وصل وزير الخارجية الأذربيجاني، جيحون بايراموف، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة هي الأولى لمسؤول أذربيجاني لإيران، بعد المواجهات الأخيرة في منطقة ناغورنو كاراباخ بين يريفان وباكو، التي انتهت باتفاق بين الطرفين بعد انتصارات ميدانية كبيرة حققتها دولة أذربيجان، من خلال استعادة السيطرة على أجزاء مهمة من المنطقة المتنازع عليها.
وفي تصرّف لافت له دلالاته، استبق بايراموف زيارته لإيران بإجراء اتصال هاتفي مساء أمس الثلاثاء مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي.
وبعد وصوله إلى الأراضي الإيرانية اليوم، توجه وزير الخارجية الأذربيجاني إلى مقر الرئاسة الإيرانية لإجراء مباحثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، ليؤكد الأخير استعداد بلاده للعب "دور بنّاء في المساعدة على تعزيز وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، وإرساء الاستقرار في هذه المنطقة"، فضلاً عن إعلان استعدادها أيضاً لـ"المشاركة في إعادة إعمار المناطق المحررة في كارباخ".
واعتبر الرئيس الإيراني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أنه "بالنظر إلى علاقات الجيرة بين البلدين، والإمكانات والقدرات الإيرانية، فإن مشاركة إيران في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب تكون لمصلحة البلدين".
وعرّج على مواقف طهران من التطورات الأخيرة في كاراباخ، وقال إنها "كانت صريحة وشفافة وداعمة لوحدة الأراضي الأذربيجانية"، معرباً عن السعادة لـ"انتهاء الحرب، وتحرير المناطق الأذربيجانية المحتلة، واستتباب وقف إطلاق النار".
وأشاد روحاني بالعلاقات بين طهران وباكو، معتبراً أنها "جيدة وأخوية"، مع تأكيد أن "إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تنمية العلاقات مع جمهورية أذربيجان"، معرباً عن أمله في أن "تتوسع هذه العلاقات في ظل الفرصة الناتجة من الظروف الدولية الجديدة".
وفي تفسيره لهذه الظروف، اعتبر الرئيس الإيراني أنه "بعد انتهاء عهد (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في الولايات المتحدة، ومجيء إدارة جديدة فيها، نشعر بأن الدول ستكون أمامها ظروف أفضل للتعاون".
وفي السياق، دعا روحاني إلى تنمية العلاقات التجارية بين إيران وأذربيجان، مشيراً إلى اتفاقيات اقتصادية سابقة بين البلدين، مثل مشروع خط حديدي لربطهما ببعض، ليدعو إلى التسريع في تنفيذ هذه الاتفاقيات، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الطاقة.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية، فإن وزير الخارجية الأذربيجاني قدّم شكر بلاده على دعم إيران لوحدة الأراضي الأذربيجانية، معتبراً أن "إيران بلد صديق وجار جيد"، مع التأكيد أن باكو بصدد "تعزيز العلاقات مع إيران في جميع المجالات".
وأشار بايراموف إلى تحرير الجيش الأذربيجاني مناطق محتلة في كاراباخ على الحدود مع إيران، وعودة 132 كيلومتراً من الحدود المشتركة إلى سيطرة باكو، مؤكداً أن هذه الحدود "ستكون حدود الصداقة والتنمية، ونحن على قناعة بأن إحياء هذه الحدود من شأنه أن يطلق مشاريع تعاون جديد بين البلدين".
وخلال اللقاء، أدان الوزير الأذربيجاني اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة أخيراً بالقرب من طهران، قائلاً إن "اغتيال أي عالم ليس مقبولاً بتاتاً، ونحن ندين هذه الخطوة بشدة".
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية الأذربيجاني بعد لقائه روحاني، مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.