تظاهر عشرات المحتجين، اليوم السبت، في محيط مقر الرئاسة اللبنانية في العاصمة بيروت؛ للمطالبة بـ"رحيل" السلطة وتشكيل حكومة انتقالية مستقلة، فيما حذر "التيار الوطني الحر" مما وصفه بـ"إقصاء رئاسة الجمهورية" والكتل البرلمانية من مفاوضات تشكيل الحكومة.
وبحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، فقد انطلق المتظاهرون عصراً سيراً على الأقدام من منطقة الشيفروليه باتجاه القصر الرئاسي في بعبدا جنوبي بيروت، وسط هتافات تدعو إلى "محاسبة منظومة الفساد"، قبل الوصول إلى محيط القصر الرئاسي.
ورفع المحتجون لافتات طالبوا فيها برحيل الطبقة السياسية الحالية وتشكيل حكومة انتقالية مستقلة من خارج المنظومة الحاكمة، وتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين بانفجار مرفأ بيروت، فيما فرضت عناصر الجيش اللبناني طوقاً أمنياً ومنعوا المتظاهرين من الاقتراب أكثر باتجاه القصر الجمهوري، من دون أي مواجهات.
وألقت إحدى الناشطات، تدعى جوانا مجذوب، كلمة خلال الوقفة، قالت فيها إنّ "هذه السلطة لا يمكن أن تؤتمن على إنقاذ وإدارة الدولة، ولا على تلبية تطلعات شعب يفتقد لأبسط مقومات الحياة من طب وغذاء وكهرباء". واستمرت الوقفة قرابة ساعتين.
على الصعيد السياسي، حذر "التيار الوطني الحر"، أكبر كتلة مسيحية في لبنان وفق "رويترز"، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اليوم السبت، من تهميش الرئيس ميشال عون وكتل نيابية أخرى في المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة.
ويدور خلاف منذ أشهر بين الحريري وعون حول تشكيل الحكومة، ما يبدد الآمال في تغيير مسار الانهيار المالي المتفاقم في لبنان.
ويقول الحريري إنّ "التيار الوطني الحر" يحاول إملاء من يشغل مقاعد مجلس الوزراء، حتى يكون له حق النقض (الفيتو) على القرارات.
واتهم "التيار" الذي يرأسه جبران باسيل، وهو أيضاً صهر عون، الحريري بمحاولة حشد غالبية من أنصاره.
وجاء في بيان للكتلة أنّ المجلس السياسي لـ"التيار الوطني الحر" يحذر من "خطورة المنحى الإقصائي الذي ينتهجه دولة الرئيس المكلف في تعامله مع رئيس الجمهورية ومع الكتل البرلمانية المعنية".
ويتمسّك الحريري بشروطه لناحية حكومة اختصاصيين غير حزبيين مؤلفة من 18 وزيراً، لا ثلث معطّلاً فيها، بينما يصرّ الرئيس عون، بحسب رواية الرئيس المكلف، على الثلث المعطّل، وهو ما لن يرضى به الحريري مطلقاً.
إلى ذلك أوردت "رويترز" عن مصادر أمنية قولها إنّ ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون بجروح في بعلبك بوادي البقاع اللبناني، اليوم السبت، في اشتباكات مستمرة مع الجيش بعد مقتل أحد الهاربين أثناء محاولته عبور نقطة تفتيش.
وقالت المصادر إنّ هارباً يقود سيارة حاول عبور نقطة تفتيش تابعة للجيش من دون توقف، ثم أطلق النار من سلاح، مضيفة أن تبادل إطلاق النار وقع بعد ذلك، قُتل على أثره الهارب واندلعت اشتباكات في المنطقة مع أفراد من عشيرته.