- خلال مسيرته، دعم الزنداني حرب اجتياح الجنوب في 1994 وثورة 2011 ضد نظام صالح، وعارض انقلاب الحوثيين، ما يعكس تحولاته السياسية وتأثيره في اليمن.
- واجه الزنداني اتهامات بدعم الإرهاب وانتقادات لادعائه اكتشاف علاج للإيدز دون أدلة، بالإضافة إلى تأسيسه لجامعة الإيمان، مما يبرز جوانب الجدل في حياته ونشاطه.
توفي الداعية الإسلامي والقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني، اليوم الاثنين، في أحد مستشفيات مدينة إسطنبول التركية، عن عمر ناهز 82 عاماً، لتطوى بذلك سيرة شخصية يمنية واكبت على مدى عقود أبرز محطات السياسة اليمنية.
وعُرف الزنداني، وهو عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، باعتباره أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، حيث شغل منصب رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وكان من أبرز مؤسسيه. كما شغل منصب عضو مجلس الرئاسة عقب تأسيس الجمهورية اليمنية في 22 مايو/أيار 1990.
واشتهر الزنداني بعلاقته الجيدة مع علي عبد الله صالح خلال معظم فترات حكم الأخير التي امتدت حتى 2012، إذ ربطتهما علاقة متينة، حيث أدى الأول دورا داعما لصالح في حرب اجتياح الجنوب في صيف 1994، من خلال تحشيد المقاتلين في صفوف تحالف حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح. ونفى الزنداني مراراً مسؤوليته عن فتاوى صدرت بهذا الخصوص واضعاً إياها في سياق "الترويج للباطل الذي ظنّه الناس صدقاً" و"الكيد السياسي".
الوصية الأخيرة، ثم فاضت الروح لباريها..
— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) April 22, 2024
العلامة #عبد_المجيد_الزنداني في ذمة الله pic.twitter.com/9DuVf5FWZz
وتلقى الزنداني دعماً سخياً من صالح لتأسيس جامعة الإيمان التي احتضنت حملة الأخير للانتخابات الرئاسية في عام 2006، في وقت كان فيه الشيخ قيادياً في التجمع اليمني للإصلاح المنضوي في إطار تحالف اللقاء المشترك المعارض لصالح، والذي أعلن ترشيحه فيصل بن شملان.
غير أن العلاقة بين الاثنين أصابها بعض الفتور مع إعلان الشيخ الزنداني تأييده ثورة 11 فبراير (شباط 2011) والمطالبة بإسقاط نظام صالح، وكانت له الكثير من المواقف المعلنة والمؤيدة للمحتجين.
وعقب انقلاب الحوثيين على الدولة، عارض الزنداني الجماعة، فيما اقتحم مسلحوها في إبريل/نيسان 2015 منزله للبحث عنه بهدف اعتقاله، ضمن حملة قادتها الجماعة لاعتقال قيادات التجمع اليمني للإصلاح، ليغادر صنعاء إلى السعودية حيث مكث فيها سنوات قبل أن ينتقل منها إلى تركيا التي أقام فيها حتى وفاته.
اشتهر الزنداني بامتلاكه علاقة وطيدة مع التيارات الجهادية، فقد كان من أبرز مؤسسي ما يعرف بالأفغان العرب، وساهم بتفويج الجهاديين العرب إلى أفغانستان لقتال الاتحاد السوفييتي، كما عرف بامتلاكه علاقات مع قيادات في تنظيم القاعدة وأبرزهم مؤسس التنظيم أسامة بن لادن.
وضعته الولايات المتحدة الأميركية في لائحة المطلوبين بتهمة دعم الإرهاب عام 2004، وفي العام 2011، طلبت الإدارة الأميركية من الحكومة اليمنية اعتقاله بالتزامن مع تجميد أرصدته من قبل مجلس الأمن.
أسس الزنداني جامعة الإيمان وترأسها، كما أسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية في مكة، بالإضافة إلى ترأسه هيئة علماء اليمن. وجعلته "براءات الاختراع" التي أعلن عنها عرضة للانتقادات كونه لم يثبت صحتها حتى وفاته، حيث كان قد أعلن في العام 2004 عن التوصل إلى علاج لمرض فقدان المناعة المكتسب الإيدز، لكنه رفض الكشف عن الوصفة تحت مبرر خوفه من السطو عليها.
ولد الزنداني سنة 1942 في مديرية الشعر بمحافظة إب وسط اليمن، وتعود جذوره إلى منطقة زندان في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء. تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب القرية، والتحق بالدراسة النظامية في مدينة عدن، ثم انتقل إلى مصر للدراسة الجامعية، والتحق بكلية الصيدلة، لكنه لم يدرس فيها إلا سنتين فقط ليتركها ويتوجه نحو العلوم الشرعية التي تتلمذ فيها على يد علماء من الأزهر.
بعد محطته في مصر، انتقل الشيخ الزنداني إلى المملكة العربية السعودية، وواصل تعليمه الديني ليحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان. خلال وجوده في السعودية، مارس التدريس في معاهدها. وعاد الزنداني إلى صنعاء عقب انقلاب 5 نوفمبر (تشرين الثاني 1967) الذي أطاح فيه القاضي عبد الرحمن الإرياني أول رئيس للجمهورية الوليدة الرئيس عبد الله السلال.
أدار عقب عودته معهد النور العلمي ومارس التدريس في عدد من المؤسسات التعليمية ذات التوجه الديني. وتولى عدداً من المناصب بينها إدارة الشؤون التعليمية في وزارة التربية والتعليم، ليعين بعدها رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه سنة 1975، قبل أن يعين في وزارة المعارف.
وللزنداني العديد من المؤلفات، من أهمها: "تأصيل الإعجاز العلمي"، و"علم الإيمان"، و"طريق الإيمان"، و"نحو الإيمان"، و"التوحيد"، و"البينة العلمية في القرآن الكريم".