يشهد حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وزعيمته مارين لوبان موجة هجرة سياسية، مع انضمام ثلاثة أعضاء منه إلى حملة المرشح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية إريك زيمور، الأمر الذي قد يصعّب المهمة على لوبان، ويعزز من موقع زيمور، المرشح المثير للجدل في مواجهة قضايا قانونية أربكت حملته الانتخابية.
وبعد أقل من 24 ساعة على إعلان جيروم ريفيير وداميان ريو مغادرتهم حزب لوبان لدعم زيمور، أعلن جيلبير كولار أنه سيكون الوافد الثالث الذي سينضم إلى المرشح اليميني المتطرف، وذلك في بث مباشر أطلقه على صفحته في "فيسبوك"، اليوم السبت، ليوجه ضربة قاسية للوبان.
هذه التطورات الدراماتيكية جاءت بالتوازي مع جولة بدأها زيمور من مدينة كان، اليوم السبت، حيث زار معبر مونتون-سانت لوي الحدودي مع إيطاليا، وهو المعبر الذي شهد وصول آلاف المهاجرين إلى فرنسا عبر البحر خلال موجة الهجرة الكبيرة التي شهدتها أوروبا عام 2015.
واستقبل مئات المتظاهرين زيمور لدى وصوله إلى المنطقة، لكن ذلك لم يمنعه من توجيه انتقادات واتهامات لاذعة للجمعيات التي تقدم المساعدة إلى المهاجرين، وتوعد بمعاملتها "معاملة الأعداء" إذا تم انتخابه رئيساً للجمهورية، لأنهم يعملون "ضد بقاء فرنسا"، غير آبه بالحكم القضائي الذي صدر بحقه، يوم الاثنين الماضي، وتغريمه 10 آلاف يورو بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية، لأنه وصف على قناة "سي نيوز" في سبتمبر/أيلول العام الماضي المهاجرين القصّر غير المصحوبين بذويهم بأنهم "لصوص" و"قتلة" و"مغتصبون".
أمام هذه التطورات، رد نائب رئيس "التجمع الوطني"، لويس اليو، بمطالبة كولار بـ"الاستقالة من تفويضه كعضو في البرلمان الأوروبي، والذي حصل عليه من ناخبي حزب التجمع الوطني". وأضاف، في مقابلة على قناة "فرانس أنفو": "لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن توقعت أن يترك جيلبيركولار الحزب"، واصفاً إياه بأنه شخص "في نزاع دائم"، وأشار إلى أنه ابتز الحزب خلال انتخابات البرلمان الأوروبي. وتابع في تعليقه على الانشقاقات في صفوف الحزب بالقول "إذا منعونا من التواجد في الجولة الثانية من الانتخابات، فسوف يتحملون المسؤولية إلى الأبد (..) لأننا في وضع يسمح لنا بالفوز".
في خضم كل ذلك، ما يزال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحافظ على تقدمه في استطلاعات الرأي بفارق كبير عن منافسيه في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجري ربيع هذا العام. وبحسب نتائج استطلاع أجرته "ايبسوس-سوبرا" لصالح صحيفة "لوموند" ومؤسسة جان جوريس، ومركز الأبحاث السياسية سيفيبوف وشمل أكثر من 12500 شخص، ونشرت نتائجه السبت، يحظى ماكرون، الذي لم يعلن ترشيحه رسمياً بعد، بـ 25 بالمائة من نوايا التصويت أمام مرشحتي اليمين فاليري بيكريس واليمين المتطرف مارين لوبن اللتين تعادلتا بنسبة 15.5 بالمائة.
وفي احتمال أن يواجه ماكرون بيكريس في الجولة الثانية من الانتخابات، تعطيه نوايا التصويت 54 بالمائة من الأصوات مقابل 46 بالمائة لبيكريس. أما سيناريو مواجهته لمارين لوبان، فسيحصل فيه على 57 بالمائة مقابل 43 بالمائة للوبان. لكن مع ثبات المرشحين الثلاثة الأبرز في مواقعهم في استطلاعات الرأي، عزز زيمور حظوظه من خلال حصوله على 13 بالمائة في الدور الأول، مستعيداً بعضاً من تأخره أمام المرشحتين في استطلاعات سابقة.