فرحة فلسطينية تعمّ القدس والضفة الغربية بعد "طوفان الأقصى"

07 أكتوبر 2023
مسيرات جماهيرية تعبيراً عن الفرح بعملية "طوفان الأقصى" (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -

بعد دويّ الانفجارات في القدس ومحيطها، بالإضافة إلى عدد من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، سادت الفرحة والبهجة أوساط الفلسطينيين. وشهدت مدن الضفة الغربية والقدس، اليوم السبت، مسيرات جماهيرية، تعبيراً عن الفرحة بعملية "طوفان الأقصى".

ورفع الفلسطينيون هتافات التكبير في العديد من المناطق، وفي داخل البلدة من القدس ومحيطها وعلى أبواب المسجد الأقصى. وشهد المسجد الأقصى هروب عدد كبير من المستوطنين عند سقوط الصواريخ، في مقابل قيام المقدسيين بالتهليل والتكبير، تعبيراً عن فرحهم.

مئات الفلسطينيين خرجوا في معظم البلدات والأحياء الفلسطينية في المدينة المقدسة في مسيرات دعم وتأييد للمقاومة وقادتها، ورفعوا الرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية وأطلقوا مفرقعات احتفالاً بما جرى.

كذلك، أطلق الفلسطينيون هتافات التكبير، سواء داخل البلدة من القدس ومحيطها وعلى أبواب المسجد الأقصى، الذي شهد محيطه هروب أعداد كبيرة من المستوطنين من ساحة البراق.

مع ذلك، اعتدى جنود الاحتلال على شابين فلسطينيين بالبلدة القديمة من القدس، بتهمة أنهما كانا يضحكان في أثناء سقوط الصواريخ.

في مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية، خرج المئات من الشبان في مسيرات عفوية للمبايعة للمقاومة واحتفالاً بالهجوم المباغت على مستوطنات غلاف قطاع غزة. وشهدت المسيرات مشاركة العديد من المركبات التي أطلقت العنان لأبواقها، ورفع الشبان أعلاماً فلسطينية وأخرى لحركة "حماس".

وقال الشاب عبد الله الحج نايف، لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يعش في حياته يوماً كهذا الذي يعيشه اليوم"، معرباً عن فرحته بالقول: "فرحتي لا توصف. بكيت كالأطفال وأنا أشاهد المقاومين يصولون ويجولون. الحمد لله أنني عشت حتى أرى بأم عيني هذه الأحداث".

نابلس اليوم (جعفر اشتية/فرانس برس)

وفي ما يتعلق بأسرى الاحتلال، أعرب الأسير المحرر مصطفى محمد عن فرحته بما حققته المقاومة، وأشار إلى أنها وفت سابقاً بوعود بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحسين ظروفهم. ورأى أن اعتقال الجنود والمستوطنين يعتبر خطوة أولى نحو إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كافة.

وشهدت المشاركة في الفعاليات الفلسطينية رفع الهتافات التي تؤكد وقوف المشاركين إلى جانب المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك الشعار الشهير "حط السيف قبال السيف إحنا رجال محمد الضيف".

وحضر والد الشهيد وديع الحوح، الذي كان قائداً لمجموعات عرين الأسود، وكان في مقدمة المشاركين. وقال للصحافيين: "اليوم سيستريح الشهداء في قبورهم، فقد ردت المقاومة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي باغتيالهم بقتل وأسر العشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين". وأضاف الحوح: "لو كان وديع حياً، لكان أول من يلبي نداء المقاومة بكل ما استطاع من قوة".

وشهدت مدينة ومخيم جنين شماليّ الضفة الغربية مسيرات عفوية بمشاركة مقاومين مسلحين، احتفالاً ببسالة المقاومين في معركة "طوفان الأقصى". وأطلق المشاركون الهتافات لصالح المقاومة وقائدها محمد الضيف.

وفي مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، جابت مسيرات احتفالية شوارعهما، ابتهاجاً بمعركة "طوفان الأقصى".

وانطلقت المسيرات من مخيم الأمعري في مدينة البيرة، المجاورة لرام الله. وقاد المسيرة والد الشهيد محمد رمانة، الذي استشهد قبل أسبوع في منطقة جبل الطويل بمدينة البيرة، حيث تقع مستوطنة بساغوت. ثم وصلت المسيرة إلى دوار المنارة وسط رام الله والتقت مسيرة أخرى هناك.

وجابت المسيرة شوارع مدينة رام الله، وخلالها هتف المشاركون بشعارات داعمة للمقاومة، وبالأخص لمعركة "طوفان الأقصى" ولقائد كتائب القسام محمد الضيف، وأيضاً لعمليات الاعتقال والأسر لجنود الاحتلال.

