دخلت الأحزاب الفرنسية مرحلة حاسمة من المفاوضات، استعداداً لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية يوم الأحد المقبل، بعد جولة أولى شهدت نسبة امتناع تاريخية عن التصويت تجاوزت 70 في المئة في بعض المناطق، وبلغت أكثر من 90 في المئة بين أوساط الشباب.
التحالف الأسرع جرى في إقليم بروفانس آلب كوت دازور، المنطقة التي شخصت إليها كل الأنظار حين تمكّن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان من التقدم على حزب "الجمهوريون" (اليمين) بفارق نحو 6 نقاط، تلاهما في المرتبة الثالثة حزب "الخضر" المدافع عن البيئة.
وتسمح هذه النتيجة بفوز مرشح اليمين المتطرف تيري مارياني على مرشح اليمين رونو موزلييه، فيما تبدو حظوظ مرشح اليسار في قائمة "البيئة" جان لوران فيليزيا محدودة جداً، ما دفع الأخير إلى إعلان سحب قائمته من السباق، لإفساح المجال أمام "الجمهوريين" للفوز برئاسة الإقليم. وبينما كان هذا الاحتمال مستبعداً في البداية، إلا أن النتائج المتقاربة بين مرشحي اليمين واليمين المتطرف دفعت اليسار للانضمام إلى ما يعرف باسم "الجبهة الجمهورية" وهي عادة ما تشكلها الأحزاب ضد اليمين المتطرف في أي انتخابات لمنع فوزه، فأصبحت الجبهة مؤلفة من أحزاب اليسار وحزب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام".
يشار إلى أن الانتخابات الإقليمية في فرنسا تجرى على جولتين، بفارق أسبوع بينهما، ما يسمح للأحزاب بتشكيل تحالفات ضد بعضها البعض. ولا يعتبر فوز أحد الأحزاب في الجولة الأولى مؤشراً على فوزه في النتائج النهائية، إذ تبقى الكلمة الفصل للجولة الثانية.
وواجه قرار قوى اليسار انتقادات كثيرة بين صفوف الحزب وأنصاره، نظراً للفروق الجوهرية بين خطابي اليسار واليمين، لكن السكرتير الوطني لحزب "الخضر" جوليان بايو دافع عن هذا الخيار معلناً أن "وصول الجمهوريين على رأس الإقليم أفضل من التجمع الوطني الذي يدعو لمحو دعاة حماية البيئة واليسار من المشهد السياسي الإقليمي برمته".
تحالف مماثل يجري في إقليم باي دو لا لوار، لكن هذه المرة بين قوى اليسار ضد مرشحة "الجمهوريين" كريستال مورانسيه، التي حلت أولى بـ34.29 في المئة من الأصوات، يليها مرشح قائمة دعاة حماية البيئة، عضو البرلمان السابق عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" ماتيو أورفلين بـ18.70 في المئة، وثالثاً المرشح الاشتراكي جيوم غارو بحصوله على 16.31 في المئة. والتحالف بين أورفلين وغارو بمقدوره قلب النتيجة واستعادة هذا الإقليم بعدما سقط في يد اليمين في انتخابات عام 2015. وقال غارو على "تويتر" يوم أمس الاثنين، إن "فوز أورفلين يعتبر انتصاراً لقوى اليسار" معلناً تشكيل تحالف معه من أجل "استعادة المنطقة من يد اليمين".
أما في إقليم إيل دو فرانس، الذي يضم العاصمة باريس، فكما كان متوقعاً حسمت رئيسته المنتهية ولايتها، اليمينية فاليري بيكرس نتائج الجولة الأولى بـ35.94 في المئة من الأصوات، تلاها مرشح اليمين المتطرف جوردان بارديلا بـ13.12 في المئة، وثالثاً السكرتير الوطني لـ"الخضر" جوليان بايو بحصوله على 12.95 في المئة من الأصوات.
وترشحت أودري بولفار عن الحزب الاشتراكي للمنافسة على رئاسة الإقليم، فحصلت على 11.07 في المئة، وتلاها مرشح حزب "الجمهورية إلى الأمام" لوران سان مارتان وكتلة "مودم" الحليفة لماكرون في البرلمان بحصوله على 11.76 في المائة، وحلّت مرشحة حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري الراديكالي كليمانتين أوتان سادسة بحصولها على 10.24 في المئة.
وبينما لم يشكل اليمين أي تحالف مع حزب ماكرون في إقليم إيل دو فرانس، أعلنت قوى اليسار تحالفاً قوياً للجولة الثانية، بعد جلسة مفاوضات ماراثونية دامت 10 ساعات وانتهت في وقت متأخر ليل الاثنين، حيث انضمت بولفار وأوتان إلى قائمة بايو. وقال السكرتير الوطني للحزب على "تويتر": "ها نحن هنا. لقد اتحدنا مع أودري بولفار وكليمانتين أوتان من أجل البيئة والتضامن في ايل دو فرانس. لقد أغنينا مشروعنا، ولم يكن ذلك مجرد كلمات. هناك أمل للفوز يوم الأحد".
Uni•es pour gagner dimanche. #IdFEcologie #Regionales2021 pic.twitter.com/g3zhLcGVgk
— Julien Bayou (@julienbayou) June 21, 2021