غوتيريس: غزة المكان الأخطر في العالم لإيصال المساعدات الإنسانية  

28 سبتمبر 2024
غوتيريس يتحدث أمام مجلس الأمن عن الوضع في غزة، 27 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". وجاءت تصريحاته خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً، الجمعة، على مستوى وزراء الخارجية لنقاش الوضع في غزة، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى في نيويورك. وترأس الجلسة رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت غولوب، حيث تترأس بلاده مجلس الأمن لهذا الشهر. كما حضره رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وعدد من وزراء الخارجية لدول ليست أعضاء بمجلس الأمن بمن فيهم وزراء خارجية السعودية ومصر والاتحاد الأوروبي ولبنان والأردن ومصر وإيران والنرويج.

وقال غوتيريس "إنه ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل والأعمال العدائية عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال. كما أصيب عدد لا يحصى من الفلسطينيين الآخرين، وتشوهوا، وتعرضوا لصدمات نفسية مدى الحياة". وقال إنه لم ير "خلال ولايته بصفته أميناً عاماً للأمم المتحدة حجماً مشابهاً من القتل والدمار في أي صراع لما يحدث في غزة".

وتحدث عن نزوح جميع سكان غزة والكثير منهم أكثر من مرة "ولم يعد لديهم مكان آمن يذهبون إليه، ونصف المشردين من الأطفال. ويعيش الجميع في ظروف مروعة مع وصول محدود للغذاء والمياه والصرف الصحي والمأوى والرعاية الصحية". وأضاف: "وفي مواجهة هذا الدمار، أصبح القانون الإنساني الدولي في حالة يرثى لها". وأشار إلى فتوى محكمة العدل الدولية وقرارات الجمعية العامة وإلى ضرورة أن تنفذها إسرائيل. كما تحدث عن تقييد ومنع وسائل الإعلام الدولية من تغطية الحرب على غزة ودخولها إلى القطاع.

وتوقف كذلك عند الوضع في لبنان وقصف إسرائيل لبيروت و"المقر الرئيسي لحزب الله". وحذر غوتيريس من أن "الحرب في لبنان قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد الذي قد يشمل قوى خارجية". وعبر عن تأييده للاقتراح الداعي إلى وقف إطلاق نار مؤقت، مما يسمح بتسليم المساعدات الإنسانية وتمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات الجادة من أجل تحقيق سلام دائم عبر الخط الأزرق.

ووصف غوتيريس غزة بالمكان "الأكثر خطورة في العالم في ما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية". وتحدث عن "مقتل 225 من موظفي الأمم المتحدة في غزة، أغلبهم من الفلسطينيين". وشدد على ضرورة التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن القتل. وتطرق كذلك "للحملة والمعلومات المضللة ضد مسؤولي الأمم المتحدة وكياناتها".

من جهته، تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، عن الوضع في الضفة وغزة والقتل والمجازر المرتكبة. وأشار إلى أن مجلس الأمن لم يقر الإجراءات التي من شأنها "كبح جماح الحكومة الإسرائيلية والتي ترى في الحرب والعدوان استراتيجية سياسية للبقاء في الحكم". ثم توقف عند الجرائم الإسرائيلية في لبنان، وقال: "وبعدما نكلت بالشعب الفلسطيني نراها اليوم تفتح نيرانها على الشعب اللبناني الشقيق".

وتحدث مصطفى عن المعايير المزدوجة في تنفيذ القرارات الدولية. وأشار في الوقت ذاته إلى التضامن الكبير الذي لمسه خلال اجتماعات الجمعية العامة رفيعة المستوى مع الشعب الفلسطيني. وتساءل حول ما إذا كان مجلس الأمن سيكتفي بالتنديد والمطالبة فقط، مطالبا المجلس بتفعيل أدواته التي "تجبر إسرائيل على الامتثال لحفظ وصون الأمن والسلم الدوليين". وأضاف: "إلى متى سيكون الفصل السابع محرما على إسرائيل؟ هل تنتظرون كارثة أكبر أو حربا أوسع، أم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟".

وشدد على ضرورة صياغة خطة واضحة المعالم ودولية تشمل إجراءات جذرية لتغيير الواقع على الأرض بما فيها "الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها في الأمم المتحدة وتطبيق فتوى محكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة ذات الصلة، والذي يطالب بأن تنهي إسرائيل احتلالها خلال 12 شهرا". وشدد أيضا على ضرورة دعم "التعاون الدولي لإنهاء الاحتلال الذي أعلن عنه يوم الخميس من أجل تحقيق حل الدولتين".

إلى ذلك، قال رئيس وزراء سلوفينيا، روبرت غولوب، إن بلاده تعمل على مشروع قرار في مجلس الأمن حول المساعدات الإنسانية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. فيما قال وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، إن بلاده طلبت عقد الاجتماع لتسليط الضوء على ما تشهده غزة "والتصعيد الإسرائيلي الخطير الذي ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة قد تعصف بأمن الجميع". وتحدث عن المسؤولية الدولية وعدم القبول بالذرائع المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. كما تطرق إلى اجتماع المجلس عشرات المرات لكنها لم تسفر إلا عن اعتماد قرارين يطالبان بوقف إطلاق النار. وقال إن الاحتلال "لم يعر لهما أي اعتبار أو تقدير أو احترام بل استمر في حربه وانتهاكاته دون أي ردع دولي حاسم أو إدانة صريحة".  

أما وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فاستهل حديثه بالإشارة إلى تداعيات التصعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مناطق أخرى، مشدداً على أن السبب الرئيسي للأزمة هو "الاستمرار بعدم حل القضية الفلسطينية". وتحدث عن "مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين خلال عام واحد فقط". وتوقف عند الوضع في لبنان و"مقتل أكثر من 500 شخص خلال يومين منهم خمسون طفلاً". وقال إن إسرائيل تنتهك سيادة لبنان وأدان ما تقوم به. ودعا في الوقت ذاته إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية. وشدد على ضرورة أن يستخدم مجلس الأمن الآليات المتاحة لديه لتنفيذ قراراته.

المساهمون