عائلات حي الشيخ جراح تطالب الدبلوماسيين الأوروبيين بعدم مساواتها بالاحتلال وضرورة محاسبته

11 مايو 2021
الأهالي يتشبثون بحقهم في منازلهم وعدم الرضوخ لجرائم الاحتلال (حازم بادر/فرانس برس)
+ الخط -

طالبت عائلات حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، المهدد أفرادها بالترحيل من منازلهم لصالح المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الثلاثاء، الأوروبيين بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحقهم.

وجاء ذلك خلال لقاء وفد من قناصل الدول الأوروبية، اليوم، بممثلي العائلات الفلسطينية المهددة بالترحيل من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس، في لقاء هدف للاطلاع على أوضاع أفراد هذه العائلات وآخر التطورات المتعلقة بقضيتهم.

وقال عارف حماد، أحد أصحاب المنازل المهددة بالترحيل، وعضو لجنة حي الشيخ جراح، خلال اللقاء: "نحن نطالبكم بمحاسبة إسرائيل، وأن لا تظل فوق القانون، وتمارس هذه الإجراءات كل يوم دون أن تجد من يردعها"، مشدداً على أنه "لا يمكن المساواة بين العائلات والاحتلال".

من ناحيته، أكد منسق الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس زكريا عودة على أهمية لقاء أهالي الشيخ جراح بالأوروبيين، خاصة إثر البيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي على خلفية ما يجري في الشيخ جراح، والذي ساوى بين العائلات المهددة بالترحيل وسلطات الاحتلال، محملا إياهما المسؤولية، وطالبهما بـ"وقف العنف المتبادل".

وأشار عودة إلى أن وفد القناصل عرض، اليوم، موقفاً وازناً حين اعتبر أن الإجراء الإسرائيلي بحق العائلات المقدسية غير قانوني.

واستمع القناصل الأوروبيون خلال اللقاء إلى شرح تفصيلي من الأهالي في حي الشيخ جراح بشأن إجراءات الاحتلال لتهويده، والتنكيل والاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال.

وأكد الأهالي حقهم في البقاء في منازلهم وعدم الرضوخ لجرائم الاحتلال التي ترتكب بحقهم وترتقي لجرائم الحرب، مشددين على أنهم لن يعترفوا بأي قرار يقضي بترحيلهم.

وتحدث خلال اللقاء أحد أعضاء الوفد الأوروبي، وأكد على اهتمام دول الاتحاد التي تشارك في اللقاء بمتابعة قضية العائلات المهددة بالإخلاء، مشيداً بـ"صمود تلك العائلات وثبات موقفها"، دون أن يغفل أيضاً أهمية المواقف الدولية بشأن هذه القضية.

وأكد القناصل الأوروبيون أن ما يجري في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى في مدينة القدس من ترحيل عدد من العائلات الفلسطينية "يثير القلق الشديد، وهي أعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوتر على الأرض".

ودعا القناصل، في بيان صدر عنهم عقب زيارتهم لحي الشيخ جراح، سلطات الاحتلال إلى "التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوتر الحالي في القدس، وتجنب أعمال التحريض حول المسجد الأقصى، واحترام الوضع الراهن".

أكد الأهالي حقهم في البقاء في منازلهم، وعدم الرضوخ لجرائم الاحتلال التي ترتكب بحقهم وترتقي لجرائم الحرب، مشددين على أنهم لن يعترفوا بأي قرار يقضي بترحيلهم

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في تصريح له اليوم: "أمس جمعنا سفراء وممثلي الدول والمنظمات والسلك الدبلوماسي المعتمد لدى فلسطين، ودعوناهم للتحرك فوراً من أجل وقف انتهاكات الاحتلال في مدينة القدس والمقدسات فيها، ووقف محاولات مصادرة منازل المواطنين وتهجيرهم منها".

وشدد اشتية على أن محاولة طرد أهالي الشيخ جراح من بيوتهم "ليست مسألة قانونية، بل سياسية، والقضاء الإسرائيلي موجه سياسياً ضد الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة". وأشار إلى أن "انتفاض أبناء القدس بوجه المستعمر يعكس الأهمية الوجدانية للمدينة المقدسة لدى كل فلسطيني، وأعاد القضية الفلسطينية إلى أجندة أولويات العالم".

 

"رايتس ووتش": تأكيد للفصل العنصري

إلى ذلك، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن عمليات الترحيل المخطط لها في حي الشيخ جراح "تأكيد على حقيقة الفصل العنصري التي يواجهها ملايين الفلسطينيين".

وجاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها مدير المنظمة الحقوقية الدولية في إسرائيل وفلسطين عمر شاكر، الثلاثاء.

وأضاف شاكر: "تنبع عمليات إخلاء الشيخ جراح المخطط لها من سياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في الحفاظ على أغلبية يهودية صلبة في القدس (..) والتأكيد على حقيقة الفصل العنصري التي يواجهها ملايين الفلسطينيين".

وانتقد شاكر تعامل سلطات الاحتلال مع المتظاهرين الفلسطينيين في القدس، بما في ذلك داخل المسجد الأقصى وحوله، والتي "تنبع من ممارسة ممنهجة للقوة المفرطة".

وقال مدير المنظمة الحقوقية إن "تصعيدا كبيرا يحدث الآن في إسرائيل وفلسطين، مع تداعيات كبيرة على حقوق الإنسان". وأوضح أن حكومة الاحتلال تحاول طرد فلسطينيي حي الشيخ جراح "بموجب قانون يسمح لليهود الإسرائيليين بالاستيلاء على منازلهم"، وفق ما نقلت "الأناضول".

كما عبرت "هيومن رايتس ووتش"، على سلان شاكر، عن قلقها لمقتل عدد من الفلسطينيين في التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة.