صرح الوزير الإسرائيلي في المجلس الوزاري المصغّر للحرب (كابنيت الحرب) بني غانتس، رئيس حزب "هماحانيه همملختي" (المعسكر الرسمي)، اليوم الخميس، بأن "دولة إسرائيل تتعامل مع تحديات لم تشهد مثلها منذ إقامتها" (أي منذ احتلال فلسطين عام 1948)، وأن الحرب في غزة ستمر بمراحل قد تمتد سنوات.
وقال غانتس: "نحن نتواجد في حرب واسعة تتطلب المسؤولية والتروي في إعداد التحركات اللازمة والإصرار على تنفيذها. تنتظرنا تحديات ولحظات صعبة، ولكن في النهاية سنخرج أقوى من الداخل والخارج".
واعتبر غانتس أن انضمامه إلى الحكومة وتشكيل "كابنيت الحرب. كان بمثابة قرار صحيح يصب في مصلحة إسرائيل". وأضاف أن "هذه الخطوة أثبتت فعاليتها في السلوك السياسي والأمني وفي الرسالة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي والرسالة الخارجية لأعدائنا".
وعلى غرار كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، تحدث غانتس أيضاً عن مسألة إعادة الأسرى والمحتجزين. وقال في هذا السياق: "نحن نبذل جهوداً حثيثة، ليل نهار، لإعادة أبنائنا وبناتنا. نحن نفعل ذلك بكل الطرق الممكنة، وكل مسار متاح أمامنا وكل الوسائل المتاحة. إن عودتهم هي جزء لا يتجزأ من المجهود الحربي".
وأوضح غانتس: "نحن نعمل من أجل الحفاظ على الشرعية الدولية (الدعم الدولي الممنوح لإسرائيل للحرب على غزة) وتعميق تعاوننا مع حلفائنا وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وأنا أتخذ القرارات فقط وفقاً لمصالحنا الواسعة".
وأكد غانتس أن الحرب "ستدخل قريباً مراحل إضافية وبقوة أكبر"، مضيفاً: "نحن كقيادة ندرك الصعوبات وتأثيرات مدة القتال علينا جميعاً. وأؤكد لكم أن الاعتبار الوحيد الذي نضعه نصب أعيننا هو النصر وتغيير الوضع الاستراتيجي في الجنوب، وإعادة بناتنا وأبنائنا".
وحول الاجتياح البري لقطاع غزة، قال الوزير في "كابنيت الحرب": "سنعمل على إعادة تشكيل المنطقة"، مضيفاً أن الحرب في غزة "ستستمر في أراضي القطاع وفي عمقه، في كل زمان ومكان يكون فيه ذلك ضرورياً. والتوغل البري ليس سوى مرحلة واحدة من مسار طويل الأمد، يشمل رؤى أمنية وسياسية واجتماعية ستستمر لسنوات".
وسبق أن صرح مسؤولون إسرائيليون بأن الحرب قد تستمر لأسابيع أو أشهر ، وحديث غانتس عن سنوات قد يدل على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تزال حائرة في أمر غزة ومرحلة ما بعد الحرب.
وقد يتماشى ذلك مع افتقاد خطة واضحة للتعامل مع القطاع، عدا عن إدراك إسرائيل بأن هدف القضاء على حماس يستحيل تحقيقه، باعتراف خبراء أمنيين ومحللين إسرائيليين.
وينسجم ذلك أيضاً مع كون حماس حركة متعددة الأذرع، السياسية والعسكرية، وأن قياداتها موزعة بين غزة وعدة دول، والتالي فإن انهاءها يتطلب من إسرائيل العمل لسنوات طويلة وفي عدة مواقع وعلى عدة مستويات، فضلاً عن حاجتها للقضاء على فكر حماس في غزة وبين الفلسطينيين وهو أمر يستحيل تحقيقه، بحسب متابعين.
ولم تجد إسرائيل أي سيناريو يناسبها حتى الآن، بشأن من يخلف حماس في غزة وجميع التصورات التي طُرحت من قبل خبراء ومحللين أمنيين وسياسيين، قارنت بين السيئ والأسوأ بالنسبة لدولة الاحتلال.