واصلت طائرات التحالف الدولي تنفيذ ضرباتها الجوية، مستهدفة عدة مناطق في مركز مدينة الموصل والقرى والنواحي التابعة لها، ومخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، فضلاً عن مقتل عدد من المدنيين، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة أهالي الموصل بسبب الحصار العسكري الخانق الذي تفرضه قوات الجيش العراقي.
وأعلنت قيادة عمليات نينوى، في بيان صحافي، أنّ "طائرات التحالف الدولي شنّت اليوم العديد من الغارات الجوية، مستهدفة مواقع لتنظيم داعش في مناطق متفرقة بمدينة الموصل وأطرافها أسفرت عن تدمير مسجد ابن ماجة الذي استخدمه التنظيم مقرّاً له".
وأشارت إلى أنّ "الطائرات استهدفت أيضاً معمل أدوية نينوى، والذي يقع قرب قضاء تلكيف شمال الموصل، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه ومقتل عدد من عناصر داعش كانوا يتواجدون داخله"، مضيفة أنّ "الطائرات استهدفت أيضاً رتلا لداعش مكونا من عدة مركبات كانت في طريقها في حي الشرطة شمالي الموصل، ما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر التنظيم كانوا ضمن الرتل".
وفي السياق، أعلنت القيادة المركزية لعمليات التحالف الدولي أن "طائرات التحالف نفذت في الساعات الأربع والعشرين الماضية تسع طلعات جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في العراق"، وبينت أن "ثلاثاً من هذه الطلعات نفذت قرب الموصل واثنتين قرب القيارة جنوب الموصل، وواحدة في تلعفر غرب الموصل".
وكانت قيادة التحالف الدولي قد أعلنت عن تكثيف غاراتها الجوية ضد تجمعات "داعش" في مدينة الموصل والنواحي التابعة لها، تمهيداً للعملية العسكرية الوشيكة التي ستشنها قوات الجيش العراقي وأفواج من جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة لاستعادة السيطرة على المدينة التي تمثل آخر معقل لتنظيم "داعش" في العراق.
إلى ذلك، أكّدت مصادر محلية من داخل المدينة، أنّ أهالي الموصل يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة جراء استمرار سيطرة "داعش" على المدينة.
وأوضحت المصادر، خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، أنّ "معاناة الأهالي ازدادت بسبب الحصار العسكري والاقتصادي والعمليات العسكرية والقصف المتواصل، والذي أدى إلى قتل كل أشكال الحياة في المدينة".
وقال أحد الأهالي، والذي لم يكشف عن اسمه، إنّ "أهالي الموصل يواجهون ضائقة مالية كبيرة، وإنّ الأسواق باتت خالية من البضائع والناس لا يجدون المال الكافي بسبب انقطاع الرواتب الحكومية عن آلاف الموظفين الذين لم يغادروا المدينة، فضلاً عن تعطل المعامل الأهلية والحكومية عن الإنتاج بسبب نفاد المواد الأولية أو بسبب تعرضها للقصف من طائرات الجيش والتحالف الدولي".
وتابع، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "أسواق الموصل بدت خالية من المتبضعين والمارة بسبب إغلاق المحال التجارية لأبوابها بعد نفاد بضائعهم، إضافة لخطورة التواجد في الأسواق خشية من استهدافها بالغارات الجوية كما حصل سابقاً عدة مرات".
وكان تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته الكاملة على مدينة الموصل في يونيو/ حزيران 2014 بعد انهيار قوات الجيش والشرطة المحلية في مدينة الموصل.