسع".
ونشرت قناة "كتائب شهداء الأقصى - الضفة الغربية" عبر "تليغرام" بياناً جاء فيه: "تمكن مقاتلونا في كتيبة بيت أمر الرد السريع، من استهداف قوات الاحتلال الموجودة على مدخل البلدة بوابل من الرصاص، محققين إصابة بالغة لجنود الاحتلال وانسحاب مقاتلينا إلى قواعدهم بسلام".
ويستمر الاحتلال في الوجود بالنقطة العسكرية قرب مدخل بيت أمر رغم فتح الطريق الجديد الواصل بين مستوطنة جوش عتصيون المقامة جنوب بيت لحم، مروراً بمحاذاة مخيم العروب شمال الخليل وصولاً إلى مستوطنات الاحتلال المقامة على أراضي الخليل، وفق أبو ماريا.
وبين أبو ماريا أن الاحتلال افتتح طريقاً لتجنب مرور المستوطنين من أمام مدخل بيت أمر وإلقاء الحجارة عليهم، ما يعني عدم وجود مبرر لوجود قوات الاحتلال على المدخل بعد تغيير مسار مركبات المستوطنين.
إصابات بالاختناق شرق نابلس
إلى ذلك، قال الصحافي محمد أبو ثابت، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات الاحتلال أوقعت إصابات عدة بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع إثر قمعها المسيرة الأسبوعية المناهضة لإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة الشمالية الشرقية من أراضي قرية بيت دجن شرق نابلس (شمال).
كذلك، أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت عقب قمع الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية (شمال)، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
تزامناً، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلّين الذين أدوا صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام المقامة في حي البستان ببلدة سلوان جنوبي القدس المحتلة، الرافضة لمخططات الاحتلال هدم المنازل وتهجير الأهالي.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت تجاه المصلين، ورشّتهم بالمياه العادمة، واعتدت عليهم بالضرب.
إلى ذلك، أدى نحو خمسين ألف مصلٍّ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال.
واقتلع مستوطنون عشرات أشجار الزيتون المعمّرة من أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم (جنوب) تعود للفلسطيني محمود يعقوب دعدوع.
واقتحم مستوطنون، بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، مخيم عين السلطان شمال غربي مدينة أريحا (شرق)، لأداء طقوس تلمودية، ما أدى لاندلاع مواجهات بين الشبان وتلك القوات.