قالت عائلة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة إنها تلقت دعوة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لزيارة واشنطن ولقائه هناك، فيما لم يُرَدّ حتى الآن على طلب العائلة لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال أنطون أبو عاقلة، شقيق شيرين في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن العائلة بعثت رسالة إلى الإدارة الأميركية تطلب فيها لقاء بايدن خلال زيارته الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى أنه لم يُرَدّ على طلبهم إلى الآن.
وتابع: "نأمل أن يكون هناك رد إيجابي من الإدارة الأميركية، وما زال هناك وقت لترتيب مثل هذا اللقاء، ولدينا أمل أن يتم ترتيب ذلك بما أن زيارة الرئيس الأميركي قد بدأت الأربعاء، وسوف تنتهي بعد ظهر يوم الجمعة".
وقال أبو عاقلة: "يوم الأربعاء، تواصل معنا وزير الخارجية الأميركي بلينكن هاتفياً، وأكدنا ذات الطلب، وهو ترتيب لقاء مع الرئيس الأميركي بايدن، واستمرار التحقيق في مقتل شيرين، وتدخل وكالة الاستخبارات الأميركية الداخلية بالتحقيق وإجراء تحقيق مهني وشفاف، ومحاسبة إسرائيل على اغتيال شيرين".
وتابع أبو عاقلة: "طالبنا بلينكن بتغيير الإعلان الذي أصدره المنسق الأميركي في الرابع من الشهر الجاري، حول نتائج التحقيق في اغتيال شيرين".
وقال أبو عاقلة: "لقد أخبرنا بلينكن أن لدينا شكاً في أن نتائج التحقيق التي أعلنها المنسق الأميركي لم تكن نتيجة عمل وتحقيق أميركي، وإنما مصدرها الاحتلال الإسرائيلي وليس الجهات الأميركية، لأن هذا الإعلان لا يعتمد على أية حقائق، ولم يتم التشاور مع العائلة حول الرصاصة التي تم فحصها، ولا نعرف حقيقة ما هي الرصاصة التي قالوا إنهم فحصوها".
وتابع: "طلبنا من الحكومة الأميركية أن تتبع ذات الإجراءات التي تتبعها في قضايا قتل أي أميركي يحمل الجنسية الأميركية خارج الأراضي الأميركية".
وحول رد بلينكن، قال أنطون أبو عاقلة: "وعدنا بأن يكون هناك تواصل من جهته بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن يدعم إجراء تحقيق شفاف من قبل الطرفين لمحاسبة المسؤولين، وقدم لنا دعوة لزيارة واشنطن ولقائه هناك". وأكد أبو عاقلة أنّ "قضية شيرين لن تنتهي إلا بمحاسبة المسؤولين عن اغتيالها".
في المقابل، دعت الولايات المتحدة إلى "المساءلة" بخصوص اغتيال شيرين أبو عاقلة.
وفي تصريحات للصحافيين على متن طائرة الرئاسة مع بايدن خلال توجهه إلى المنطقة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إنّ "الإدارة، بتوجيه من الرئيس، كانت منخرطة للغاية في المساعدة في محاولة تحديد ما حدث بالضبط بخصوص الظروف المأساوية لوفاتها".
وأضاف وفق ما أوردته وكالة "رويترز": "يتعين أن تُبذل جهود في المساءلة والتأكد من أن نجد طريقة لطيّ هذه الصفحة بشكل عادل. كانت صحافية، مواطنة أميركية. الرئيس، وزير الخارجية، الفريق بأكمله يشعر بحزن من أجل الأسرة".
وستكون محادثات بايدن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية يوم الجمعة هي الأولى بين رئيس أميركي وزعيم فلسطيني منذ عهد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وقاطع الفلسطينيون إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بسبب انحيازها لإسرائيل.
واحتشد صحافيون فلسطينيون في مدينة غزة اليوم الأربعاء للمطالبة "بالعدالة" لشيرين أبو عاقلة، التي كانت واحدة من أبرز الصحافيين الذين يغطون العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وقال مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، محمد ياسين: "جئنا في سياق استقبال الرئيس الأميركي بايدن في زيارته الأولى للمنطقة كي نطالب بضرورة حماية الصحافيين الفلسطينيين ومحاسبة الاحتلال على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة التي كانت تحمل الجنسية الأميركية".
وأضاف ياسين أن 50 صحافياً فلسطينياً قُتلوا على يد إسرائيل منذ عام 2000.
وكان منسق الأمن الأميركي قد أعلن في بيان رسمي أصدرته الخارجية في الرابع من الشهر الجاري، أن الشهيدة أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بإطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي، لكن قتلها لم يكن متعمداً، دون أن يحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن قتلها.
وأعلنت واشنطن في الرابع من الشهر الجاري، أن منسق الأمن الأميركي خلص بعد إطلاعه على تحقيقين منفصلين، الأول أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي، والثاني قامت به السلطة الفلسطينية، إضافة إلى التحليل الجنائي أن الشهيدة الصحافية أبو عاقلة قُتلت على الأرجح بإطلاق نار من موقع الجيش الإسرائيلي.
وذكرت الخارجية الأميركية في بيان لها "أن خبراء المقذوفات الذين عملوا تحت إشراف المنسق الأمني الأميركي، خلصوا إلى أن الرصاصة التي قتلت بها أبو عاقلة في 11 مايو/أيار الماضي، تعرضت لأضرار بالغة بشكل حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة، وأن المحققين المستقلين لم يتمكنوا من التوصل إلى نتيجة نهائية بعد تحليل جنائي مفصل للمقذوف".
وقالت الخارجية الأميركية إن المنسق لم يجد أي سبب للاعتقاد أن مقتل شيرين كان متعمداً، ولكنه كان "نتيجة لظروف مأساوية خلال عملية عسكرية"، وفق تعبير الخارجية.
وأثار البيان الأميركي غضباً فلسطينياً، حيث اتهمت عدة أطراف رسمية فلسطينية منها النيابة العامة وشخصيات رسمية فلسطينية الجهات الأميركية بالانحياز السافر للاحتلال الإسرائيلي، فيما دعت عائلة أبو عاقلة بعد صدور البيان الأميركي المحكمة الجنائية الدولية لتحقيق العدالة للشهيدة أبو عاقلة.