عبّر عمر عساف، منسق "المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون"، في حديثه لـ"العربي الجديد"، عن أهمية هذه المسيرات في رفع شعارات تؤكد التماسك حول المقاومة، ورفع رايات حركتي "حماس" و"الجهاد" اللتين تحاول السلطة الفلسطينية منعهما، وتأكيد رفض التنسيق الأمني والاستعداد للعمل جنباً إلى جنب مع قطاع غزة.

في تعليقه على الأحداث، قال جبريل رمانة، والد الشهيد محمد رمانة، لـ"العربي الجديد"، إن "ما شهدناه اليوم من قطاع غزة يُذكر بمعركة الأحزاب التي خاضها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. حيث قال: "اليوم نحن نغزوهم ولا يغزوننا". وأضاف: "هذه رسالة للمحبطين الذين يشككون في نيّات قادة المقاومة ويظنون أنهم يبحثون عن المصالح الشخصية والكراسي. اليوم أرسلوا رسالة قوية للشعب الفلسطيني ليعلموا أنهم هنا من أجله، حيث أعلن محمد الضيف حصار مستوطنات غلاف غزة". وأشار رمانة إلى أن "مشاعره كانت مشحونة بالفرح والفخر، وأنه مازح أسرته بقوله إن ابنه محمد يشاهد الأحداث من الجنة".

وبسبب إغلاق الطرق وتشديد الإجراءات على الحواجز المنتشرة بالضفة الغربية، اضطر عدد من الجامعات إلى تحويل الدوام إلى نظام العمل الإلكتروني.

ووفقاً للناشط في مجال حوادث الطرق، جهاد ياسين، لـ"العربي الجديد"، فقد أغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة القدس، وزادت من إجراءاتها على الحواجز في الضفة الغربية. كذلك أغلق الاحتلال معبر الكرامة الذي يقع شرقيّ الضفة الغربية، ويؤدي إلى الأردن.

وشهدت طريق (90) الاستيطانية حضوراً مكثفاً للمستوطنين عليها، وسط تحذيرات من هجمات انتقامية نتيجة للأحداث في مستوطنات غلاف غزة.

إصابات خلال مواجهات

وفي مدينة قلقيلية شماليّ الضفة، وبلدة بيتا جنوب نابلس، وعلى الحاجز العسكري الذي يوجد على أراضي بلدة عطارة شمال رام الله، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

وأفاد الهلال الأحمر بأنه خلال المواجهات المندلعة عند باب الزاوية وبئر الحمص في الخليل، تعاملت طواقمه مع 4 إصابات شظايا في الرأس والأرجل، ومع إصابة واحدة برصاص حيّ في الرجل لطفل يبلغ 12 سنة، وإصابة واحدة باستنشاق بالغاز السام المسيل للدموع. ونقلت جميع الإصابات إلى مستشفى عالية الحكومي بمدينة الخليل.

كذلك شهد الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط شمال القدس، وبلدتي العيسوية والعيزرية في القدس، مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال.

واندلعت مواجهات عنيفة في بلدة جبل المكبر جنوب القدس وسط الضفة الغربية بين الشبان وقوات الاحتلال.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أن طواقمه تعاملت مع إصابتين عند حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس.

في هذا السياق، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، في بيان، حالة الطوارئ في جميع المستشفيات، وأوعزت بتزويد المستشفيات بالمستلزمات الطبية الضرورية والأدوية ووحدات الدم. وأكدت الكيلة أن المستشفيات في الضفة الغربية مستعدة لاستقبال الجرحى من قطاع غزة جراء العدوان الذي يشنه الاحتلال على القطاع.

في وقت لاحق، تعرض مركز الشرطة التابع للاحتلال في جبل المكبر مباشرةً لشظايا صاروخ أطلق من قطاع غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في المركز. كذلك سقطت صواريخ أخرى غربيّ القدس، خصوصاً في منطقة أبو غوش.

ولُفتت الأنظار إلى المشاهدة الواسعة لمعركة "طوفان الأقصى" عبر وسائل الإعلام وشاشات التلفزيون، حيث شاهدها المقدسيون في منازلهم ومحالّهم وحتى في الشوارع. وقوبلت هذه المشاهد بنشر قوات الاحتلال الإسرائيلي لمزيد من الجنود وزيادة التوتر في نقاط التفتيش على مداخل البلدة القديمة في القدس، ما أثار حالة من الترقب في المدينة المقدسة.

المساهمون